الخبر وما وراء الخبر

الشرقي يتناول ولاية الإمام علي “عليه السلام” في خِطبة الجمعة بالجامع الكبير بذمار:

109

ذمار نيوز || أخبــار ذمـار – خاص ||
[15ذو الحجة 1440هـ – 16اغسطس 2019م ]

تغطية: أحمد يحيى الديلمي.
تصوير / إسماعيل اليوسفي.

أم مسؤول أنصار الله بمحافظة ذمار الأستاذ فاضل محسن الشرقي جموع المصلين في صلاة الجمعة اليوم، في رحاب الجامع الكبير بمدينة ذمار، واستهل الشرقي الخطبة الأولى بعد حمد الله وشكره والصلاة على النبي صلوات الله عليه وآله، وتناول أبرز مناقب الإمام علي “عليه السلام” أنه أشجع الناس وهذا معروف منذ إن كان شاباً يافعاً، ابتداءً من الذود عن رسول الله “صلوات الله عليه وآله”.

*مناقب الأمام علي ” عليه السلام”*.
أشار الشرقي الى أنه في يوم الهجرة، فإن الإمام علي فدى رسول الله بروحه ونفسه، ونام على فراش الرسول عندما هاجر الرسول الى مكة، وكانت قريش قد اختارت من كل قبيل اشجعها، ليضربوا الرسول ضربة رجل واحد، فيتفرق دمه بين القبائل فكان الإمام علي عليه السلام، أول فدائي في الإسلام، عندما فدى بروحه، ونفسه رسول الله صلوات الله عليه وآله، وباع نفسه ابتغاء مرضات الله، وفيه نزل قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ).

وأوضح الشرقي أنه في يوم بدر عندما قُتل 70 فارساً من صناديد قريش، كان الإمام علي عليه السلام قد قتل نصفهم، وقتل المسلمون النصف الآخر، وكذلك في يوم أحد عندما كانت الكتائب تحمل على البني، فيقول للأمام علي: أكفي هذه الكتائب ياعلي، فيهجم على الكتيبة ويفرقها، ويقول الرسول أكفني هذه الكتائب يا علي فيهجم على الكتيبة الأخرى ويفرقها حتى سمع بالإجماع قولاً من السماء لا سيف إلاَّ ذو الفقار ولا فتى إلاَّ علي.

واضاف الشرقي أنه في يوم الأحزاب عندما هجم أكثر من عشرة الالاف على المسلمين في المدينة، واقتحم عمرو بن عبد ود الخندق وطلب المبارزة، حيث كان من أشجع فرسان العرب، وكان الرسول يقول من لعمر وأضمن له الجنة، وضل يكررها ثلاث مرات، ولأحد رد عليه، وفي كل مرة يقوم الإمام علي “عليه السلام” وهو شاب ، ويقول أنا له يا رسول الله، فخرج وضرب عمرو بن عبد ود ضربة قسمه فيها نصفين، وقتها قال الرسول: برز الايمان كله للأيمان كله.

وأشار الشرقي أيضاً إلى يوم خيبر عندما تحصن يهود خيبر وهم بحوالي عشر الالاف مقاتل وقائدهم مرحب الذي كان قائد شجاع وارسل الرسول في اليوم الأول أبو بكر مع جيش من المسلمين فرجع مهزوماً وأرسل في اليوم الثاني عمر بن الخطاب مع جيش من المسلمين فرجع مهزوماً أيضاً، فقال رسول الله “صلوات الله عليه وآله”: لأعطين الراي غداً لرجلاً يحب الله ورسوله ويُحبه الله ورسوله، كراّر غير فراّر، يفتح الله على يديه، وحينها كان الإمام علي “عليه السلام” مريض بالرمد في عينيه حتى أنه لا يرى موضع قدميه، وكان المسلمين لا يفكرون أن الرسول سيعطي الراي لعلي وهنا تساءل الشرقي : لماذا أرسل الرسول أبو بكر في اليوم الأول وعمر في اليوم الثاني ولم يرسل الإمام علي منذ اليوم الأول، ليُبين أن النبي قائد حكيم، وترتيباته حكيمة وذكية، ويقدم الحقائق ويقدم نماذج للأمة حيث أرسلهم لتتضح الصورة للجميع وعندما كان كل المسلمين يتطلعون من هو الذي سيختاره الرسول، حيث طلب الرسول الإمام علي، وبسق في عينيه ودعا له، فشُفيت عيناه، وخرج الإمام علي إلى خيبر، وضرب مرحب وقطعه نصفين.

إضافة الى ما كان بعد أيام رسول الله “صلوات الله عليه وآله” في صفين والجمل والنهروان مواقف عظيمة.

*أمنّاء الله على القران ثلاثة:*

بيّن الأستاذ فاضل الشرقي أن الإمام علي “عليه السلام” كان يحفظ القرآن الكريم كاملاً وهو الذي دونّ وروى القران بعد رسول الله “صلوات الله عليه وآله”، ولولا الإمام علي “عليه السلام” لما دونّ القران، فهو الذي دونّ وجمع القران، وأشار الشرقي إلى أن أمنّاء الله على القران هم ثلاثة فقط: جبريل والرسول محمد الإمام علي، حيث كان جبريل ينزل بالقران على قلب رسول الله، ويقوم الرسول بتلاوته للناس، والإمام علي يدونّه ويوثقه.
وأضاف الشرقي أن الإمام علي “عليه السلام” كان من المُنفقين في سبيل الله سراً وعلانيه، وفيه نزل قوله تعالى (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).

*أنت مني بمنزلة هارون من موسى:*

في الخطبة الثانية تحدث الشرقي، بأن الإمام علي “عليه السلام” كان نائب رسول الله “صلوات الله عليه وآله”، في حياته أي “وزير” له، حيث قال رسول الله لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ألا أنه لا نبي بعدي، كان هذا أثناء خروج الرسول الى تبوك عندما أمر الرسول علي بالبقاء بالمدينة، ليكون بقاء الإمام علي ضربة مزلزلة للمنافقين في المدينة.
وتناول الشرقي أمر ولاية الأمة عندما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَ وْمَ الْكَافِرِينَ) وأشار الى أن الرسول يتلقى الوحي كتوجيهات ويترجمها للأمة الى واقع عملي، وأن الرسول توقف في موضع يقال له “خم”، يقع بين مكة والمدينة، وهي ارض صحراوية، وكانت الشمس صافية، حيث رصت الإبل للرسول، ووقف وخطب خطبة الغدير، ثم أخذ يد الامام علي ورفعها، وقال: أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين من أنفسهم، فقالوا بلى يا رسول الله، فقال : فمن كنت موالاه فهذا علي مولاه، الله والي من والاه، وعادي من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
واشار الشرقي الى ما حدث بعد موت الرسول، وأنه حدث انقلاب على الرسالة والوحي والولاية، وان القران أشار الى
أنه سيحدث انقلاب، قال تعالى: مَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ.

وبين الشرقي ان الانقلاب تجلى منذ مرض الرسول، عندما تخلف بعض المسلمين عن الالتحاق بجيش أسامة بن زيد بن حارثة، عندما أرساله الرسول إلى مؤته لملاقاة الروم، ومنهم أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، فقال رسول الله (لعن الله من تخلف عن جيش أسامة).

وبين الشرقي أن الانقلاب كان في سياق ترتيب دقيق، وليس وليد اللحظة، وعند وفاة الرسول “صلوات الله عليه وآله”، وبينما كان الإمام علي مُنشغل بتغسيل الرسول، وتكفينه، لم يحضر أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان جنازة الرسول، وإنما سارعوا إلى تنفيذ الانقلاب على ولاية الإمام علي، واجتمعوا في سقيفة بني ساعدة، وبايعوا أبو بكر خليفة للمسلمين، وهذا ما حصل فعلاً بأنَّ وصلت الخلافة إلى الأدعياء وأبناء الزنا في العهد الأموي كمعاوية وعمرو بن العاص والوليد بن عقبة ومروان بن الحكم وزياد ابن أبيه وعبيد الله بن زياد والمغيرة بن شعبة وغيرهم

وفي ختام خِطبة الجمعة، دعا الشرقي جموع المصلين إلى ضرورة احياء مناسب عيد الغدير التي ستقام يوم الاثنين القادم إن شاء الله تعالى، الذي يجدّدون فيه الولاية للإمام علي لأن موضوع الولاية مرتبط بالصراع مع اليهود ومرتبط بالنصر لهذه الأمة.