الخبر وما وراء الخبر

الثقب الأسود الذي عطل سلاحنا الإستراتيجي!

135

بقلم/ محمد محمد المقالح


 

كل العالم يعرف أن قوة تفوق اليمن وأهم أسلحتها الإستراتيجية لمواجهة العدوان البربري السعودي ليست صواريخ إسكود ولا توتشكا ولا قاهر ولا شيء من هذا القبيل ، ولكنها المقاتل اليمني داخل الأراضي السعودية فهذه هي أسلحتنا الأكثر تأثيرا في سير المعارك وفي تحديد مصير الحرب ونهايتها .

ولأن العالم بمن فيهم مخابرات السعودية في أوساطنا يعرفون هذه الحقيقة فهم ومنذ بداية العدوان يعملون على إبطال هذا السلاح أو تأجيله أو التقليل من تأثيره أو التهويل من خطورة إستخدامه والمضي به إلى نهاية الطريق …

وكل ما بدا الحديث عن تفعيل هذا السلاح بقوة في الجبهات يدخل المثبطون والمخذلون والمفجعون ( لا لا مش وقت ) ، إنتظروا … العالم با يزعل ، باقي نجرب هذه المرة   ،( إسكه) نجرب نتصل بولد الشيخ ، لا لا بالإخت بتيني ممثلة الإتحاد الأوربي …

وهكذا ينجحون بإستمرار في تأجيل إستخدام أكبر وأهم أسلحتنا والأقدر على حسم المعركة لصالحنا ، وهكذا كلفنا المرجفون والعملاء والمخذلون دماء أكثر وأرض أكثر ومعاناة أكثر ، لم نكن لندفع نصفها لو ركزنا جهدنا على هزيمة العدو في عقر داره…

والمشكلة إنه عندما كنا نتوقف عن إستخدام سلاحنا الوحيد لم يكن يتوقف العدو في إستخدام كل الأسلحة المحرمة ، ولم يكن ليتردد في فتح جبهات داخلية جديدة وحسم أخرى كانت تبدو عصية لا بل إنه لم يتردد في تأليب العالم علينا لأننا هددنا بإستخدام أسلحتنا في الحدود ولم نستخدمها ، وياليتنا لم نهدد ونظهر انفسنا على هيئة فقاعة التصريحات العنترية الفارغة التي ماطفت حتى تلاشت كرغوة الصابون وكأن المطلوب هو تحذير العدو ودفع لإستباق الضغط علينا لا تخويفة أو تهديده !
قبل أيام أسقط العدو مركز الجوف ومعسكرات هامة في مأرب ويخطط لإسقاط تعز والحديدة وليس صنعاء كما يعتقد البعض لأن الهدف ليس إعادة الشرعية البطيخية بل فرض الأقلمة والتقسيم بالقوة وبحكم الأمر الواقع وقد قطع شوطا مهما في هذا ومع هذا ورغم هذا وفي سياق الرد على هذا المخطط الجهنمي هل كلف أحدكم نفسه أن يسأل من أوقف معركة الخوبة فجأة ، ولم نعد نسمع عنها شيئا بعد أن كنا قدملأنا الدنيا صراخا حولها .
إنه الثقب الأسود الذي عطل خياراتنا وأسلحتنا وكلفنا وشعبنا كثيرا وعلى مدار ٩أشهر من الهمجية السعودية…
*يبقى أن نقول إن الحرب لن تتوقف عبر المفاوضات الجارية وستستمر الحرب طالما ولدى العدو قدرة ليس فقط على إستخدام كل أوراق تفوقه في الجبهات بل وقدرة على تعطيل كل أوراق تفوقنا فيها أيضا !