ماذا يعني إحياء المولد النبوي الشريف؟
إن البعض من قاصري الوعي قد يتساءل: ماذا يعني إحياء المولد النبوي الشريف؟
إن إحياء المولد النبوي الشريف يعني تجديد التولي للرسول صلوات الله عليه وآله وسلم، وتزكية نفوسنا وتصحيح مسارنا، وإن العودة لسيرة رسول الله صلوات الله عليه وآله، لنستمد منه القوة في مواجهة أهل الشرك والباطل…
لكن هناك من يقول بأنه بدعه!؟.
لماذا؟
يريدون أن يجمدونا يريدون منا أن نسكت يريدون منا أن نتثبط وننسى سيرة الرسول الأكرم وآل بيته يريدون منا ألا نحتفل بمولد نبينا وهادينا ونصيرنا بحجة أنه بدعه، ولكن “هيهات” أن نصبح كما هم يريدون، “هيهات” أن نصبح أمة متجمدة، لا يعني لها أحزان وأفراح الرسول وآل البيت عليهم السلام.
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من أهم وسائل التعرف على هذا النبي العظيم
إن يمن الإيمان والحكمة يجعل من مناسبة المولد النبوي يومًا مجيدًا رغم التحديات، وبكل حبٍّ وإعزازٍ وشوقٍ ولهفةٍ وإكرامٍ وتقديس يحتفلُ الشعبُ اليمني بهذه المناسبة ليجعلَ منها يومًا أَغَرَّ في جبين الدهر، يومًا مجيدًا، ويومًا مشهودًا، عرفانًا بالنعمة، وشكرًا لله، واحتفاءً بخاتم الأنبياء، وتأكيدًا متجددًا للولاء، وردًّا لكل المحاولات الشيطانية من جانب الأعداء في استنقاص مكانته في النفوس، وقدرِه في القلوب، بُغيةَ إبعاد الناس عن التمسك به والولاءِ له.
ومن دلالات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، الابتهاج والاعتراف بمنّة الله العظيمة وفضله العظيم علينا كمسلمين وعلى العالمين أجمع، الله سبحانه وتعالى يقول:(قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس:58].
والشعب اليمني كأمة مسلمة يجب أن تكون نفوس أبنائه متعلقة بفضل الله، وعظيم نعمته، وفي مقدمة هذه النعم: نعمة الهداية التي كانت عن طريق الرسول والقرآن، ومحمد هو رسول الهداية أرسله الله بالهدى ودين الحق.
إن إحياءَ ذكرى مولدِ النبي هو مناسبةٌ للحديثِ عن الرسولِ ومبعثِه ومنهجِه ورسالتِه، وعن واقعِ الأمة وتقييمِه، وهو أيضًا من الإشادةِ بذكره، والله سبحانه وتعالى حينما قرن الشهادة برسالته، مع الشهادة بوحدانيته في الأذان والصلاة، كلَّ يومٍ وليلةٍ خمسَ مرَّات، وحينما قال (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) لأنه أراد أن يبقى رسولُ الله حيًّا في وُجداننا، وحاضرًا في أذهاننا، فَصِلَتُنَا بهذا النبي هي صلةٌ بالرسالة، صلةٌ بالهدى، وارتباطٌ بالمنهج الإلهي، وارتباطٌ بالرسول من موقعه في الرسالة: هاديًا وقائدًا ومعلمًا ومربيًا وقدوةً وأسوةً، نهتدي به، ونقتدي ونتأسى به، ونتأثر به، ونتّبِعُه، وما أعظم حاجتنا وحاجة البشرية إلى ذلك! لأنه لا نجاةَ ولا سعادةَ للبشرية إلا به، وإن أكبرَ ما جلب الشقاءَ والمعاناةَ على البشرية هو ابتعادُها عن هدى الله، ومخالفتُها لتوجيهاته.
وإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، هي للتعبير عن الولاء لرسول الله محمد ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› التي يعد من أساسيات الإيمان، ولا يتم الإيمان ولا يتحقق إلاَّ به، لأن الله عز وجل جعله لنا هاديًا معلمًا يزكينا يعلمنا الكتاب والحكمة، وجعله لنا الأسوة والقدوة، فنتأثر به ونهتدي به ونسير على نهجه ونتأثر به، في مواقفنا نتحرك في الطريق نفسها التي تحرك عليها، نتفاعل طاعة، عملًا، التزامًا مع الرسالة التي أتى بها وهي القرآن الكريم والإسلام العظيم، والتعبير عن هذا الولاء له أهميته الكبيرة؛ لأن الأعداء يحاولون أن يفكّونا فكًّا عن كل هذه الروابط العظيمة التي سنستعيد بها مجد أمتنا وعزة أمتنا وقوة أمتنا التي كانت أيام محمد.
وذكرى مولد الرسول ‹صلى الله عليه وعلى آله وسلم› هي مناسبة جامعة يمكن أن تمثل أساساً مهماً للوحدة الإسلامية، ومن خلالها يتم التذكير بالأسس الجامعة المهمة التي توحد الأمة وتبني الأمة.
والشعبُ اليمني لم يُثنِهِ عن الاحتفال الكبير بهذه المناسبة بالرغم من العدوانُ الغاشمُ، وكل محاولات الأعداءِ المجرمين الذين يسعون في كل عام لتخويفه عن الحضور إلى ساحات الاحتفالِ بالمناسبة، من خلال جرائمِ القتل واستهداف التجمعات، بل تزيده وعيًا بأهمية المناسبة، حيث يجعل منها محطةً سنويةً لاكتسابِ الوعي، وشحذِ الهمم، واقتباسِ النور، وتعزيزِ الولاء للرسول والرسالة، والتعبئةِ المعنويةِ ضدَّ أعداءِ رسول الله، أعداءِ الحق، أعداءِ البشرية.