مشكلة الناس في الأساس ثقافية
ذمار نيوز || مقالات ||
[ 2 اغسطس1440هـ -1 ذو الحجة 2019م ]
بقلم / أبو محمد الكبسي
المتأمل لواقع الأمة الإسلامية أننا ضحية عقائد باطلة وثقافات مغلوطة جاءتنا من خارج الثقلين كتاب الله وعترة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
فما وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه من مظلومية وقهر بسبب إنحراف في الثقافة والمعتقد، انصرفت الأمة عن ثقافة القرآن واستبدلت ثقافة أخرى مليئة بالأخطاء الجسيمة.
الثقافة تولد العقيدة والعقيدة تصل إلى اليقين ثم تنعكس في الواقع العملي، ونحن كذلك عانينا كثيرا من الأخطاء الثقافية ولا زلنا نعاني منها رغم حملنا للثقافة القرآنية، لأننا لم نهتم بثقافة القرآن ولم نفرض على أنفسنا التوجه بالقرآن الكريم ولم نجعله وللأسف قاعدة الإنطلاقة لنا.
فعندما تلحظ سلبيات من مجاهد أو تصرفات خاطئة إنما ذلك نتيجة عدم الإهتمام بهدى الله.
فمشكلة الناس في الأساس ثقافية يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي سلام الله عليه: (إن مشكلتنا هي في الأساس ثقافية، المشكلة بالنسبة لنا كمسلمين هي ثقافية ثقافة مغلوطة رهيبة جدا صرفتنا عن كتاب الله وجعلتنا غير طبيعيين ولم نعد نحن تقريبا ولا مثل الناس الطبيعيين لم نعد نحن على فطرتنا أبدا).
لأنه بقدر تعاملك مع هدى الله بقدر ما يستقيم عملك، هذا الهدى العظيم يجب أن يصبح عندنا متعة نتمتع به، يكون عندنا إهتمام بقراءة الملازم ونتلهف لسماع الهدى من السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، بل نبحث بكل جد وإهتمام ومن منطلق الحرص على أنفسنا أن لا نضل وأن لا ننحرف عن صراط الله المستقيم أن نبحث عن كيف نهتدي، وكيف نحصل على هدى الله يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه: ( الإنسان فيما إذا ما تمتع بالهدى هو بحاجة إلى أن يكون حريصا على ذلك الهدى؛ أيضا لأنه فيما إذا وقع الضلال سيكون ممن يقع في الضلال بعد المعرفة في الضلال بعد العلم، في الضلال بعد الهدى).
فالإنسان لن يبقى في حالة فراغ، كلما ابتعد عن هدى الله كلما وقع في الضلال أو سقط في شيء من الدنيا ليبيع دينه ونفسه بثمن قليل وتكون العاقبة جهنم والعياذ بالله، وهذا من أسوأ الضلال كما يقول الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه: ( أسوأ أنواع الضلال, وأشد الضلال عاقبة على صاحبه: أن يضل بعد هدى، سواء أن يستبدل ثقافة أخرى، عقائد أخرى منهجا آخر، أو يستبدل بهداه شيئا من الدنيا, والدنيا بكلها مادياتها, ومعنوياتها تعتبر ثمنا قليلا لدينك؛ لأنها ثمن في الواقع لنفسك, وهل ترضى لنفسك أن تكون الدنيا كلها ثمنا لنفسك؟ وتكون عاقبتك جهنم).
فمن يضع لنفسه خطا معينا لا يتجاوزه من البحث عن الهدى أو يرى نفسه أنه اكتفى وأنه قد أصبح واعيا وفاهما ومستبصرا فلا يريد دورات ويرفض الورشات ويأبى سماع المحاضرات فإنه سيسقط بلا شك، بل من يرى نفسه قد أصبح هكذا فليعرف أن قلبه زاغ وانحرف ولربما يقسو إذا بقي على هذه الحالة.
وكذلك الإنسان إذا لم يسير على هدي الله سيكون متخطبا في واقعه، سيسوء عمله، ستنحط تصرافاته، ستظهر سلبياته، وسينكشف سوءه، سيلهث وراء شيء من الدنيا، ستغره الماديات، سيغرق في ذاتيته ويتمحور حول شخصيته، وسيضرب بمصلحة الأمة عرض الحائط.
فلذلك نحذر من الإهمال لهدى الله والتساهل في العمل الثقافي، والنظر إلى الجانب الثقافي نظرة ثانوية، وإذا لم نعطي العمل الثقافي الأولوية في الميدان ولم نكرس فيه جهودنا فستظهر السلبيات والأخطاء في الداخل الجهادي وستظهر التحديات في الواقع المجتمعي.
ولا شك أنه إذا لم نتحرك بهدى القرآن ونوصل الهدى إلى الآخرين ونحن حملته فسيتحرك أهل الضلال ليضلوا الناس بغير علم وسيقلب الموازين بتضليله المستمر ولن يبقى الميدان فراغا، وإذا لم يمتلئ الفراغ بالهدى فسيمتلئ بالضلال.
ومن لا يهتدي بالقرآن الكريم ولا يهدي بالقرآن ولم يقدم هدى القرآن للآخرين فليتأكد أنه مليء بالأمراض، وما منعه من الإهتداء بالقرآن وهداية الناس بالقرآن إلا أمراض ملئت قلبه فمنعته عن الإهتداء وتقديم الهدى.