كلكم مسؤول…
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 19 اكتوبر 2019مـ -20 صفر 1441ه ]
بقلم / إكرام المحاقري
عندما يصبح الوطن غريبا في ظل وجود شعب عريق وتتجرع أرضه ومقدراته ويلات الإحتلال، ويضيع الشعب مشتتا ما بين هذا الحزب وذاك، ويضيع الحق بين ثقافات تدجينية ضالة خارجة عن إطار الدين والأعراف المحافظة، فليدرك جميعنا هنا بأنا لم نتحمل مسؤولية الدين والوطن كما أراد الله تعالى لنا..
هي تلك المسؤلية المناطة على عاتق المواطن اليمني سواء الرجل أو المرأة، وكلا بحسب رتبته وثقافته، كذلك بمختلف المكونات السياسية والأحزاب والتوجهات، فدستورنا جميعا قبل أن تكون بنود وطنية هو القرآن الكريم بكل مافيه من توجيهات آلهية محتمة.
فالمجتمع اليمني ككل قد وجب عليه تحمل مسؤليته في مواجهة العدوان الغاشم والحصار الجائر وحقد المحتل بكل ما يملك من قوة ومقدرة، وذلك أمام الله أولا وتجاه الوطن ثانيا، فالمؤامرات العالمية على اليمن لن يدحرها ويبطل كيد سحرها إلا توحد الكلمة والإنطلاقة الجادة والتحرك الصائب في مواجهة كل ماسبق ذكره.
فلا مجال للتنصل عن تحمل المسؤلية التي أصبحت قضية ملحة بالنسبة للشعب اليمني، فكلا يجاهد من مترسه، فالجهاد ليس بالسلاح فقط، والمعركة اليوم قبل أن تكون معركة عسكرية هي معركة وعي بأمتياز ، وقد شن على الشعب اليمني قبل أن يتخذ الاعداء قرار الإعتداء على اليمن عسكريا في تاريخ منتصف تلك الليلة التي أصبحت وصمة عار في وجه الأمم المتحدة والعالم، الذي أختار لنفسه سبيل الصمت المخزي والمشين.
نعم، المعركة معركة وعي، وما سلاح رجال الرجال في الجبهات إلا منطق للوعي والحكمة والمعرفة، هم من تحمل عظيم المسؤلية، لكن ماذا عن المتنصلين؟!! وماذا عن الذين رضوا بان يكونوا مع الخوالف وكأن الحال لا يعنيهم؟! الا يستشعرون خطورة ماهم عليه من رفض آلهي لأنبعاثهم للجهاد؟!
كذلك النساء فقد بدأنّ مع الدين والوطن بداية مشرفة بل أنها شمس دافئة أشرقت على اليمن في ظل معاناته الدامس ظلامها؟! جدنَ بالمال والرجال والحلي الغالي منها والنفيس، كما جاد الرجال بالدم، لكن ماذا عن المتخاذلات؟! فهل ارتضين لأنفسهن مقام النفاق؟! فبدلا من نصرتهن للدين يتسابقن لشراء بضاعة أمريكا وإسرائيل!! وبدلا من مواكبة أحداث الإنتصارات وتعزيز الصبر في أفئدة المجاهدين هاهنّ يسارعن لمواكبة أحداث تطور موضة شرعتها اللوبية الصهيونية الماسونية وبكل سخاء!! فأي خزي هو هذا!؟
كذلك أصحاب الرتب العسكرية والمناصب الدبلوماسية والمدنية، لماذا البعض منهم يتنصل عن تحمل المسؤولية؟! هل جهل ما أقسم عليه ولهج به لسانه أثناء تأدية اليمين الدستورية!؟ ولماذا لا يكن المتنصلين من أصحاب الرتب العسكرية كما هو وزير “الدفاع” الذي قد جرع العدوان الويلات حربا عسكرية ونفسية!!
كذلك أصحاب المناصب المدنية كالوزراء وغيرهم، لماذا لا يتحركون كحركة وزير الصحة الدكتور “طه المتوكل” الذي جسد للعدوان معنى الثبات في خضم أوقات حامية وحساسة، كذلك وزير الإعلام الذي لم يكل ولم يمل عن مخاطبة العدوان باللغة التي يفهمونها، كما ان له إنجازات مشهودة في ظل قصف العدوان للمنشآت الإعلامية وللاعلاميين رأسا، فكلاهما قبل ان يكونا رجال دولة هم رجال جهاد، نحن لا نزكيهم لكن نتمنى أن يكون البقية مثلهم بل وأحسن.
ختاما: كلكم مسؤول، والوطن مسؤلية الجميع ولنا في حال الجنوب الف عبرة ولن نوجه إلى مجتمعهم الكلام فهم أدرى بمصلحة مصيرهم، فمن يرتضي لنفسه التقصير لا يرتجي من الله النصر، حتى وإن جاء النصر فليس إلا حليف للصادقين والصادقات وليس للمتنصلين فيه نصيب “والله عليم بذات الصدور”.