الخبر وما وراء الخبر

بُركان3

92

الشاعر || معاذ الجنيد

نحنُ السلامُ لِمن أرادَ سلاما
ونَمُدُّ في شرفٍ يَداً وحُساما

ندعو الأعادي للسلامِ.. نصيحةً
وإذا أبوا؛ كُنّا.. وكانَ لِزَاما

حربٌ ضروسٌ يسمعون زفيرَها
تصِلُ (الرياضَ) وتبلغُ ( الدمّاما)

حربٌ؛ وقد فُرِضَت.. فنحنُ رجالُها
سنخوضُها حتى تصيرَ غراما

ونخوضُها حتى يرى أطفالُنا
أُسَرَ الملوكِ أراملاً ويتامى

ونخوضُها حتى يُؤّذِنَ مالِكٌ
أنّ الجحيمَ تقيّأت أجساما!

سنسومكُم حتى يظُنَّ بِنا الورى
أنَّا نُمارِسُ فيكُم الإجراما

وبأننا نتعمّدُ استضعافكم
(دون الحسابِ) لكونكُم أقزاما

لن يقعُدَ (الوفدُ المُفاوِضُ) فاتِحاً
يدَهُ.. لقومٍ أغلقوا الأفهاما

(عبد السلامْ) يصيرُ (ربَّ الحربِ) إن
فشلَ الحوارُ.. ولن يكون مُلامَا

و(فريقُنا الوطنيُّ) إن لم تصدقوا
حَمَلَ السلاحَ وكسَّرَ الأقلاما

وسفيرُنا (البركانُ) خيرُ مُفوّضٍ
يشفي الصدورَ ويبرأُ الأسقاما

الله علّمَهُ البيانَ بلاغةً
فيقولُ فعلاً.. لا يقولُ كلاما

إن رامَ تدشينَ الحوارَ.. أحلّكُم
بعد القصورِ ملاجئاً وخياما

وإذا أرادَ بأن يبيدَ مُجمّعاً
ألقى عليهِ _على الطريقِ_ سلاما

سمعوا بهِ من أغلقوا آذانَهُم
ورآهُ كلُّ منافقٍ يتعامى

غطّى مدائنكم.. ودوّى ناصِحا
مَلِكَ (المنامة): لن تذوق مناما!!
* * *
المجدُ للبُركان كرّار المدى
بحضورهِ يتخطّفُ الأقواما

يزدادُ إبداعاً وبأساً كلّما
رفعَ (الشعارَ) ومثّلَ الإسلاما

يبدو كمئذنةٍ تُحلِّقُ في الفضا…
ويفوقُ أبراجَ الخليج قواما

ندعو إلى فتحِ المطار.. ويبتغي
فتحَ (الرياض) إمارةً ونظاما

أهدافهُ انهارَت قُبيلَ وصولهِ
هلَعاً.. فألغى الانفجارَ وحاما!!

مَدَياتُهُ: طولُ السماءِ وعرضُها
وحدودُهُ: أقصى الوجودِ مَراما

وبعلمهِ اللدُنِيْ يطوفُ عوالماً
ويُناطحُ الأفلاكَ والأجراما

أهلُ السماءِ رأوهُ عند عبورهِ
إذ كادَ يلمسُ منهمُ الأقداما

حَشَرَ المَجرّةَ جُعبَةً في صدرهِ
وبخصرِهِ شَدَّ النجومَ حِزاما

ومعَ العُروجِ _وقد تصادَمَ بالسما_
الشمس يحمِلُها عليهِ سِنَاما

فغدت شظاياهُ النيازكُ… إن هوَتْ
جعلت وراءَ دياركم (قُدّاما)

إن مرَّ من فوق (الرياض) مُدَوِّياً
بعَثَ (المُؤسِّسَ) من ثراهُ عظاما

من كان في تلك المقابرِ حُفنَةً
ظنَّ القيامةَ باغتتهُ فقاما
* * *
لله يا (بُركانُ) درُّكَ من يَدٍ
طُولَى.. وجيلٍ ثالثٍ يتسامى

حُيِّيتَ صاروخاً حنيفاً مُسلماً
بخُطى (الخليلِ) تُحطِّمُ الأصناما

الله أعطاكَ القُبولَ وجاهةً
حتى كأنّ عدوّنا بِكَ هَاما

فترى الأعادي بعدما زلزلتهُم
هَرَعوا إليك ليجمعوكَ حُطاما

فتحوا لأشلاءِ (المُسيّرِ) معرضاً
وبَنوا لأجلكَ قُبّةً ومَقاما

نصبوا العداوةَ للأئمةِ عندما
ضلّوا السبيلَ.. ونصّبوكَ إماما

كالأولياءِ تُزَارُ في بُلدانهم
حشدوا إلى عتباتِكَ الحُكّاما

فتقاطَرَ الرؤساءُ من أرجائهم
يتبرّكون ببعضكَ استسلاما

ويُقدمون لك النُذورَ توسُّلاً
وتزلُّفاً.. وتضرُّعاً.. وقياما

كلٌّ يودُّ بأن ينالَ شفاعةً
تُنجيهِ من قصفٍ يلوحُ ضِراما

زاروكَ كي لا يُتعِبوكَ تزورهُم!!
قالوا: استرِح وسنُرسِلُ الأرحاما!

هُم يعرفون بأنّ مثلك إن أتى
جعلَ الممالِكَ صفصفاً ورُكاما
* * *
سيظلُّ مُفتقِدُ الحقيقةِ خائباً
وإن اشترى الأسماعَ والإعلاما

ساقوا فيالقَهم بأيديهم إلى
المثوى الأخير وصعّدوا الأوهاما

لم يشهدوا (فِتنامَ) واحدةً… هنا
شَهِدوا بكلِّ مُجاهدٍ (فتناما)!!

قُلْ للرُعاعِ: ألم تروا شُركاءكُم
لأمورهم لا يملكون زِماما!؟؟

لا يُنقذِون سفينةً هي مِلكُهُم!
أفيُنقذونَ نطيحةً وغُلاما؟؟؟

إن جاءَ موعِدُكُم فلن تستأخِروا
يوماً.. ولن تستقدِموا أياما

ستفيقُ أعيُنكُم.. ونحنُ أمامكُم
وكأنّ ذاكَ المُلك كان منَاما!!

لمن البقاءُ اليوم؟ للشعب الذي
نصرَ الرسولَ بدايةً وختاما

لمن النجاةُ؟ لأُمّةٍ علويةٍ
بخُطى الجهاد تولّتِ الأعلاما

النصرُ يومئذٍ لقومٍ آمنوا
بالله واتخذوا الرسولَ إماما

سنُعيدُ للدينِ الحنيفِ شموخَهُ
حتى يصيحَ الكُفرُ: وا إسلامااا…