الخبر وما وراء الخبر

مطار عدن الدولي: المنفذ الوحيد في حضرة النافذين.

56

ذمار نيوز || تقارير- فؤاد الجنيد||
[5 ذو الحجة 1440هـ – 6اغسطس 2019م ]

تشهد أروقة مطار عدن الدولي جنوب الوطن المحتل بروز موجة صراع نفوذ للاستحواذ على خدماته الأرضية، ما دفع مئات الآلاف من المسافرين، جُلّهم من المرضى والطلاب، للتعثر والشكوى من سوء الخدمات التي كان يفترض تقديمها لهم من هذا المنفذ الوحيد. وعلاوة على المشاكل الجمّة التي ترافق المسافرين اليمنيين جراء إغلاق معظم المطارات في البلاد وغلاء أسعار التذاكر، فإن السباق على الخدمات الأرضية يهدد المطار الدولي والمنفذ الرئيسي لليمنيين بالتوقف نهائياً، بعدما أحدث هذا الصراع موجة اضطرابات في أعماله ومنها تأخر الرحلات وإضرابات الموظفين وغيرهما.

وقفات وتنديد

وبشكل متواصل ينظّم عمال وموظفو شركة الخطوط الجوية اليمنية في مدينة عدن، وقفات احتجاجية للمطالبة بـ”إيقاف التجاوزات لقوانين الطيران المدني ودعم الناقل الوطني”. وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً ينذر بإيقاف خدمات المطار الذي يعد، بالإضافة إلى مطار سيئون بمحافظة حضرموت، المنفذان الجويان الوحيدان بعدما تسببت الحرب في تعطيل معظم المطارات اليمنية. ويستقبل المطاران بشكل يومي الرحلات الجوية للخطوط الجوية اليمنية إلى مطارات القاهرة وجدة والأردن والهند، فيما تواصل شركات الطيران الدولي الأخرى توقفها عن تسيير رحلاتها الجوية إلى داخل اليمن منذ اندلاع الحرب في البلاد قبل أربع سنوات. وتعتبر الخطوط الجوية اليمنية، العمليات التشغيلية للخدمات الأرضية في مطار عدن الدولي، حكراً عليها بناءً على المواثيق المعمول بها باعتبارها الناقل الوطني. وفي بيانٍ لها، طالبت نقابة عمال وموظفي الخطوط الجوية اليمنية الرئيس الفار “بالحفاظ على الناقل الوطني وإيقاف التصاريح غير القانونية والتجاوزات المخالفة لقوانين الطيران المدني في البلاد”. وعبّرت الوقفات الإحتجاجية عن “الرفض القاطع لتدمير مؤسسات الدولة لحساب شركات خاصة”.

تذمر واسع

وشكا عدد من المسافرين من تأخر الحصول على أمتعتهم الخاصة عقب وصولهم من رحلات خارجية إلى مطار عدن، حيث قالت مصادر إن إضراب العمال بالمطار تسبب في إحداث مشكلات عدة للمسافرين. وأشارت إلى أن سبب الإضراب يعود إلى صدور قرار بإدخال شركة تجارية جديدة للخدمات الأرضية في المطار. ولفتت المصادر إلى أن “احتجاجات عمال وموظفي المطار، تصاعدت عقب وصول معدات الخدمات الأرضية الخاصة بالركاب وساحة المطار والنقل والأسطول والأمتعة والخدمات الفنية الأخرى، التابعة لإحدى الشركات الجوية المحلية التي دخلت الخدمة مؤخراً وتتبع نافذ مقرب من الرئاسة اليمنية، فيما كان يفترض أن تظل حكراً على الناقل الوطني الرسمي”، بحسب المصادر. وأكدت أن هذا الإجراء “مخالف للقوانين”.

تطورات سلبية

يقول سلام جباري، مدير الإعلام في الخطوط الجوية اليمنية، إن الأخيرة تواجه مؤامرة للقضاء عليها وإدخال شركات تجارية خاصة للخدمة بدلاً عنها، مضيفا أن حكومة الفار بمنحها تصريحاً لشركة تجارية بإدخال معدات الخدمات الأرضية للمطار، خالفت قوانين الاتفاق مع الناقل الوطني، وهو ما يهدد بتوقف خدمات طيران اليمنية وحرمان ملايين اليمنيين من السفر”. وأوضح أن “الخطوط اليمنية وجهت خطابات متكررة إلى الحكومة تتضمن توضيحاً للمخالفات القانونية والصعوبات المترتبة على شرعنة مثل هذا الإجراء”.

تزييف قانوني

يقول الباحث الاقتصادي عبد الواحد العوبلي، إن قرار منح الخدمات الأرضية لشركة تجارية خاصة، تم بناءً على نفوذ صاحبها وقربه من الدائرة المحيطة بالرئيس الفار، بغض النظر عن المنافسة التي تخدم المسافر. وأوضح العوبلي أن “قرار هيئة الطيران اليمنية مخالف للقوانين والأنظمة الدولية التي تعطي الشركة الوطنية امتياز النقل الجوي، بالإضافة إلى الخدمات الأرضية في كل مطارات البلاد، وعليه فلا يحق لشركة طيران تجارية خاصة الاستيلاء على هذا الامتياز من الناحية القانونية”. ويرى أنه “علاوة على كون الشركات الخاصة غير قادرة مالياً وفنياً، بحكم اعتمادها الكامل على كادر أجنبي لتشغيل طائراتها، فكيف يمكن لشركة خاصة صغيرة ناشئة أن تحل محل الناقل الوطني ذو الخبرة الطويلة والإمكانات الفنية والبشرية”.

مآلات تثقل الكاهل

وعن المآلات المترتبة على بروز هذا الصراع الذي يشهده مطار عدن، قال “السيناريو الأرجح حدوثه في حال تمكنت شركات الطيران الخاصة من الحصول على عقد احتكار الخدمات الأرضية في مطار عدن الحكومي هو قيامها بإعادة استئجار معدات الخطوط الجوية اليمنية نفسها والاعتماد على كوادر أجنبية بحكم عدم وجود كادر لديها كماً ونوعاً، الأمر الذي سيكلف نفقات كبيرة سيتجرع أعباءها مضاعفة المواطن اليمني الذي يرغب بالسفر، سواء عبر أسعار تذاكر غالية أو مستوى خدمات متدنية لا ترتقي إلى معايير النقل الجوي الدولي المعمول به”.