الخبر وما وراء الخبر

تطاول سعودي على عمان والكويت.. فكيف كان الرد؟

44

“من ليس معنا فهو ضدنا”، هذه هي السياسة التي تسلكها السعودية ضد سلطنة عُمان والكويت؛ بسبب عدم وقوفهما إلى جانبها في حصارها لدولة قطر، من خلال توظيفها للمشاهير في الإساءة لرموز وقادة تلك الدولتين دون أي تدخل لمنعهم.
وكانت آخر الإساءات السعودية تجاه عُمان من قبل الكاتبة والناشطة السعودية المثيرة للجدل سعاد الشمري، حين طالبت بنظام التصاريح للفتيات والمتبع بالجامعات العُمانية.
وقالت الشمري في تغريدة عبر حسابها في موقع “تويتر”: “تمنيت أن يرزق الله العُمانيين ببطل مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتحقيق هذا المطلب”، وهو ما رأه العُمانيون بأنه إساءة للسلطان قابوس بن سعيد وتطاول عليه.
واعتبر العُمانيون أن الحملة التي أطلقتها الناشطة السعودية، والتي تعد قريبة من السلطات الرسمية في بلادها، إساءة كبيرة لنساء بلادهم، وهدفه النيل من سمعة المرأة العُمانية.
أحمد الرحبي، المتخصص في إدارة المشاريع ومهتم بالتاريخ العماني، أكد أن المرأة العُمانية كانت وما زالت شامخةً بقوتها، وفكراً عظيماً بعلمها.
وقال الرحبي في تغريدة له: “هكذا هاشتاغات يطلقها الذباب الإلكتروني لن تعيرها المرأة العمانية أي اهتمام”.
عبد الله المقدم يقول: “من أطلق الهاشتاغ هدفه النيل من سمعة المرأة العُمانية، وهو لن ينجح، فالمرأة في السلطنة مسلمة محتشمة”.
ويوضح المقدم في تغريدة عبر حسابه في موقع “تويتر” أن مكانة المرأة العُمانية في بلاده لها احترام وحقوقها مكفولة من الدولة.
وحول إساءة الناشطة السعودية للسلطان قابوس، كتبت صاحبة حساب “الشاهين” عبر “توتير”: “رزقنا الله ببطل يحسم خضم الحرب وسط أتونها وبناء السلام في أقصى معتركاته بكفيه وفي آن واحد قبل ميلاد بطلكم بعقدين”.
وتضيف: “فعدل حينها بوقت كانت العمانية فيه في كليات الطب وأكاديميات الهندسة الطيران والسلك العسكري والأمني والسياسي حين كان لا يسمح لك بالخروج من الخيمة إلا لحلب البعير”.
إساءة للكويت
ولم تكن الإساءة لعُمان وحدها، إذ سبقها هجوم الإعلامية السعودية العاملة في قناة “العربية”، “سارة دندراوي، “على الكويت، في يوليو الماضي، وهو ما أثار غضب الكويتيين واستدعى تصريح إعلام رسمي.
وتحدثت دندراوي “عن تخفيض لأسعار الكحول في قطر ضمن إجراءات تتعلق بتنظيم كأس العالم 2022.
وفي ختام قراءتها للخبر الذي استعرضته بشكل يسيء إلى قطر، ضمن فقرة إخبارية على قناة “العربية”، قالت: “ننتظر تعليقات أصحابهم في الكويت على الكرم القطري”.
وفي حينها ردت الحكومة الكويتية على إساءة المذيعة السعودية قائلة إنها ترفض الزج باسمها في قضايا إعلامية “لا دخل لها فيها”.
وأعربت وزارة الإعلام الكويتية، في بيان لها، عن رفضها لإقحام الكويت في “قضايا إعلامية لا دخل لها فيها”، مشيرة إلى أن ما قامت به مذيعة العربية “يحمل إساءة بالغة غير مقبولة تجاه الكويت وشعبها”.
وأكدت الوزارة أن الكويت “سعت وتسعى دائماً إلى وحدة الموقف الخليجي وتجاوز الخلاف بين الأشقاء، كما دعت دائماً إلى وقف الحملات الإعلامية؛ لما تمثله من مساس بالعلاقات الأخوية بين أبناء دول المجلس، وتأثير سلبي مباشر على روح تلك العلاقة”.
وأشارت إلى “حرص الكويت على النأي بنفسها عن أن تكون طرفاً في تلك الحملات”، وشددت على أنها اتخذت إجراءاتها الداخلية المعتادة بالتواصل مع المسؤولين في قناة “العربية” ومكتبها في الكويت، وطالبتها “بتوضيح الخطأ وتداركه فوراً”.
أهداف غير معلنة
وتعكس الحملة السعودية ضد نساء السلطنة نية المملكة تأليب الشارع المحلي ضد عمان عبر طرق غير رسمية، وذلك بسبب الخلاف حول محافظة المهرة اليمنية، والتي تربطها حدود طويلة مع عُمان.
والمهرة هي ثاني كبرى محافظات اليمن من حيث المساحة، تقع في أقصى شرقي البلاد، تحدها عُمان من الشرق، والسعودية من الشمال، ومحافظة حضرموت من الغرب، وبحر العرب من الجنوب، ويبلغ طول ساحلها 560 كيلومتراً، وهو الأطول من أي ساحلٍ آخر في أي محافظة يمنية.
ومحافظة المهرة هي المحافظة الأكثر عزلة في اليمن، وقد نجت حتى الآن من ويلات الحرب التي شهدتها معظم مناطق البلاد، منذ مارس 2015، إلا أنها تواجه حالياً اضطرابات عديدة نتيجة صراع على النفوذ الجيوسياسي حولها يشمل كلاً من السعودية والإمارات وسلطنة عُمان.
ويعود النفوذ العُماني في المهرة إلى ستينيات القرن الماضي وما قبل ذلك، ولكن الدولة القوية التي كانت تسيطر على جنوب اليمن، قبل الوحدة، لم تكن تساعد مسقط على توطيد علاقاتها الاجتماعية والثقافية مع محافظة المهرة كما هو الوضع الآن.
ويَعبُر التقارب بين عُمان والمهرة الحدود في الماضي والحاضر، لأن التلاقي الثقافي والاجتماعي يمتد بين الدولة والمحافظة بحدود برية طولها 288 كيلومتراً.
(الخليج أون لاين)