ذكرى المولد النبوي لهذا العام بحلة الانتصارات العظيمة والصمود الأسطوري
حميد منصور القطواني
لبيك يا رسول الله :
إن دعوة ورسالة محمد رسول الله صلوات الله عليه واله الأطهار وصحبه الأخيار، هي تعبئة إنسانية و توجيهات وأوامر لكل أحرار وكرام وشرفاء الأمة الإسلامية، بل والإنسانية لإجابة نداء واستغاثة المستضعفين المظلومين ونصرتهم في مواجهة طواغيت الأرض وفراعنة العصر، وتقديم هدي الله للبشرية بما يحقق لها السعادة والحياة الكريمة وأن تنعم بالأمن والاستقرار في ظل العدالة و القيم الإنسانية السوية ،ولذلك كان رد المؤمنين الأحرار في الأمة بكل شموخ وعزة وثقة وثبات لبيك يا رسول الله .
إن هذا الاستحقاق و هذه الاستجابة التي جسدها اليمنيون ، وتداعى لها الأحرار المحمديون في اليمن لمواجهة الظالمون المعتدون على شعبنا ووطننا، هي خير تجسيد لذلك الشعار لبيك يا رسول الله في كل الميادين وعلى كل المسارات المواجهة للمعتدين المتمثل في عدوان تحالف الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل وال سعود .
فعام مضى من ذكرى المولد النبوي الشريف وحلت ذكرى هذا العام ، وما بينهما سنة من التحولات والتحديات و الانتصارات التي سطرها اليمنيون بعون من الله وتأييده في ظروف بلاء ومحن والآلام ومعاناة قاسية ومظلومية كبرى جراء العدوان السعوصهويوامريكي على اهل اليمن.
الشعب اليمني وهم يستجيبون لأمر الله و دعوة الرسول الأكرم لما يحييهم في مسار إرادة الحياة والعزة والكرامة والحرية برؤيتها القرآنية ،مضى اليمنيون المستضعفون بكل صبر وصمود للتحرر من قيود العبودية والتبعية للأصنام البشرية ،في ثورة إنسانية راقية ونبيلة ضد أرباب الطغيان والاستكبار العالمي والإقليمي وأدواتهم المحلية ،وبذلوا ومازالوا يبذلون في سبيل ذلك الكثير من التضحيات، و في المقابل قطف اليمنيون ويقطفون تجليات وعد الله بالنصر والغلبة والتأييد في كل محطة..
حلت هذه المناسبة العظيمة واليمنيون المحمديون يجترحون التضحيات الجسام مصدقين لوعد الله تعالى بالتأييد والنصر والغلبة على المعتدين الظالمين ،حلة المناسبة الشريفة و الانتصارات تتسابق كهدايا إلهية مع عقارب الزمن للوصول إلى موعد ذكرى المولد النبي الأعظم .
كما كان الله حاضر إلى جانب محمد هو حاضر اليوم إلى جانب المحمديون :
لقد كان ومازال الله حاضر بعنايته وتوفيقه وتسديده مع جنوده وأولياؤه وأنصاره في كل مواجهة ومحنة وجبهة و على مدار الأحداث الزمنية و في مختلف الوقائع المكانية رغم فارق الإمكانات المادية الهائلة لصالح الظالمون المعتدون أمريكا والسعوصهيونية ،في مواجهة كان لسان حال اليمنيون فيها”ربنا انك أتيت فرعون وملأه زينة و أمولا ربنا فاطمس عليه ” “ربنا اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا وكفرنا عنا سيئاتنا وثبت أقدمنا وانصرنا على القوم الكافرين” ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين”.
فكان وما يزال جواب الله نصرة لأوليائه وأنصاره وجنده ضد تحالف الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل وال سعود وجنودهم “فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا “.
و لان الله غالب على أمره في تسخير وتوظيف و تجيش الظروف والأحداث لصالح أوليائه وأنصاره وقهر أعدائهم المعتدين،فقد استدرج ويستدرج رب العزة والجلال للمجرمين وأكابرهم إلى محارق ومهالك جماعية لقيادات وجنود فراعنة العصر موقعين أنفسهم في دائرة كيد الله المتين والغالب، يقول الله تعالى ” سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين “.
إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين:
ما كانت ضربات الغضب الإلهي بيد اليمنيين على عدوهم (توشكا باب المندب_توشكا تداويل _قاهر صافر_قاهر الطوال وخباش وغيرها) بإبعادها الأمنية والعسكرية والسياسية والحرفية في التنفيذ كظروف مهئية لنجاح وتحقق الأهداف بسقفها المحدد سماويا، كل ذلك ليس إلا صورة من كيد الله واستدراجه للطواغيت وتجلي من تجليات معية الله إلى جانب المستضعفين.
فكانت تلك الهزيمة الماحقة والمحرقة المذلة والمخزية للظالمين المعتدين بحصاد العتاد العسكري للعدو وحصاد قادة الصف الأول المباشرين للعدوان و العدد المهول من جنودهم المستقدمين من شتى أصقاع الأرض في خلطة شملت ارجاس البشرية وأنجاس الخلق ليكتب خلاص الإنسانية منهم على يد اليمنيون .
وصدق الله تعالى “( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ( 36 ) ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون ( 37 ) ) .
القائد الرباني في مختلف الأزمان هو مفتاح الانتصارات والتمكين:
محمد رسول الله النموذج الانساني الأمثل للقيادة الربانية الموفقة والمسددة والمؤيدة ،بارتباطه المثالي بالله والتزامه بموجبات الارتباط بالله وسلوكه الراقي بنهجه تعالى، بالإضافة إلى المؤهلات الشخصية والقيادية العالية، التي تميز بها رسول الله في مسارات مسؤوليات رسالته “هداية وتنوير وأخلاق و مواقف “، فقد جسد الرسول محمد ( صلوات الله عليه وعلى اله الأطهار وصحبه الأخيار)مع انصاره الكمال البشري في المدار القرأني، فحقق الله له ولهم سنن الخلق ونواميس الكون في معادلة الحياة ضمن دائرة كمال الله المطلق (إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين) .
وكما هو اليوم في القائد الرباني الذي امتن الله تعالى به على شعبنا المستضعف وان اختلفت المستويات والمؤهلات إلا أن الارتباط و السلوك والمؤهلات في نفس النهج المحمدي، الذي كان من بركات ذلك الارتباط والسلوك هو التدخل الإلهي والعناية الإلهية لهذا الشعب المستضعف في مواجهة مكائد ومؤامرات وعدوان اعتى طواغيت البشرية من تحلف الشيطان الأكبر وقرنه المكسور ، وبذلك الارتباط الجماعي بالنهج القرآني صار حماة وبناة هذا الوطن الغالي قيادة وجنود محمديون بالله ولله هم حزب الله الغالبون وجنده المفلحون وأوليائهم الذين لا خوف عليهم ولائهم يحزنون .
وهنا يستوقفنا استحقاق حتى وان كنا نعجزُ عن إيفائه حقه وهو الحمد والشكر لله على نعمه الهداية والعناية و القيادة ،وعلى شعبنا و الأحرار المحمديون في كل الجبهات والميادين وعلى كل المسارات والمستويات أن يدركوا هذه النعمة ويشكر الله بإيتائها حقها واستحقاقها العملاني و الولائي فهذه المناسبة وفعاليات الاحتفال بها إلى الجانب الوجداني هي محطة إنسانية إسلامية ربانية لتتمكن فيها كل أمة في كل زمان ومكان من تقييم سلوكها وأفكارها ووعيها ومواقفها وحركتها وولائها على النهج الرباني القرآني المتجسد في النموذج المحمدي كأمة واحدة من أعلى هرمها إلى أدنى مستويات الهرم الوظيفي لتلك الأمة.