التكافل المجتمعي فرض ديني وواجب وطني
ذمار نيوز || مقالات 16 ذو القعدة 1440هـ الموافق 19 يوليو 2019م
بقلم / إكرام المحاقري
ذات يوم اجتمعت الثعالب اللئيمة لتحيك بمكرها ودهائها المؤامرات لتمزق شعب عريق. فحضارته من أقدم الحضارات وتاريخه تاريخ أصيل، عرف بالمجد والتضحية والبذل والعطاء والكرم الحاتمي، فما تلك الذئاب إلا دول أسمت نفسها “بالتحالف” وما ذاك الشعب إلا شعب اليمن.
فلنصمت وليتحدث التاريخ ولنقر بأعيينا إلى قدر قدره الله ليبتلينا؛ أنصبر أم نكن من الجاحدين. أربعة أعوام ونيف واليمن يعاني من الحصار الإقتصادي الخانق في ظل سكوت وخنوع المجتمع ادولي وبعض دول العالم التي أختارت الحليب السعودي (الريال) مقابل العدل وقول الحق المبين.
فما بين دائرة تأطرت بإطار “نكون أو لا نكون”؛ يوجد شعب تجرع الويلات من أجل كسب كرامته وحرية قراره وديمقراطية دستور دولته. فهذا الشعب الذي أراد لنفسه العزة له تاريخ قد أشرق به الدين، وأعتز به الإسلام في العالمين. فلا يوجد في قاموسه إستسلام ولا خضوع ، “فمن يبني القمم لا تؤلمه المحن”..
لكن على هذا الشعب أن يواصل المشوار نحو الأمام ولا يترك للأعداء مجال ليتحركوا فيه خاصة في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي جعلت من حالة المواطن اليمني يرثى لها. فبالتكافل المجتمعي سيعم الخير أرجاء البلاد. وسيكون الناس سواسية يألمون جميعا ويأكلون جميعا.
فليعن القوي الضعيف، وليكتفل الغني الفقير، وليكن الحق في المال الذي سطره الله تعالى في القرآن الكريم قائلا ” ((وفي أموالهم حق معلوم للسآئل والمحروم)) حقاً في أرض الواقع..
فالشعب اليمني منذ الأزل قد أعان الدين وساند النبيين؛ فكيف له بأن يفرط في حق من لا يمتلك لقمة عيشه!! فهو إذا من الآثمين.
ففي ظل الحصار الخانق يجب أن نتساند سواء التجار أو الوزراء وحتى الرئيس نفسه؛ يجب عليه أن يجعل للفقراء من وقته حقاً معلوماً من أجل ألّا يسود الجوع أو يتمكن الفساد. فيستغل الأنذال الفرصة وتزيد المأساة.
ولنجعل الشهور كلها بأعمالنا وتصدقنا كشهر رمضان المبارك الذي تجسد كمدرسة تعلمنا منه الإحسان. ولنفعل المخابز والمطابخ الخيرية من جديد ولنكفل السائل والمحروم والفقير. فالأجر ليس في شهر رمضان فقط بل أنه باق ما تعاقب الليل والنهار.
ولا نترك الفقراء يأكلون فتات الأغنياء من القمامة ويموتون من الجوع والألم. ويعيشون في معاناة وكبد، ونحن نتفرج عليهم ونخذلهم كما خذلتهم المنظمات الإغاثية والحقوقية. فلنكن مغيثين لبعضنا وحافظين لحقوق بعضنا البعض، حتى إن وصل الأمر بنا كمجتمع يمني أن نتشارك كسرة الخبز. فسوف ياتي يوم ونتشارك فرحة النصر والظفر برضوان الله تعالى حتى وإن طال الأمد.
فالمجتمع اليمني اليوم أحوج من ذي قبل إلى لحمة مجتمعية ونظرة رحيمة؛ خاصة وقد أنحرم من المرتبات التي هي حق من حقوقه التي نص عليها القانون الدولي!! لكن الذئاب التي لطخت أنيابها بدماء الأبرياء قد حالت دون وصول المرتبات لعامة موظفي الجمهورية اليمنية.
فليس هناك سبيل إلا بالتكافل المجتمعي.. يد تبني ويد تحمي.. فلنحمي الوطن من المحتل، ولنكن يداً واحدة وأمة واحدة وتوجّه واحد نحو الأمام ولا إنكسار “فإن مع الصبر نصرا”..