الخبر وما وراء الخبر

خلف الجدار!

39

بقلم / إكرام المحاقري

هناك فئة من المجتمع اليمني قد جار عليهم الوقت بعظيم النكبات التي قصمت ظهورهم ماديا، لا يمتلكون قوت يومهم ولا مايسدون به رمق جوعهم ، لايمتلكون ثمن دواء لمرض الم بحالتهم!! لكنهم يمتلكون من العزة والأنفة مالا يمتلكها بعض الميسيرين، هنا قال سبحانه وتعالى “يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف”

“فخلف الجدار”، يوجد أسر محتاجة إلى التكافل الإجتماعي من أجل ان يتسهل لها مسار حياتها التي تعثرت يوم شن العدوان الغاشم على اليمن، واصبحت نكبة بالنسبة لهم، فتارة يكابدون الموت البطيء وتارة أخرى يكابدون البحث عن كسرة الخبز التي أصبح الحصول عليها عملية شاقة بالنسبة لحالتهم المادية الصعبة، حتى أن أسرهم مشتتة مابين الشوارع والأزقة يبحثون عن أقواتهم.

هناك أباء يذرفون الدموع قهرا ملازمين فراش المرض لاحول لهم ولا قوة!! وهناك أمهات مدت كلتا يداها باحثة عن أصحاب الخير كي يرأفوا بسوء حالها!! وأطفال تركنا لأرصفة الشوارع أن يحكي حكايتهم القاسية التي جعلت من الخيال واقع مرير.

فاين هم أصحاب الخير في يمن الإيمان؟! وأين هم المؤمنين حقا؟! وماذا عن قول الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله: (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جانبه وهو يعلم به).. فأين أصحاب البطون الممتلئة من أصحاب البطون الخاوية؟! وهل مازلنا على دين محمد ونحن لانبالي بحالة بعضنا؟!!

وماذا عن قول الله سبحانه وتعالى {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُ‌ومِ}.. اليس هذا الخطاب القرآني قد أوجب للمحتاجين حق عند الاثرياء وغيرهم؟! فلماذا لا نوصل هذا الحق بايدينا ونطرق تلك الأبواب ونطّلع على ما خلف الجدار التي سترت الحالة القاسية لتلك الأسر؟!

فالمجتمع اليمني يجب عليه أن يتحرى حالة منهم حوله، وأن يمد يد العون للمستضعفين ويتكفل بحاجة المحتاجين، ليس المجتمع فحسب بل المجتمع والدولة، فكلكم مسؤول وكلكم مسؤول عن رعيته، فالحالة المادية للأسر الفقيرة في اليمن أصبحت حالة مهولة خاصة حالة المتعففين الذين لايمدون أيديهم طالبين الصدقة والخير.

فتلك الأسر ستبقى وصمة عار في وجه المتمكنين إذا لم ينظروا اليهم بعين الرحمة والرأفة والحق المعلوم، كما أن على حكومة الإنقاذ أن تنقذهم من الغرق في المزيد من الفقر والهلاك، وإلا فما نفع “إنقاذهم” إذا كان أسم على ورق وليس له في أرض الواقع عمل ملموسا.. أبداء من الآن واسأل عن جارك.. وأبحث عن المحتاج قبل أن يبحث عنك فأنت المعني بنجاتك وثوابك من خالقك في الدنيا والآخرة..