الخبر وما وراء الخبر

مولد الهدى والنور

195

بقلم / مصلح المرهبي


جاء الفرَجُ على الأمة الإسلامية بظهور مولد الرَسُــوْل صلى الله عليه وآله وسلم هذا الفتى الذي أخرج الأمة من الظلمات إلى النور، وذلك من خلال ظهور العلامات الدالة على أنه سيكون له شأن عظيم في مستقبل هذه الأمة، ومن هذه العلامات التي نظر إليها الراهب “بحيرا”، ورَسُــوْل الله صلى الله عليه وآله وسلم مع عمه أبي طالب، فقال الراهبُ بحيرا إن هذا الفتى سيكونُ له شأنٌ عظيم، وفعلاً تحوَّلَت التنبوءات والرؤيا إلى حقائقَ دامغةٍ بمولد الهدى وغيرها من العلامات التي نظر إليها الحكماء، وفعلاً تحققت تلك العلاماتُ بنزول الوحي على رَسُــوْل الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى “إقرأ” فقال عليه الصلاة والسلام ما أنا بقارئ فقال “إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسانَ من علق إقرأ وربك الأكرم.. إلى نهاية السورة”، ثم بعد ذلك نزل قول الله تعالى “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” وقال جَلَّ شأنه “إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا”.. وتحمل المسئولية الكاملة في نشر دين الله، ودافع عن الإسلام ونشره بشكل مبسط بين القبائل من قريش وغيرها على الرغم من مواجهة الصعوبات والعراقيل من قبل أعداء الله إلا أن الرَسُــوْل صلى الله عليه وآله وسلم كان يتحمل كل المشاقِّ والمتاعب من قبل كفار قريش، ولكن الله سبحانه وتعالى كان الحامي له ولأصحابه بدليل أنه عندما كان كفار قريش يلاحقونه هو وصاحبه أبو بكر الصديق وهَرَبا إلى الجبل وجاءوا يتطلعون نحو الجبل فقال أبوبكر يا رَسُــوْلَ الله لو نظر أحدُهم تحت قدميه لرآنا فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين اللهُ ثالثهما. وغيرها من المعجزات، أيضاً حينما نام الإمام علي بن أبي طالب –عليه السلام- في فراش الرَسُــوْل صلى الله عليه وآله وسلم وجاء الكفار أعداء الإسلام إلى مقر الرَسُــوْل صلى الله عليه وآله وسلم يريدون النيل منه، فنال منهم النعاسُ وناموا في باب المقر الرئيسي لنبي الهُدَى والخير كله وهذه تعتبر معجزة ولنأخذ العبر والعظات والدروس المستفادة من حياته صلى الله عليه وآله وسلم.

فلو نظرنا إلى الأحداث والغزوات التي خاضها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم سنجدُ أنه القائد والمعلم في إدارة شئون الأمة حين كان يئن لأنينها وحكيم في إدارتها ويفرحُ لفرحها بالانتصارات التي كانت تتحقق في عهده صلى الله عليه وآله وسلم.

أما الواقع اليوم وما نعانيه بسبب العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني الذي استخدم كُلّ الإمكانيات من صواريخ وطائرات للقضاء على كُلّ مقدرات الشعب اليمني من بُنية تحتية “أنفاق، جسور، مدرجات، مباني حكومية، موانئ”، فهذا الصلف والحقد الذي بلغ بآل سعود الأنجاس الذين هُم بصلفهم وتكبُّرهم وحقدهم أكثر من إسرائيل في صلفها ضد الشعب الفلسطيني، حيث العُدوان السعودي الأمريكي قتل أبناء الشعب اليمني ونساءه وأطفاله، وهذا يعتبر لدى آل سعود واجبَ الجار نحو جاره عندَهم.