واشنطن بوست: توترات الجنوب قد تعيق عملية سلام شاملة في اليمن
قال مدير مكتب “واشنطن بوست” سودارسان راغافان المختص بأخبار اليمن وشمال إفريقيا، أن الوضع في اليمن بعد مرور خمس سنوات من الحرب، بات أكثر تعقيداً بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في الجنوب، بين القوات المتحالفة التابعة للسعودية والإمارات المتحالفتان إقليميًا، والتي تقدان الحرب على اليمن منذ عام 2015.
وأضاف سودارسان”في أوائل هذا الشهر اندلعت الاشتباكات إثر هجوم صاروخي على عرض عسكري أسفر عن قتل العشرات من ميليشيا الإمارات والقي باللوم على حزب الإصلاح.”
وطرح الكاتب ست نقاط مهمة حول التحول في سير المعارك بين الحليفين تناولها كما يلي:
التوترات الحالية في الجنوب لها جذور منذ زمن بين الشمال والجنوب عقب الوحدة 1990 حيث تلوح مؤشرات كبيرة للبحث عن الانفصال مرة أخرى، خاصة ” بعد تشكل مراكز قوى مختلفة في مختلف أرجاء البلاد.” حسب تعبير الكاتب.
والنقطة الثانية تمثلت في علاقة المستقيل (هادي) بالإخوان الذي يضم علي محسن الأحمر كنائب له، كون الإمارات تعتبر قيادة الإصلاح بمثابة تهديد بسبب صلاتهم باالجماعة الدولية للإخوان المسلمين.
ثالثا: ترى السعودية أن دورها في اليمن يمثل خطوة ردع لإيران، فيما يسعى الإماراتيون إلى اكتساب النفوذ في شبه الجزيرة العربية الجنوبية والقرن الإفريقي والتي تمتد عبر طرق الشحن المربحة والاستراتيجية في البحر الأحمر والمحيط الهندي، يقول محللون إن عدن ، بمينائها الاستراتيجي ، يمثل جائزة اقتصادية قيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وتابع الكاتب في نقطة رابعة ظهرت التشققات داخل التحالف في يونيو الماضي عقب إعلان الإمارات انسحابها من اليمن، وهي خطوة يفسرها بعض المحللين على أنها إشارة إلى أن الإماراتيين لم يعودوا يوافقون على النهج السعودي المتشدد تجاه إيران.
فأدت المصادمات الأخيرة إلى إضعاف وحدة الائتلاف، وحصل تبادل للقصف بين قوات الطرفين في عدن، وتزايدت أعمال العنف والفوضى كما تدخل تنظيم القاعدة للقيام بعمليات انتحارية مستغلا الفراغ الأمني في جنوب اليمن.
ومن العوامل المهمة التي أوردها سودارسان حديثه عن موقع عدن الاستراتيجي عند مصب البحر الأحمر وبجوارها مضيق هرمز وباب المندب الذي يتحكم في الوصول إلى قناة السويس وسيطرة أي طرف على تلك المنافذ قد يؤثر على إمدادات النفط وأسعار الوقود العالمية، وقد يؤدي القتال إلى تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية في معظم أنحاء اليمن.
وأكد مدير مكتب “واشنطن بوست” إن محور جهود السلام لإنهاء الصراع في اليمن هو ميناء الحديدة حيث لا تزال اتفاقية وقف اطلاق النار الهشة التي توسطت فيها الأمم المتحدة سارية المفعول.
لافتًا إلى أن توترات الجنوب يمكن أن تعوق جهود اتفاق “الحديدة” خاصة وأن العداوات الجنوبية تظهر أن المظالم التي تغذي النزاعات الداخلية المتعددة في اليمن قد لا يتم معالجتها من خلال إحلال السلام في مدينة واحدة.