الخبر وما وراء الخبر

عيسى العربي.. داعية للتطبيع مع إسرائيل مدعوم من الإمارات

37

يواصل أبواق الإمارات المروجون للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي الظهور على الشاشات للتسويق والتشجيع على علاقات طبيعية معه، وتجاهل كامل لمأساة الفلسطينيين المستمرة منذ عقود.

آخر هذه الفصول كان أن نشرت صفحة على منصة “فيسبوك” تدعمها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مقطعاً مجتزأ من حلقة لبرنامج يبث على قناة الحرة، يشيد فيها مسؤول خليجي بارز بـ”إسرائيل” ويشجع ويبرر التطبيع مع دولة الاحتلال.

وفي حلقة من برنامج “حديث الخليج” الذي يبث من قناة الحرة، عرضت في 4 سبتمبر الجاري، وحملت عنوان “العلاقات الخليجية الإسرائيلية .. ما فرص نجاحها؟”، روج رئيس الاتحاد العربي لحقوق الإنسان، عيسى العربي، للتطبيع باعتبار “إسرائيل دولة معترفاً بها”.

ويرى العربي أن “القضية الفلسطينية مرت بالعديد من المراحل (…) ويشوبها الكثير من اللاوضوح”.

وتحدث عن حصول تغيير لدى العالم العربي في تعاطيه مع الاحتلال الإسرائيلي، ووفق قوله فإن إسرائيل دولة معترف بها في المحافل الدولية، وهي “واحدة من أكبر الدول المتقدمة في العالم، شئنا أم أبينا، ونحن ما زلنا في صراعاتنا”.

بدوره فإن عيسى العربي نشر على حسابه في “تويتر” عن الحلقة التي شارك فيها، والموضوع الذي تناولته الحلقة، لكن لم يجد منشوره أي تفاعل من المتابعين، على الرغم من أن عدد متابعي حسابه يتجاوز 4 آلاف ونصفاً.

لكن أصحاب حسابات أخرى روجوا لما طرحه العربي، منهم الحقوقية والناشطة الإماراتية المعروفة مريم الأحمدي، التي كتبت تعليقاً على مشاركتها لمقطع يتحدث فيه العربي عن التطبيع، بأن “الاتحاد العربي لحقوق الإنسان يتبنى ضرورة حل معاناة الإنسان الفلسطيني”.

وأضافت أن هذا الحل “لا يمكن تحقيقة في ظل المقاطعة والتناول الفكري العاطفي في التعاطي مع المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية”، مشيرة إلى أن ما وصفته بالمقاطعة والتناول الفكري العاطفي “لم يكن لهما أي تأثير إيجابي على الأرض”.

والمشيخص سبق أن تعرضت لانتقادات كبيرة على مواقع التواصل، إذ تعتبر أحد المشجعين للتطبيع مع إسرائيل، خاصة عند استضافتها من قبل قناة عبرية، أكدت فيها عدم وجود عداوة بين إسرائيل والسعودية، وأكدت أنه “لا توجد لدينا مشكلة سياسية مع إسرائيل. إسرائيل لم تطلق علينا حتى رصاصة”.

العربي والإمارات والعمل اللامشروع!

في سبتمبر 2017، نشرت الهيئة المستقلة لمراقبة الأمم المتحدة، ومقرها جنيف ونيويورك، ملخصاً تنفيذياً لتحقيق أجرته يتعلق بمؤسسات المجتمع المدني العاملة على هامش أعمال مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

التقرير اتهم الإمارات باستخدام الفدرالية، التي يرأسها البحريني عيسى العربي شقيق القيادي في تجمع الوحدة ناجي العربي، للتغطية على أنشطتها اللاأخلاقية.

وأكدت الهيئة في تقريرها أن الفدرالية غير مسجلة في سويسرا، وأنها تعمل بشكل غير مشروع من الإمارات، مشيرة إلى أنها توجه الأموال بوسائل غير معروفة خلافاً للنظام المالي في أوروبا وسويسرا. ويمكن وصف ذلك أيضاً بأنه غسل أموال وفساد.

وقال أحد رؤساء المنظمات الحقوقية للمحققين: “اقترب مني اثنان من السادة، واحد منهم قدم نفسه كمنسق للفدرالية العربية لحقوق الإنسان، مع كل الجرأة والإزعاج، قدموا لي المال في مقابل استضافة حدث لربط قطر بالإرهاب”.

وأضاف: “أرادوا منا أن ندلي ببيان شفوي يتناول المسألة نفسها. لقد كنت في المجلس لأكثر من عقد من الزمان ولم أشهد مثل هذا السلوك الفظيع. يجب على المجلس التحقيق مع هذه المنظمة وأفعالها في المجلس”.

تجدر الإشارة إلى أن من بيان المهام التي تقوم بها الفدرالية برئاسة العربي العمل ضد الوفد الأهلي البحريني في جنيف، ومحاولة عرقلة جهوده في التعاون مع مجلس حقوق الإنسان.

دعم صفقة القرن

سعي الإسرائيليين للاستيلاء على كامل فلسطين وطرد سكانها الأصليين لم يعد خافياً، وهو مخطط جار تنفيذه منذ عقود، إذ تمكن الاحتلال الإسرائيلي من توسيع احتلاله وبناء مستوطنات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكانت الورشة التي احتضنتها البحرين، في يونيو الماضي، تشير إلى هذا؛ على الرغم من حملها اسم “ورشة السلام من أجل الازدهار”، في حين أطلق عليها إعلامياً “الجانب الاقتصادي من صفقة القرن”.

ولم يستجب الفلسطينيون للدعوة لحضور هذه الورشة؛ لمعرفتهم بنوايا انعقادها، وحضرها الإسرائيليون. ومن جانبه دعا عيسى العربي، بصفته “رئيس الاتحاد العربي لحقوق الإنسان”، المسؤولين الفلسطينيين إلى “تحمل مسؤولياتهم التاريخية تجاه شعبهم، وتقديم مصالحه وتطلعاته على مصالحهم الضيقة”، في اتهام صارخ للفلسطينيين.

واعتبر في بيان له أن الامتناع عن المشاركة في ورشة “السلام من أجل الازدهار” هو “خطأ تاريخي”.
ووصف دعوات مقاطعة الورشة بأنها “تفتقر للنظرة الشمولية لواقع الأزمة الفلسطينية ومساراتها، ولا تأخذ في اعتباراتها أولوية الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة إنسانية”.

وانتقد العربي “الهجوم الإعلامي على الورشة من قبل دول وقنوات وشخصيات”، اتهمها بأن لها “مواقفها المسبقة وأيديولوجياتها الفكرية الرجعية”.

وأشار العربي إلى أن “القيادة الفلسطينية يجب أن تضع حداً لاستمرار معاناة الشعب الفلسطيني، وأن تتدارك قراراتها”.
وأعرب عن تقديره لجهود البحرين في انعقاد الورشة، “متحملة في سبيل ذلك مسؤوليات جسيمة تسعى لتحقيقها للشعب الفلسطيني”.