الحقيقة القرآنية التي قالت {فإن حزب الله هم الغالبون} هي الدليل القاطع لإرتباط واقع النصر بالإرتباط بمبدأ ولاية الإمام علي عليه السلام.
فواقع محور المقاومة الإسلامية سواء في “لبنان – إيران – العراق – سوريا – اليمن” التي هي شوكة في حلق الشيطان الأكبر واقع المنتصر سواء سياسي أو عسكريا، فهم اتخذوا الطريقة الصحيحة للارتباط بالله سبحانه وتعالى ونالوا منه التوفيق والسداد، فمواقفهم العظيمة التي أقتبسوها من مدرسة الإمام علي عليه السلام كفيلة بأن تجعلهم حزب الله الغالب، وهذه الحقيقة جهلها الكثير من المسلمين بل وصنف محور المقاومة “بالإرهابيين” مصدقا خدعة أمريكا التي لعبت على الحبلين بمذهب محمد بن عبدالوهاب الذي قدم للمسلمين كدين جديد هو دين “الوهابية”، فقد شتت فكر المسلمين باتجاهات بعيده عن الصواب الذي أختاره الله تعالى، ومرارة المذلة ضاهرة للعيان في علاقة هذه الأنظمة بأمريكا وإسرائيل.
لكن مدرسة الإمام علي عليه السلام كفيلة بدحض كل ماهو دخيل على الدين لانه مع الحق ومع القرآن الكريم وباب علم المصطفى عليه واله أفضل الصلاة والتسليم، وما محور المقاومة الإسلامية التي عرت قوة أمريكا الوهمية وجعلتها في الحضيض إلا خير شاهد على أهمية إرتباط الأمة الإسلامية بالإمام علي عليه السلام مبدأ ومنهج وجهاد في سبيل الله.
▪️الشعب اليمني صمود مرتبط بثقافة الغدير
منذ الآزل والشعب اليمني ذو الحضارة العريقة والمواقف الأصيلة التي شاركت في بناء لبنات دولة الإسلام منذ بداياتها أيام قبيلتي “الأوس والخزرج” أنذاك، وهم يحتفون ويحتفلون بيوم “الغدير” معلنين ولاؤهم المطلق للإمام علي عليه السلام وتسليمهم لتوجيهات الله سبحانه وتعالى.
فهذا الشعب العظيم ورغم مرارة العدوان وجور الزمان عليه إلا أنه مازال مواصلا للدرب الذي بدأته قبائل الأوس والخزرج، فولاؤهم للإمام علي وثقافتهم القرآنية التي جعلت منهم نبراس مقدس يتعلم منه العالمين معنى الوطنية والتضحية من آجل الدين والقضية، والصبر على الحق والخروج على الظالم مهما كانت قوته، فهم يدركون معنى “لا اله إلا الله”.
كما أنهم يدركون ما أهمية الإرتباط بيوم الولاية التي تهتم بأمر المسلمين، وفهموا من خلالها معنى ولاية الأمر في دينهم وفي إسلامهم، وأين يجب أن يكونوا.
وقفوا موقف اﻹمام علي عليه السلام في وجه الظالمين، لم يركعوا للعدون ولم يرتضوا الإقرار بشرعية الصهيو امريكية في المنطقة، فاصبحوا اليوم قوة يحسب لها الف حساب في المجلس الدولي ولدى الدول الكبرى، فكل هذا هو مصداقية لوعد الله عندما قال {فإن حزب الله هم الغالبون}، فالقضية هنا هي قضية صراع بين الحق والباطل، وقضية تكليف لاتشريف؛ بل أن الولاء للإمام علي عليه السلام هو حسم المعركة السياسية والثقافية والعسكرية ما بين حزب الله وحزب الشيطان لصالح المسلمين، وما هذا الا واقع الشعب اليمني الذي حسمت المعركة لصالحة رغم تكتم دول العدوان ومكابرتهم عن الاعتراف بالهزيمة التي نالوها من أولياء الإمام علي عليه السلام.
▪️حقيقة الولاية لﻹمام علي عليه السلام
((أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولآه فهذا علي مولاه))
(فهذا) ليست محصورة على تنصيب شخص الإمام علي عليه عليه السلام وصي للأمة، بل أنها شاملة على مبادئ وقيم – أخلاق – رجولة – إستقامة – جهاد – صبر – تضحية – بذل – عطاء – شهادة في سبيل الله، فالقضية هنا هي هذه القضية التي لم يفهمها الكثير هي قضية (أنت مني بمنزلة هارون من موسئ إلا أنه لا نبي بعدي)، كذلك (انا مدينة العلم وعلي بابها)، كذلك (علي مع القرآن والقرآن مع علي، علي مع الحق والحق مع علي) وكثير من الحقائق من القرآن والسنة التي بينت عظمة الإمام علي عليه السلام.
كما أن ثقافة الغدير هي التي ستوصل الأمة الإسلامية إلى مدينة علم النبي محمد صلوات الله عليه واله، وستضمن لها كرامتها وسلامة دينها، خاصة وهناك من اعداء الأمة من قدم نفسه منقذا لهم وقال لهم “هذا” ونصب على الشعوب المسلمة حكومات ظالمة وطاغية مرتهنة للاعداء.
ختاما : يجب على المسلمين أن يتفكروا في واقع وحقيقة يوم الغدير وأن يربطوا جميع الأحداث بواقع القرآن الكريم، كما على الأمة الإسلامية أن ترجع الرجعة الصادقة إلى الله ورسوله والذين ءامنوا من أجل ان تكون لهم الغلبة ويكون تحركهم ضمن وعي وبصيرة وثقافة قرآنية عميقة، فالأمة التي تنتهج القرآن لها الغلبة دوما.