الخبر وما وراء الخبر

دماؤنا أغلى من نفطكم وعلى الباغي تدور الدوائر

53

كلما فشلت قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي عسكرياً في الميدان وتكبدت خسائر فادحة وانسد الافق أمام جحافلها لجأت إلى تضييق الخناق على الشعب اليمني اقتصادياً عبر لقمة عيشه وما يتعلق بحياته وها هو تحالف العدوان الغاشم مستمرٌ في منع دخول المشتقات النفطية والمواد الأساسية إلى اليمن غير آبه بمئات الالاف من المرضى ولا بملايين من الأطفال الذين أوصلهم هو بحصاره إلى مرحلة سوء تغذية وباتت امهاتهم يرتقبن متى يفارقون الحياة .

الحرب الاقتصادية على شعبنا العظيم يهدف العدوان من ورائها لانتزاع الاستسلام والخضوع الذي يحلم به فالتجويع من أجل التركيع غير أن شعبنا المسلم العزيز بات يعي هذه الخطوة وكلما ازداد العدو تهوراً فيها ازداد الشعب نفيراً إلى الجبهات رفداً للمجاهدين ، كونهم مؤمنون بأن الوصول لوطن مستقل يعيش فيه المواطن بكرامة وحرية وسيادة لا بد من تضحيات جسيمة هم أهلها ورجالها .

ما يثير الاستغراب هو موقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إزاء هذا الاجرام فاليمن أرضاً وإنساناً على وشك كارثة انسانية لا مثيل لها في العالم جراء منع قوى العدوان دخول سفن المشتقات النفطية لما يقارب الشهرين ما خلق وضعا اقتصاديا صعبا للغاية ولا سيما المستشفيات التي باتت موقفة وعاجزة عن تقديم الخدمات الأساسية وأصبح المرضى الذين هم بمئات الآلاف وأبرزهم مرضى الكلى على وشك الهلاك وأصبحت مئات المنشآت الخدمية خارج الخدمة، وهذا الأمر يعرفه الجميع وقد صدرت العديد من المناشدات ونداءات الاستغاثة لكن للأسف لم يعر للموضوع أي اهتمام ،، ولعلنا شاهدنا أن المجتمع الدولي استطاع أن يسمع حرائق منشآت أرامكو السعودية في ساعاتها الأولى وانهالت المئات من البيانات المنددة والمستنكرة للعملية المشروعة ولا زالت متواصلة حتى اليوم من قبل الرؤساء والزعماء والملوك والسفراء وكل من له صفة رسمية في عالم منافق يحكمه الدولار ولا يتمتع بذرة من قيم أو أخلاق ، ولا يعيش فيه إلا الأقوياء .

بعد ساعات من عمليات استهداف أرامكو سارعت الأمم المتحدة إلى ارسال لجنة تحقيق وتقصي للاطلاع على الحدث وتحديد المتسبب، وأمام الأزمة اليمنية تكتفي المنظمات التابعة للأمم المتحدة في اليمن باصدار البيانات والشعور بالقلق وإعلان حالة الطوارئ التي لم تسطع ادخال سفينة نفطية واحدة تعمل بحمولتها أجهزة المستشفيات الموصولة لأجسام المرضى .

ما تعرض له الشعب اليمني خلال الأيام القليلة الماضية من حصار خانق ومجازر وحشية في ظل صمت عالمي لن يمر مرور الكرام، فاليمنيين لم يراهنوا في يوم من الأيام على صحوة ضمير عالمية ، بل اتجهوا من واقع المعاناة إلى تطوير قدراتهم الدفاعية الرادعة للعدو، وبما أن قوى العدوان والمجتمع الدولي لم يسمعوا أنين الشعب اليمني ولا مبادرات السلام فلا ضير أن نسمعهم أصوات الانفجارات في منشآتهم الحيوية وعندها فليخرص الجميع فقد أعذر من أنذر وكما يقال هنا في اليمن” ما سمعتم حذار فاسمعوا البندقية”.