الخبر وما وراء الخبر

شكرا سلمان أحييت في قلوبنا حب الوطن

220

بقلم / امة الرزاق جحاف

ما أن انتهت زفة العروس واعتلت المنصة لتستقر في المكان المخصص لها في القاعة حتى صدحت الموسيقى بالنشيد الوطني في سابقة هي الأولى من نوعها وقفت العروس بإجلال ووفق معظم من في القاعة من النساء وضعت بعض الشابات ايديهن على صدورهن جهة القلب في دلالة على احترام الوطن وتحركت الشفاه مرددة كلمات النشيد الوطني وترقرقت الدموع في عيون البعض (لن ترى الدنيا على أرضي وصيا) الله ما اجمله من إحساس وكم هو الفرق بين بين الوضع الآن وخاصة قبل العدوان كنا من قبل نشكو من اللامبالاة التي يتعامل بها الكثيرون- بما فيهم طلاب وطالبات المدارس حين يسمعون السلام الوطني في الطابور المدرسي – والآن ها هو النشيد الوطني يفتتح مراسيم العرس. شكرا سلمان أحييت في قلوبنا حب الوطن والاعتزاز بالانتماء اليه والاستعداد بالتضحية من أجله بكل غال ونفيس ما إن أوشكت مراسم العرس أن تنتهي حتى بدأت النساء المدعوات في مغادرة القاعة كنت أتأمل وجه العروس وهي تودع ضيوفها بابتسامتها الرقيقة وتلوح بيدها مودعة قلت لنفسي ما أسعدك أيها العريس بهذه الفتاة المتعلمة المثقفة المزهوة بوطن حاضر دائما في وجدانها ألم تفتتح فعاليات عرسها الجميل بالنشيد الوطني . نظرت الى ساعتي المفروض تكون زفة العريس قد انتهت الآن .. وارتفع صوت إحدى المدعوات بجواري متسائلة (تقلي عيجي الحريو للقاعة مثلما بيفعلوا هذه الأيام والا عيجوا المخرجين ويزفوها الى بيته مثل عادات وتقاليد زمان ؟ لم يكن لدي معلومات لأجيب عن أسالتها لكن ما كنت واثقة منه هو أن العريس كان ينتظر عروسه على أحر من الجمر… وحان موعد مغادرة العروس للقاعة واستقلت مع والدها سيارة خاصة تم تجهيزها بأناقة لزفة العرس لكن فوجئنا بأن السيارة بدلا من ان تتجه لمنزل العريس عادت بالعروس الى بيت والدها كنت في قمة استغرابي وتبادر الى ذهني أن ثمة مشكلة حدثت أغضبتها أو أغضبت والديها وملت على أذن إحدى خالاتها أتساءل في دهشة ماذا حدث ؟ أخفت الخالة ابتسامتها ووضعت سبابتها على شفتيها وصدر عنهما صوت آمر اششششش.. فزادت دهشتي غمزت بعينيها ومالت على أذني هامسة أصلا العريس غير موجود. شهقت بعلامة استفهام كبيرة ارتسمت على ملامحي وعبرت عنها كفاي وتمتمت بها شفتاي في حروف مبعثرة- رددت بهدوء حزين العريس في الجبهة يدافع عن كرامة الوطن وحريته وعزته كان مقررا أن يحضر لكن نداء الواجب تجاه الوطن حال دون ذلك .. ولأن كل ترتيبات العرس قد اكتملت لم يكن امام العروس وأهلها سوى المضي في استكمال مراسيم العرس. سالت دمعتي وانا أقول لنفسي أي عظمة تمتلكها أيها الشعب اليمني؟ وهل هناك اكثر عظمة وشموخا من الفتاة اليمنية الأصيلة ؟وهل هناك ثقافة تستطيع ان تربي لنا الجيل القادم أفضل من تربية الثقافة القرآنية التي أحدثت تحولا جذريا في شبابنا وشاباتنا نعم بمثل هذا الجيل يحق لليمن أن تفتخر وتطمأن لمستقبلها القادم وحتى اللحظة لا تزال عروسنا في انتظار عودة عريسها ليضع على مفرقها أكليل النصر ويحتفلان معا بهزيمة العدوان وانكساره