ماذا قال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله عن التطورات الأخيرة في عدن ؟
تضمنت كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله – التي ألقاها قبل أكثر من عدة أيام – ثلاثة عناوين، كان العنوان الثاني منها خاصا بالتطورات الأخيرة في عدن.
(العنوان الثاني الذي نتحدث فيه في هذه الكلمة: يتعلق بالتطورات الأخيرة في عدن: وطبعاً التطورات الأخيرة هي واحدة ومحطة فقط من محطات كثيرة وخطوات كثيرة تحصل، ولها ارتباطها الواضح بتحالف العدوان كجزء من مؤامرات تحالف العدوان على هذا البلد، منذ البداية كنا نقول- وهذا واضحٌ للناس إلَّا من في قلبه مرض، وعلى بصره غشاوة وإلا المسألة واضحة وضوح الشمس- كنا نقول دائماً الهدف الرئيسي لهذا العدوان على بلدنا اليمن: هو لاحتلال هذا البلد، وتجزئته، وتقسيمه، والسيطرة التامة عليه: (السيطرة على الإنسان، والسيطرة على الجغرافيا، والسيطرة على الثروة)، وهذا واضحٌ جداً، ولكن نؤكد حقيقةً مهمة جداً هي: أن الأحقاد والأطماع والإفلاس على المستوى الإنساني، وعلى المستوى الأخلاقي، وانعدام الشعور بالهوية الوطنية لدى بعضٍ من المكونات والقوى في هذا البلد أعمتهم، إضافةً إلى الغباء السياسي، حيث جعلوا من أنفسهم أداةً لخدمة تحالف العدوان وقفازاً يستغله ليجعل منه غطاءً لعدوانه، وليجعل مما يسميه هو بالشرعية- وليست بشرعية- عنواناً رئيسياً يغطي به حقيقة أهدافه من هذا العدوان، وتلك القوى التي ارتبطت بهذا العدوان: بعض الأحزاب (كحزب الإصلاح)، بعض القوى في البلد، مثل: الحراك، أو بعض الحراك، والمسمى الصحيح المجلس الانتقالي؛ لأن الحراك الأصلي له موقف آخر، المجلس الانتقالي، وحزب الإصلاح، وجماعة عبد ربه، وما أشبهها من المكونات الصغيرة والقوى الصغيرة التي آثرت واختارت لنفسها أن تقف مع الأجنبي في عدوانه على شعبها وبلدها كل تلك
القوى وكل تلك الفئات التي ارتكبت الخيانة الوطنية بحق هذا الشعب وبحق هذا البلد دفعتها أحقادها؛ لتصفية حساباتها مع القوى الأخرى في هذا البلد، وأطماعها في أن تحصل على مكاسب سياسية ومادية تحت مظلة العدوان، إضافةً- كما قلنا- إلى غبائها السياسي، غباء سياسي رهيب جداً، من يتصور من أبناء هذا البلد أنَّ أياً من النظام السعودي، أو النظام الإماراتي…أو أي طرف أجنبي سيأتي ويدفع المليارات، ويورِّط نفسه في حربٍ كهذه، وفي مشكلة كبيرة بهذا الحجم ليقدم له خدمة، وليمكِّنه من السلطة ليستأثر بها في هذا البلد، وليدعمه وليمكنه من السيطرة والاستحواذ على رقاب هذا الشعب؛ فهو من أغبى الأغبياء في هذا العالم، من أغبى الأغبياء؛ لأنه كيف تفكر هذا التفكير: أنَّ الآخرين ما الذي سيدفعهم إلى فعل ذلك؟ هل هم يعشقونك لأنك من حزب الإصلاح، ويتصورون فيك مَلَكَاً نزل من السماء، ويتسابقون دولة تلو أخرى ليتورَّطوا هذه الورطة الكبيرة من أجلك؟ أو أنت في المجلس الانتقالي تتصور هذا التصور: أنهم سيدفعون ما فوقهم وما تحتهم من أجل أن يقدِّموا لك خدمة، وأن يلبُّوا طموحاتك طموحات معينة وأحلام للمراهقة؟ هل يتصور أحدٌ ما عبد ربه بنفسه والذي دخل قبل أيام مع مجموعة من المواطنين السعوديين في سلام العيد على سلمان بن عبد العزيز في صورة من صور الإهانة والخزي والإذلال، هل يتصور أنَّ العالم يتسابق من هنا وهناك، فالأمريكي يأتي بسرعة، والبريطاني من هناك، والسعودي من هناك، والإماراتي من هناك، وكلهم يسعون إلى تقديم خدمة له؟ هذه سذاجة وغباء وحقد وعمى، في النهاية عمى، عمى عجيب جعل البعض يتصور أنهم يأتون ليقدِّموا له خدمةً كبيرة، البعض قد تكون الصورة واضحة له، لكن حقده الشديد جعله يقبل بأن يجعل من نفسه أداةً وغطاءً للعدوان على بلده مهما حدث، مهما كانت النتائج، حتى لو خسر ولو ضاع، أهم شيء بالنسبة لهم أن يلحقوا الضرر الكبير بهذا البلد، أن يتشفوا بالانتقام من أبناء هذا الشعب، عندما يشاهدون الآلاف من الأطفال والنساء يُقتَلون، عندما يشاهدون الملايين من أبناء هذا البلد يتضوَّرون جوعاً نتيجةً للحصار الاقتصادي والحرب الاقتصادية على هذا البلد، لقد تقلَّد كل الخونة والعملاء الذين انضموا إلى صف العدوان العار الأبدي والخزي بكل ما لحق بأبناء هذا الشعب من: قتل، وظلم، واضطهاد، ومجاعة، وحصار، ودمار… كل ما لحق بهذا البلد جعلوا هم من أنفسهم الغطاء لهذا العدوان؛ ليفعل كل ما يفعل، وكانوا في طول هذه المرحلة بكلها يبررون له ذلك، كلما ارتكب من جرائم، كلما فعله بحق هذا الشعب، كل مؤامراته بحق أبناء هذا البلد على كل مستوى وفي كل مجال: عسكرياً، واقتصادياً، وأمنياً، وسياسياً، يشغلون أنفسهم بالتبرير الدائم والتغطية الدائمة.
اليوم وصلت الأمور إلى مستوى فظيع وشنيع، جعلهم جميعاً في مأزق، واقع الحال أنَّ السعودية اليوم في مأزق، الإماراتي اليوم في مأزق، والمرتزقة أيضاً بكل فصائلهم ومكوناتهم في مأزق، الأمور تتكشف أكثر فأكثر، حتى لم يعد بالإمكان التغطية عليها، لم يعد بالإمكان التغطية على مسألة شرعية وما شرعية، الوجود الشكلي في عدن لما يسمونه هم بالحكومة (حكومة عبدربه هادي)، وما يسمونه هم بالشرعية، وليس بشرعية، هذا الوجود الشكلي- في الأخير- أطيح به، مع أنَّه من بدايته لم يكن وجوداً حقيقياً، لم يكن وجوداً بقرار وسلطة فعلية. أبداً، كان وجوداً شكلياً، كان حتى عبد ربه- هذا شيء معروف وواضح ويقرُّون به- حتى عبد ربه لم يكن يتمكن من الذهاب إلى عدن لزيارة، وكما يقولون عنه من يعترفون هم به كرئيس يقولون: [أنه الرئيس الوحيد في العالم الذي يزور بلده]، يعني: لا يأتي إلى البلد إلى زيارة، كل الرؤساء في بلدانهم، هذا خارج البلاد، إذا أتى إلى البلاد يأتي زيارة، ليس برئيس شرعي، ولايته انتهت، وقدَّم استقالته وانتهى أمره، وليس له قرار ولا أمر ولا نهي، يخضع بالكلية، يخضع بالمطلق لتوجيهات السعودي، وللأوامر السعودية، والسعودي يخضع من هناك للأمريكي، ولذلك إذا أراد أن يذهب هو إلى عدن يحتاج إلى أن يستأذن من الإماراتي، إِنْ أذن له أن يدخل يدخل، وإذا دخل لا يذهب إلى أي مكان، إلى أي منطقة هنا أو هناك، إلى أي معسكر هنا أو هناك إلَّا بإذنٍ مسبق من الإماراتي، حال من أسموهم بوزراء هو نفس الحال وأسوأ، وهكذا كان وجوداً شكلياً.
مع ذلك كانوا يسمونها بالعاصمة المؤقتة، وكانوا يسعون- ويدعمهم في ذلك بعض المجتمع الدولي، تدعمهم أمريكا وبريطانيا ودول غربية أخرى- كانوا يسعون إلى أن يربطوا كل مصير وواقع هذا الشعب اليمني بعدن كعاصمة مؤقتة، البنك المركزي… الوضع الاقتصادي بكله، وهم يعرفون أنَّ الوضع هناك وضع قلق، لا يصلح أبداً أن يكون مرتكزاً تدار من خلاله شؤون هذا البلد نهائياً، وضع وبيئة مختلفة كلياً، مليئة بالصراعات، مليئة بالاحتكاكات والتباينات والنزاعات والخلافات ذات الطابع المناطقي، يستهدف الإنسان إذا ذهب إلى هناك؛ لأنه من الشمال (من المحافظات الشمالية)، إذا ذهب من تعز، إذا ذهب من إب… إذا ذهب من أي محافظة من المحافظات الشمالية، من المناطق الوسطى، يكون هدفاً، خائفاً على حياته، على أمنه، على ممتلكاته، الوضع الاقتصادي كيف يمكن أن تكون عدن ركيزة للوضع الاقتصادي للبلاد وهي تعيش هذه الصراعات، وهذه التنافسات، وهذه العداوات، وهذه المشاكل والأزمات، لكن لا يهمهم ذلك، يهمهم الإضرار بهذا الشعب.
ثم ما قبل ذلك ذهاب قوى العدوان وتحالف العدوان لاحتلال سقطرى، وأخذها على من؟ هل أخذت على القوى الحرة في هذا البلد؟ هل أخذت على الحكومة في صنعاء، على المجلس السياسي الأعلى في صنعاء وحكومة الإنقاذ في صنعاء؟ لا، لم تأخذ عليهم. أخذت سقطرى وأتى فيها التواجد العسكري من قبل تحالف العدوان وهي كانت تحت ما يسمى بالشرعية ويسمونهم بالشرعية وليس بشرعية، تحت جماعة عبد ربه وسلطة عبد ربه الوهمية، ما حصل في المهرة، ما حصل في حضرموت، ما يحصل في كل تلك المناطق التي هي تحت الاحتلال، كل ما هناك يشهد على أنَّ الحالة هي حالة احتلال، الممارسة هي ممارسة احتلال، السياسة هي سياسة احتلال، الإدارة هي إدارة احتلال، أما كل أولئك الذين وقفوا مع العدوان ضد بلدهم فهم ليسوا أبداً لا في موقع قرار، ولا في موقع سلطة، ولا في موقع حرية، ولا في موقع استقلال؛ إنما هم يخضعون كلياً لما يأتيهم من أوامر من السعودي والإماراتي، من منهم مرتبط بالإماراتي ما يأتيه من الإماراتي، ومن منهم مرتبط بالسعودي ما يأتيه من السعودي، لا أمر لهم إلا وفق أوامر السعودي والإماراتي، ولا نهي لهم إلا ذلك، وبإذلال، وبامتهان، وبقهر، وبإهانة، وليس باحترام ولا بقليلٍ من الاحترام.
هذا هو الوضع الراهن، والحقيقة جلية جداً، لم يعد بالإمكان التغطية عليها، كم قد سعى البعض طوال هذه الفترة أن يخادع هذا الشعب، أن يفتري وأن يكذب وأن يقدَّم هذا العدوان على أنه مجرد خدمة، وأنه يمثِّل مصلحةً لهذا الشعب، ساستهم كانوا يقولون هذا، زعاماتهم من وجاهات وشخصيات بمختلف فئاتهم كانوا يقولون هذا، يكذبون على أبناء هذا البلد، واليوم قد اتضح جلياً كذبهم، واتضح جلياً زيفهم، يفترض- إن كان بقي لهم شيءٌ ولو قليل من الحرص على أنفسهم هم، على مستقبلهم هم- أن يكفوا عن هذا التزييف وهذا الخداع، وعن تلك الأكاذيب التي يبررون بها العدوان على بلدهم، وأن يدركوا ألَّا مصلحة لهم بالفعل، ولا مستقبل لهم أبداً إلا بالعودة إلى حضن الوطن، إلا بالاستقلال الحقيقي والفعلي لهذا البلد، الذي يمثِّل مصلحةً حقيقيةً لكل أبناء هذا الشعب بمختلف فئاتهم، وبمختلف أحزابهم، وبمختلف توجهاتهم.
المصلحة الحقيقية والمستقبل الحقيقي لأبناء هذا البلد هو في الاستقلال التام، في الحرية، في العيش المشترك، في التفاهم، في التآخي، في التعاون، في الابتعاد عن الأحقاد والضغائن، في الكف عن الولدنة والتصرفات الغبية؛ أمَّا الارتماء في حضن الأجانب، أما التعاون مع المعتدين على أبناء هذا الشعب الذين يرتكبون بحقه أبشع الجرائم، فهذا خيانة وطنية، وهذا عار، وهذا انسلاخ عن الكرامة الإنسانية وعن الإحساس الإنساني، هذا عيب بكل ما تعنية الكلمة، هذا ضياع، إنَّ ذلك الارتهان هو ضياع لمن يتجهون فيه، وخسران للحاضر وخسران للمستقبل.
ولذلك نحن ننصح أولاً تلك الفئات العميلة التي خانت وطنها وأيَّدت العدوان على شعبها أن تراجع حساباتها، كما نوجه النصح أيضاً للمجلس الانتقالي في عدن: ألَّا يفرح بما قد توهم أنه يمثِّل إنجازاً له، أي طرف في هذا البلد بأي مسمى، تحت أي طموحات أو أهداف، لا يزال يخضع للأجنبي، وتحت إمرة الأجنبي، ويتحرك بالاعتماد الكلي على الأجنبي، وبالارتهان الكلي للأجنبي؛ فليس في وضعٍ يساعده على أن يتباهى، ولا أن يفتخر، ولا أن يقول للناس أنه حقق هدفاً من أهدافه، أو طموحاً من طموحاته، الحالة ليست حالة استقلال، الحالة التي يبقى فيها المجلس الانتقالي يتلقى الأوامر من الخارج، من الأجانب، هو لا يعيش الحرية، هو لا يعيش حالة الاستقلال، هو لا يعيش حالة كرامة، لا هو ولا أي فصيل ولا أي مكون ارتهن لقوى العدوان وتحالف العدوان، وانضم في صف العدوان، ويقاتل مع الأجانب المعتدين على بلده، هو فقط وفقط وفقط يجعل من نفسه أداةً للأجنبي، والحالة التي يكون فيها أداةً للأجنبي هو لا يمتلك وصفاً أكبر من ذلك يتطابق مع الواقع، مهما قال عن نفسه: حكومة، سلطة، شرعية، انفصال… أي مسمى، أي عنوان هو عنوان زائف، لا يتطابق مع الواقع، الواقع أنَّ كل تلك إنما هي أدوات بيد الأجنبي، خاضعة للأجنبي، تحت إمرة الأجنبي، لا تمتلك القرار، لا تمتلك الحرية، لا تمتلك الاستقلال.
الموقع الصحيح، الوضع الصحيح هو ما عليه شعبنا في المناطق الحرة في صنعاء وسائر المحافظات الصامدة في وجه العدوان، هو الوضع الذي عليه القوى الحرة في هذا البلد، التي تعاونت وتحالفت وتشاركت وتعاونت للتصدي لهذا العدوان، هذا هو الوضع الصحيح، هذا هو الوضع الذي تشهد كل الوقائع وكل الأحداث أنه يمثِّل الموقف الصحيح، والموقف السليم، والموقف المسؤول الذي يتطابق مع هوية شعبنا العزيز في انتمائه للإيمان، هذا هو التوجه القائم على أساس الحرية والاستقلال والكرامة والحفاظ على الحقوق، الحقوق الحقيقية لكل هذا الشعب.
هنا في هذه المناطق الحرة الصوت هو صوت قوة، صوت حرية، صوت عزة، صوت استقلال، صوت وحدة، صوت تعاون، صوت ألفة، صوت شراكة؛ أما الآخرون صوت فرقة، صوت بغضاء وكراهية وعداوة، صوت فتنة تحت العنوان المذهبي، والعنوان المناطقي… وتحت كل العناوين، هناك الكذب، هناك الدجل، هناك الافتراءات، هناك التبريرات السخيفة للجرائم الشنيعة والفظيعة، هناك التمكين للأجنبي ليحتل البلد، التمكين له ليحتل المهرة، ليحتل حضرموت، ليحتل عدن، ليحتل سقطرى، ليحتل الجزر، ليحتل المواقع والقواعد العسكرية الاستراتيجية، ليسيطر على المنشآت النفطية، هذا هو الذي يحصل، هناك خضوع تام للقرار الأجنبي ليكون هو القرار الذي يوجه ويأمر ويقرر، ثم لا يكون إلا ما وجه، وإلا ما أمر، وإلا ما قرر، هناك الإهانة والخنوع للاستعلاء أمام الضابط السعودي، أمام المسؤول السعودي، أمام المسؤول الإماراتي، هناك النظرات المنكسرة، النظرات المنكسرة تجاه معالي ذاك الضابط، أو ذاك الأمير، أو ذاك الملك، هناك الخسارة للحرية والاستقلال والكرامة.
كل هذه الأحداث وكل هذه التطورات هي تكشف أكثر فأكثر الحقائق التي ننادي بها منذ بداية العدوان وإلى اليوم، وهي تشهد للموقف الصحيح من الموقف الخاطئ، والذي علينا أيضاً في المناطق الحرة الصامدة في وجه العدوان، وبالنسبة لكل القوى الحرة التي تستند إلى هذا الشعب العزيز في صموده، وتماسكه، وعطائه، وتضحياته الكبيرة بعشرات الآلاف من الشهداء في التصدي لهذا العدوان، يجب أيضاً أن نعزز كل عوامل هذا الصمود أكثر فأكثر، وأن نقول لكل المتربصين وكل المنتظرين، ولكل المرتابين المتشككين: ألا تكفيكم كل هذه الأحداث والتطورات التي تكشف الحقائق أكثر فأكثر، ألا تكفيكم، ألا تحرِّك فيكم ولو شيئاً يسيراً من الضمير الإنساني، من الاحساس بالكرامة، من الإدراك لطبيعة هذا العدوان وما يرمي إليه، وما يهدف إليه، وما يسعى إلى تحقيقه، ألا يكفيكم كل ذلك.
نحن في هذا البلد نشيد دائماً بكل الجهود التي تبذل من كل أحرار هذا البلد، وفي مقدمتهم العلماء الذين كان لهم اجتماع قبل أيام في صنعاء، وكان اجتماعاً كبيراً، ولم يكن هو الاجتماع الأول، إنما قد سبقه الكثير من الاجتماعات، والذي أكَّد على الموقف المسؤول والمشروع، والذي يمثِّل فريضةً دينية وواجباً دينياً في التصدي لهذا العدوان، في توحد الكلمة واجتماعها في التصدي لهذا العدوان، نشاط العلماء وحركتهم، نداءاتهم وبياناتهم، مواقفهم المعلنة والصريحة هي في طليعة المواقف الحرة، والمواقف المسؤولة، والمواقف الصحيحة، والمواقف المشروعة للأحرار في هذا البلد، ومعهم أيضاً كل الأحرار من مختلف الفئات والمكونات والاتجاهات التي تقف هذا الموقف المسؤول.
ثم أيضاً الموقف الشعبي العظيم من قبائل هذا البلد، من أبطاله المرابطين في الجبهات، من كل الذين يبذلون جهودهم في كل المجالات وفي مختلف المجالات للتماسك والصمود والتصدي للعدوان بكل أشكاله، وبكل مؤامراته، وبكل خططه، وبكل مساراته ، ولهذا نحن نشيد دائماً ونؤكِّد على المزيد والمزيد من العمل في كل المجالات، ولدعم الجبهات، وللتصدي للتصعيد من قبل العدوان أكثر فأكثر، ولتنشيط عملية التواصل مع المخدوعين وليس المغرر بهم، ليست المسألة تغرير، مخدوعين، خدعوا وتورَّطوا في الخيانة، لنصحهم للعودة إلى حضن الوطن الذي سيتسع لهم على قاعدة الشراكة، على قاعدة الاستقلال والحرية والكرامة، على قاعدة التعاون البنَّاء بمصداقية ونصح، وإيثار للمصلحة العامة فوق المصالح الفئوية والحزبية الضيقة