ردود افعال تجاه حادثة سحل جثة المدعو “قشيرة” والتي أثارت ضجة واسعة في الأوساط السياسية والاجتماعية.
صدرت توجيهات عليا في العاصمة اليمنية صنعاء بإيقاف وفتح التحقيق مع عدد من المسلحين الذين كانوا يقاتلون إلى جانب قوات الأمن اليمنية في محافظة عمران ضد أحد النافذين القبليين في عمران والذي رفض تسليم نفسه بعد ارتكابه جرائم حرابة وتزعمه لعصابة إجرامية، حيث قام المسلحون بعد مقتل مجاهد قشيرة بضرب جثته بأعقاب البنادق ثم سحله في الشارع.
الحادثة أدت إلى تصاعد الغضب الشعبي بسبب ما حدث وبسبب مشابهة من قاموا بهذه الحادثة بما تفعله المليشيات المسلحة التي تقاتل في صفوف تحالف العدوان ضد قوات الجيش واللجان الشعبية في معظم الجبهات والتي تكررت عشرات المرات دون أن تستطيع قوات الفار عبدالربه منصور هادي إيقاف مثل هذه الأفعال بسبب تعدد الجماعات والفصائل والمليشيات المسلحة التي تقاتل في صفها وتعدد قياداتها وولاءاتها.
وعلى الرغم من أن حدوث مثل هذه الأفعال التي وصفها ناشطون وقياديون في جماعة أنصار الله ومناهضون للتحالف العدوان بأنها أفعال غير أخلاقية ولا يرتكبها إلا “مرتزقة وعديمو الضمير والإنسانية والأخلاق” وأنها أحداث معهود ارتكابها من قبل الجماعات المسلحة الإرهابية وليس من قبل من يتبنون الدفاع عن اليمن ضد القوات الأجنبية، وعلى الرغم من حدوث ذلك لأول مرة من قبل مقاتلين محسوبين على أنصار الله، إلا أن الحدث أثار ضجة واسعة في الأوساط السياسية والاجتماعية في المناطق التي تديرها حكومة المشاط وعلى رأس هذه الأوساط قيادات سياسية رفيعة لدى جماعة أنصار الله.
وافادت مصادر موثوقة في وزارة الداخلية بصنعاء أن من قاموا بهذا الفعل هم من أبناء المنطقة التي شهدت الاشتباكات بين العصابة الإجرامية وزعيمها مجاهد قشيرة وأن ما فعلوه كان بسبب ردة الفعل الغاضبة جراء ما تعرضوا له من أذى وقتل لدى أقاربهم من قبل عصابة قشيرة،
غير أن قيادة وزارة الداخلية أصدرت بياناً رسمياً أوضحت فيه موقفها الرافض لما حدث من قبل المسلحين ووجهت بإحالتهم للتحقيق وأعلنت أن كل المبررات التي دفعت بهؤلاء المسلحين للقيام بسحل زعيم العصابة بعد قتله ليس مبرراً ولا مقبولاً ولا يشرعن ويبرر ارتكاب مثل هذا الفعل، موجهة في البيان بالتحقيق مع مرتكبي هذا الفعل.
ووصفت وزارة الداخلية ما حدث من قبل بعض المسلحين تجاه جثة قشيرة بأنها أفعال منفلتة وتجاوزات مرفوضة، مشيرة إلى أسباب ذلك الفعل بالقول إن “بشاعة وفداحة ما اقترفته العصابة أدى إلى استفزاز أبناء المنطقة والذي بدوره أدى إلى قيام بعض المتضررين من هذه الجرائم للقيام بتصرفات منفلته تجاه جثة رئيس العصابة، وهو أمر مستنكر ومدان ويتنافى مع مبادئ واخلاق الدين الإسلامي الحنيف واخلاق الشعب اليمني العظيم ومبادئ المؤسسة الأمنية الشامخة، ولا تبرر مشاعر الكراهية لدى بعض أبناء المنطقة تجاه ما ارتكبه الصريع قشيرة من جرائم، مثل تلك الأفعال”.
كما أكدت الداخلية بأن “التوجيهات صدرت بالتحقيق واتخاذ الاجراءات القانونية بحق من قاموا بذلك الفعل والتجاوزات المرفوضة”.
كما توالت ردود الفعل الغاضبة من قبل قيادات جماعة أنصار الله وقيادات سياسية تشغل مناصب رفيعة في الدولة وعلى رأسها رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمعتقلين عبدالقادر المرتضى والذي علق بمنشور على صفحته بالفيس بوك بأن “سحل جثث الخصوم ثقافة دخيلة لا نؤمن بها ولا نرضاها”، داعياً إلى محاسبة مرتكبي الجريمة.
ووصف الإعلامي في قناة “المسيرة” التابعة لجماعة أنصار الله، حميد رزق، إن عمل السحل تصرف احمق ومشين من اشخاص سيطرت عليهم غريزة الانتقام، مشيرا إلى أن من نفذه هم “بعض المواطنين واقرباء بعض القتلى تحت سورة الغضب لسحب الجثة”.
أما الناشط السياسي البارز والمقيم في المملكة المتحدة أحمد المؤيد فقد وصف حالة الغضب الشعبي لما حدث بالقول “إجماع الأنصار وجمهورهم على إدانة جريمة السحل يعبر عن حالة صدمة بسلوك شاذ منبوذ مدان لا يتواجد في عقولهم أو سلوكهم العام، استياء الكل ومطالبته بالعقوبة دليل على مستوى النضج والحفاظ على القيم، بعكس سلوك غيرهم الذين يفرحون بهكذا ممارسات ويباركونها ولا تلق أي إدانة أو إستهجان”.