البيانُ المرعِب!
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 14 سبتمبر 2019مـ -14 محرم 1441ه ]
بقلم / د. أحمد الصعدي
بعدَ مرور شهرٍ واحدٍ على بيانها الذي نعت فيه الشهيدَين المجاهدين إبراهيم بدر الدين الحوثي ورفيقه محمد حسين العياني، نفّــذت وزارةُ الداخلية وعدَها في بيان النعي بأن الجناةَ لن يفلتوا من العقاب، فكان بيانُها الثاني الصادرُ يوم الأربعاء 11/ سبتمبر الذي أعلنت فيه أن يدَ العدالة طالت
المنفّــذَ الرئيسيَّ لجريمة اغتيال المجاهدين، وهو عميلُ المخابرات السعودية، محمد علي قائد ضاوي، لقد كان بيانُ وزارة الداخلية قصيراً، ولكنه تضمَّنَ عملاً كَبيراً، وكان مرعباً لقوى ومرتزِقة العدوان -كما وصفه ناشطوهم بأنفسهم-. فأَنْ يتم كشفُ أدق تفاصيل جريمة اغتيال الشهيدَين
إبراهيم بدرالدين الحوثي ومحمد حسين العياني والوصولُ إلى المنفّــذ الرئيسي والقضاءُ عليه في عُمق المناطق المحتلّة مدينة مأرب، وذكر المخابرات السعودية بصورة صريحةٍ وقاطعة بوصفها المسؤولةَ عن الجريمة معناه:
أولاً: انتهاءُ ((الامتيازات)) الخَاصَّةُ التي توفرت لعملاء العدوان الذين يُكَلَّفون بارتكاب الجرائم في المناطق الحرة..، لنتصور العَرْضَ المُغري الآتي: يقومُ المجرمُ بتنفيذ ما يكلَّفُ به مقابلَ أموالٍ طائلة وإغرائه بالقول له إذَا قُبِضَ عليه سيتمُّ تخليصُه بصفقة تبادل أسرى، وإنْ نجا وفرَّ إلى مناطق العدوّ كان في مأمنٍ إلى أن تتمَّ تسويةٌ سياسيةٌ تجُبُّ ما قبلها.
من هنا كانت العمليةُ التي أعلنت عنها وزارةُ الداخلية رسالةً إلى كُـلّ عملاء العدوان بأن يدَ العدالة ستطالُهم أينما كانوا في اليمن أَو خارج الجُغرافية اليمنية؛ ليفكِّرَ كُـلُّ ضعيفِ نفسٍ ألفَ مرة قبلَ أن يُقْدِمَ على جريمة إزهاقِ أرواح مواطنين يمنيين.
ثانياً: أن ((شهرَ العسل)) الذي عاشته المخابراتُ السعوديةُ منذ المُصَالَحة بين الملكيين والجمهوريين عام 1970 قد انتهى. فقد عاثت مملكةُ الإجرام فساداً في اليمن، وقتلت وأرعبت وأخرست وابتزّت من تشاءُ، وُصُولاً إلى شاغلي أعلى المناصب كالشهيد إبراهيم الحمدي، وكانت
جرائمُها تُقيَّدُ ضد مجهول أَو تُنسَبُ إلى طرفٍ محلي، أما اليومَ فقد قال بيانُ وزارة الداخلية: إن التحقيقاتِ كشفت بأن استخباراتِ العدوِّ السعودي هي الجهة الرئيسية التي تقفُ خلفَ جريمة اغتيال الشهيدَين إبراهيم بدرالدين الحوثي ورفيقه. وهذا مؤشرٌ عميقُ الدلالة على انعتاقِ القرارِ اليمنيِّ من الهيمنة السعودية الكئيبة، وإشارته بإصبع الشجاعة والإقدام إلى الجاني الحقيقي، وقوله: قِفْ عند حَدّك، فالسنُّ بالسن.