الجنوب مابين ذكرى الثورة وواقع الاحتلال
بقلم || أمل المطهر
ثورة ال١٤ من أكتوبر تطل علينا لتزيح الستار وتكشف الغموض وتوضح مايراد طمسه عن الكثير من أبناء الشعب اليمني كافة والجنوب خاصة .
فبينما نحتفل هنا في صنعاء بذكرى ثورة أطاحت بهيبة الأمبراطورية التي كانت لاتغيب عنها الشمس كما عرف عنها نحتفل في أجواء ثورية وتهب علينا نسائم حرية واعتزاز بما نحن عليه من صمود وثبات في وجه المعتدين.
تأتي هذه الذكرى وأخواننا في جنوبنا الحبيب يعيشون تحت وطأة الاحتلال بكل ممارساته البشعة وتعديه الممنهج ضدهم.
لكن الموجع هنا أن نراهم هامدون خامدون لايتحركون لنيل حريتهم وإن ضاق عليهم القيد ، رفعوا أصواتهم قليلا فقط ليعبروا عن وجعهم بضعف .
فهل سيكون وقع إحياء ذكرى ال١٤ من أكتوبر واسترجاع قصص الثوار الأحرار فيها كراجح لبوزة وغيرهم من أحرار الجنوب وحكايا الانتصارات على القوة العظمى والغول الذي لايهزم مشعلاً للأمل في نفوس الكثيرين ممن ماتت في قلوبهم الهمة وانطفأت جذوة الرغبة في استرجاع حق العيش كبشر كحد أدنى من الحقوق ؟
هل ستكون ذكرى هذه الثورة كفيلة بتحديد موقع الوجع وأعادة الأحساس باالألم للجزء الميت من الجسد؟؟
فمهما بلغت الحالة التي وصل إليها البعض من المنجرين وراء قيادات مرتزقة الجنوب بتقبلهم للمحتل وإيهام أنفسهم بأنه المنقذ والمخلص لهم وأنه هو من سينتصر للقضية الجنوبية، ومهما كانت قوة المخدر الموضوع على الجرح، لابد وأن تترك بعض الحسرات على مافوتوا على أنفسهم من عزة وأمجاد وهيبة، جنتها ثورة الأحرار في ١٤ من أكتوبر، لابد وأن يقفوا قليلا ويتركوا الهرولة وراء المجهول الذي يسوقهم إلى الهاوية .
ماذا يحدث ؟ولماذا حدث كل هذا؟ وإلى أين سنصل؟ هذه الأسئلة ستفرض نفسها على كل جنوبي حر.
وفي هذه الذكرى لابد وأن يتذكروا أهم الأسباب التي قادتهم أنذاك إلى الحرية المطلقة وإلى إخراج المحتل البريطاني صاغرا منكسرا وعلى رأسها وعي الثوار العالي بخبث المحتل وبأساليبه الملتوية لأخماد الثورة أو الألتفاف عليها واختراقها وتوحيد الصفوف والكلمة والموقف ضد المحتل، واليقين التام بأن ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة فكان حينها انتصار الثورة حتميا آنذاك .
والأن وقد عادت بريطانيا برداء أميركي وأحذية إماراتية لاحتلال الجنوب من جديد لابد من أن إحياء هذه الثورة بكل تفاصيلها في النفوس أولا
لنكون جميعاً يداً واحدة لدحر الغزاة وطرد المحتلين من وطننا الحبيب .
#اتحاد_كاتبات_اليمن