الخبر وما وراء الخبر

بعد تصريحات الرئيس المشاط: هل نشهد ميماً لـ “حاء” السلاح..؟؟

34

منذ أربعة أعوام من عدوانها على اليمن استنفذت دول تحالف العدوان كل أوراقها العسكرية والإقتصادية والإعلامية والنفسية التي احترقت واحدة تلو الأخرى أمام عزيمة شعب أعزل وقف بمفرده في وجه أعتى عاصفة تشهدها الإنسانية، واضحى رقماً صعباً يفرض معادلاته بقوة ويتحكم بزمانها ومكانها، ويفاجأ العالم بانتصارات خاطفة وسهلة في مختلف الجبهات دفاعاً وهجوماً، ويفتح الستار عن أسلحة جديدة ونوعية تغير مجرى المعركة وتهز كيان العدوان في عقر داره، ومع ذلك تؤكد القيادة اليمنية أن خياراتها لا زالت واسعة وأن في جعبتها الكثير من الأوراق والمفاجآت لكل ظرف ونسق في معركة النفس الطويل.

فرزة المسير

هذه المعطيات وغيرها ضبطت شوكة ميزان القوى وجعلت النظامين السعودي والإماراتي يفكران بجدية في التعامل مع هذا الشعب العصي، ويدرسان بمسئولية آليات عملية للتعاطي معه بندية، ويقران بفشلهما في تجاوز العقدة اليمنية التي سحبت البساط وتسيدت المبادرة، والإعتراف عبر ادواتهما بعجزهما العقيم في الخروج من مستنقع الهلاك الذي ولجاه بفعل غبائهما وسوء تقديراتهما، فالتطورات الأخيرة تشهد عمليات تكتيكية جديدة للجيش اليمني ولجانه الشعبية في المعارك البرية نتج عنها مصرع المئات من قادات وجنود المرتزقة حسب بيانات عسكرية رسمية متلفزة تصدر عن الجيش اليمني، أما غزوات الطيران المسير فحدث ولا حرج، بعد أن أصبحت مطارات العدوان فرزات يومية لصولاتها وجولاتها.

تلميحات المشاط

في لقائه برئيس وفد مجموعة الأزمات الدولية روبرت مالي والوفد المرافق له اليوم، أشاد الرئيس المشاط بالتقارير الصادرة عن مجموعة الأزمات الدولية وما تتحلى به من مصداقية، مؤكدا موقف الجمهورية اليمنية مع السلام منذ أول يوم للعدوان، ولا يوجد لدى اليمن أجندة إلا وقف العدوان واحترام السيادة والاستقلال، بعد أن أصبح أبناء الشعب يتعرضون للقصف، ويعانون تحت وطأة الحرب والحصار، والجميع يسعى لإيقاف العدوان ويمد أيديه للسلام. مؤكدا الاستعداد الكامل لوقف الهجمات الصاروخية والجوية مقابل نفس الخطوات من قبل العدوان، وتسهيل وصول المساعدات الأساسية عبر الموانئ البحرية، ومن ثم الولوج في عملية سياسية في ظل أجواء هادئة. إضافة إلى التزام الجيش واللجان الشعبية بتنفيذ ما يقارب نصف الإلتزامات في اتفاق الحديدة من جانب واحد فيما لم ينفذ الطرف الآخر أي خطوة، وهو ما ينطبق على سلوك دول العدوان ومرتزقتها في كل الاتفاقات والتفاهمات السابقة وقبل ذلك التنصل عن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.

سلام لا استسلام

إن اليمن منذ بداية العدوان كان وما زال يرحب بوقف العدوان، ووفاءً مع الشعب والضمير لا أحد يريد الاستمرار في الحرب إلا دفاعاً عن النفس كما أشار المشاط، وبالتالي نحن أقرب للسلام أكثر مما يتصور العدو، وأكثر إيماناً بالدفاع عن أنفسنا وسنمد أيدينا إلى السلام في كل المراحل وسنكسر الأسنان التي تمتد لتعض هذه اليد الممدود للسلام. وفي السياق يضيف الرئيس المشاط: “مشكلة قوى العدوان أن كل طرف لديه أجندة، فأمريكا لديها أجندتها وإسرائيل لديها أجندتها والسعودية لديها أجندتها والإمارات نفس الشيء والمرتزقة لديهم أجندتهم، والأخطر من ذلك أن بعض الأطراف متضررة من وقف العدوان، خصوصاً تلك التي تستثمر فيما مجال تجارة الأسلحة، سيما مع ظهور السياسة الأخيرة لأمريكا بالشكل الفج الذي فضح زيف كل الادعاءات التي كانت تتحدث بها عن الديمقراطية وحقوق الإنسان “. وتابع ” ما يتعلق بالمزاعم الواهية بالتبعية لإيران والتي يعرف أصحابها أنها زائفة هي مجرد أسطوانة تكرر ونحن نؤكد أنه لا توجد أي تبعية لإيران. وأردف الرئيس المشاط ” مشكلة دول العدوان معنا ليست التبعية المزعومة، بل مشكلتها معنا أننا لا نتبع أحد ولو كنا قوم يبتاعون في سوق النخاسة لكان النظام السعودي قد اشترانا منذ زمن بعيد، فنحن شعب لدينا من التاريخ والعظمة ما يمنعنا أن نكون تابعين لأي أحد”.

موقف ثابت من الوصاية

أكد الرئيس المشاط أن اليمن لا يقبل بالتواجد الأمريكي والإسرائيلي على حدوده، وأن على دول العدوان أن تعرف أن اليمن بلد لديه سيادة ولا يخضع لأي أحد، ومتى ما استوعبت ذلك فإن الحل سيكون سهلا. وقال” لا يوجد لدينا مانع في التعاطي ما طرحه وفد مجموعة الأزمات الدولية، عن إمكانية إطلاق حوار يمني سعودي بما يحقق السلام العادل للجميع. ولفت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت عودة أعداد كبيرة من المغرر بهم ومن القيادات التي تورطت مع العدوان، وأنهم عادوا للممارسة حياتهم الطبيعية وينعمون بالأمن والاستقرار.