الخبر وما وراء الخبر

اليمن بين أفغانستان وفيتنام

32

بقلم / عبدالملك العجري

حاول الكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد عبثا ان يعقد مقارنة بين حرب بلاده في اليمن وحرب أمريكا في أفغانستان زاعما ان حربهم العدوانية على اليمن كانت ضرورة كما كانت حرب امريكا في افغانستان والحقيقة انها كانت مجرد فتوة واستعراض عضلات لصناعة بطل او ملك, وسوء تقدير بان اليمن المكان المناسب وفي الوقت المناسب لصناعة البطل الملك .. ,فطالبان ضربت قلب امريكا في احداث سبتمبر المشهورة بينما انتم منذ توقف الحرب السادسة الى ما قبل العدوان لم ينلكم منا حتى طلقة طائشة واحدة.

كان بإمكان الراشد -لو انه اراد -بدلا من هذه المقارنة الفاشلة , ان يرى في ورطتهم في اليمن ما يجعلها نسخة طبق الأصل من ورطة امريكا في فيتنام من حيث المقدمات والمسوغات والاستراتيجيات والنتائج ,فالسعودية قدرت كما قدرت أمريكا ان تفوقها العسكري والاقتصادي قادر على تحقيق أهدافها وفرض النتائج السياسية التي تناسبها , واساءت تقدير ضعف اليمن سياسيا واجتماعيا وعسكريا كما اساءت أمريكا تقرير ضعف فيتنام ,واعتمدت كما اعتمدت أمريكا على نخبة سياسية فاشلة وغير قادرة على خلق التفاف او تأييد وطني , وتحاول تقسيم اليمن كما حاولت أمريكا تقسيم فتنام الى شمال او جنوب ,والحقت وستلحق بسمعتها ما الحقته حرب فيتنام بأمريكا من اضرارا سياسية واخلاقية وهزيمة عسكرية.

 وكما تحولت فيتنام لعقدة لازمت أمريكا حينا من الدهر, ستكون عقدة اليمن متلازمة نفسية وعسكرية لدول العدوان ,وكما رضيت أمريكا بالخروج من فيتنام غنيمة, سترضى دول العدوان بالخروج من اليمن باعتباره نصرا مبينا .