الخبر وما وراء الخبر

صراع أجنحة الفساد في مركزي عدن يتطور إلى الاختطاف

56

إنتقل الصراع في أروقة البنك المركزي بعدن من المكاشفة بين محافظ البنك المركزي حافظ معياد ونائبه شكيب حبيشي إلى التهديد بإحالة كل طرف إلى نيابة الأموال العامة بتهم فساد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعرض رشيد الأنسي مستشار معياد أمس الخميس إلى الاختطاف من قبل مسلحين مجهولين لا يستبعد لجوء نائب محافظ البنك إلى الوقوف ورائها مالم يصدر بيان وينفي علاقته أو تنفي الشرطة علاقته بعد أن عجز عن إحالة الأنسي إلى النيابة العامة كون الأنسي لم يقبل قرار تعيينه مستشار لمحافظ البنك من قبل شكيب نفسة واخرين موالين له في البنك.

حادثة اختطاف مستشار محافظ البنك المركزي في عدن أكدت أن بيئة الأعمال في مدينه عدن للبنك غير مواتية، وأن ما يحدث لا يبشر بخير، بل يعد مؤشرا خطيرا لصراع إداري خرج عن السيطرة وبدأ بالانحراف عن مساره إلى الاستعانة بالعصابات المسلحة المتعددة في عدن لتصفية حسابات قيادة البنك، وقد ينعكس سلباً على وضع البنك وأسعار الصرف في السوق المحلي برمته.

وبعد صراع دام أسبوع بين طرفي معياد وحبيشي في أروقة البنك المركزي في عدن، أقدم مسلحون مجهولون، على إختطاف مستشار محافظ البنك المركزي، وإقتياده إلى مكان مجهول، حيث قالت مصادر مطلعة إن مستشار محافظ البنك المركزي “رشيد الانسي”، أختطف عقب خروجه من نيابة الأموال العامة، والتي ذهب إليها للإدلاء بشهادته في واقعة إختلاس مالية جرت في البنك المركزي قبل نحو عام، إبان فترة المحافظ السابق للبنك المركزي محمد زمام.

ويأتي إختطاف “الأنسي” عقب أيامٍ فقط، من كشفه وثائق تثبت تورط نائب محافظ البنك المركزي شكيب الحبيشي بقضايا فساد وإختلاس أكثر من مليار ريال، وهو مالم ينفيه شكيب رسمياً حتى الآن، وكان المستشار الآنسي، قد كشف تفاصيل واقعة الإختلاس، والتي أحيلت إلى النائب العام، ليوجه بعدها بفتح باب التحقيق في القضية، وتحويلها لنيابة الأموال العامة.

وأبلغت قيادة البنك المركزي اليمني، وأسرة المستشار رشيد الانسي الأجهزة الأمنية بواقعة الاختطاف، لتقوم بواجبها في البحث عنه والكشف عن مصيره. وكانت الخلافات قد تصاعدت، بين محافظ البنك المركزي ونائبه، على خلفية تكليف محافظ البنك أحد معاونيه برئاسة لجنة لجرد خزائن البنك مما أدى إلى تعاظم الخلاف بين المحافظ ونائبه مؤخرًا.

وأوضحت المصادر أن معياد كلف “رشيد الآنسي” وهو أحد المقربين منه برئاسة لجنة للقيام بعملية جرد لخزائن البنك، ضمت شخصيات مقربة من معياد بينها مدير مكتبه لتسهيل عملية دخول الخزائن التي تقع أسفل مبنى البنك، رغم أن التوجيهات تمنع الموظفين العاملين في البنك أيًا كانت درجاتهم من دخول الخزائن عدا مشرفي الخزائن أنفسهم.