المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر لــ”ذمار نيوز”: لم نتصور أننا سنواجه كارثة بهذه البشاعة، ونحن إلى الآن منصدمين، ونتربع على عروش الألم.
جريمة وحشية مروعة يندى لها جبين الإنسانية، دشنها تحالف العدوان الأمريكي السعودي مع بدء العام الهجري الجديد 1441هــ، في تحدي للأمم المتحدة والعالم والمنظمات العالمية التي لم تحرك ساكن منذ بداية العدوان السعودي الأمريكي على اليمن حتى الان.
حيث أقدم طيران العدوان بالقصف سبع غارات على سجن كلية المجتمع بمحافظة ذمار، والمعروف لدى دول العدوان، ولدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي قامت بزيارته أكثر من مرة، وكانت على وشك إنهاء صفقة تبادل الاسرى الذين تم قصفهم في هذه الجريمة.
وفي تصريح خاص لشبكة “ذمار نيوز” الإخبارية، أوضح المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر اليمني بذمار، بشير أمين الحبري، قائلا: كانت جريمة بشعة ونالت من أرواح أبرياء لم يكن لهم الا الاستسلام لهول الفاجعة، ولم نتصور عند وصولنا أننا سوف نواجه كارثة بهذا الشكل، وكانت كارثة انسانية بما تعني الكلمة من قمة في البشاعة، وقمة في خطورة الموقف الذي مررنا به تعجز الكلمات على أن تستمر في الكتابة كوننا إلى الآن منصدمين ونتربع على عروش الألم.
وأشار الحبري بالقول: كان دورنا كبير ومهم، حيث تواجدنا بعد الضربة مباشرة بسيارات الإسعاف، وفريق من المتطوعين المتخصصين في إسعاف الجرحى، وكان الدور الحادي هو الذي جعلنا نستمر في البحث والانقاذ وانتشال الجثث من تحت الأنقاض رغم صعوبة الوصول الى الجثث، بسبب عدم وجود معدات كثيرة في الموقع، وكان هذا الأمر يعيق سرعة عملنا في الميدان ويعيق حركة فرق المتطوعين في مكان الحادث، ورغم كل المعوقات والصعوبات استطاع الفريق الوصول لجميع الجثث تحت الأنقاض، وقد كان الفريق مدرب بمستوى متميزة من القدرة على انتشال الجثث والبحث تحت الانقاض على جرحى، وقد قدم الهلال الأحمر اليمني فرع ذمار الكثير من المهام الانسانية بشكل احترافي ومتميز يظهر قدرة الهلال المتواضعه على المضي نحو الإنسانية بالأهداف المرسومه له.
وأضاف الحبري: عملنا من بداية يوم القصف الى يومنا هذا مايعادل ٦ ايام، ومازلنا مستمرين في انتشال الجثث من تحت الانقاض حتى اليوم، مشيرا إلى أن إجمالي عدد الجثث التي تم انتشالها إلى اليوم (١٣٦) جثة،كحصيلة أولية، ومايزال البحث جاري.
وقال الحبري في رسالته لقوى العدوان: رسالتنا هي رسالة الإنسانية، رسالة السلام، لابد أن يتوقف ضرب أماكن الاسرى والمحتجزين، وهذا ينافي جميع الاعراف المعترف بها دوليا، وهي حماية الاسرى والمحتجزين، والحفاظ على كرامتهم جوا، وبرا، وبحرا، مع مراعاة الجوانب الإنسانية، خصوصا بأن مثل هكذا مكان قد زاره وفد الصليب الاحمر، والتقى بهم، وكان الجميع يعرف بأن المكان مملوء بالأسرى، ورسالتي للأخوة أهالي الأسرى المستهدفين ان يضعوا يدهم بيد الحق، وان تكون كلمتهم كلمث واحدة في أخذ حقوق ضحاياهم.
وأختتم الحبري بالقول: الصحوة لكل الشرفاء في أن يتمسكوا جيداً ببعضهم البعض حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه، وأن نكون كالجسد الواحد في أي طارئ يحدث في المحافظة، خصوصا مثل هكذا قصف، كلنا مسؤولين، وكلنا مكلفين بالنزول والتعاون.