الشرقي يتناول الإسلوب القرآني في المحاججة والحوار في خطبة الجمعة بالجامع الكبير بذمار.
ذمار نيوز || أخبار ذمار || خاص | 16 ذو القعدة 1440هـ الموافق 19 يوليو 2019م
أم مسؤول أنصار الله بمحافظة ذمار الأستاذ فاضل الشرقي جموع المصلين في صلاة الجمعة في الجامع الكبير بمدينة ذمار بعد أن خطب فيهم خطبتيها التي تأتي امتدادا لدروس متتابعة من قصص أنبياء الله في القرآن الكريم.
وتناول الشرقي في خطبة اليوم الدرس الثالث من سلسلة نبي الله إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم، وكيف يتولى الله المؤمنين ليخرجهم من الظلمات إلى النور، ويتدخل لدفعهم وتعزيزهم والهامهم وتثبيتهم لدحض الباطل واسكات الأراجيف بقوة المنطق وحقيقة الحجة مهما بلغت مكانة المحاججين والمجادلين، وتعددت قواهم ووسائل ارهابهم.
وتوقف الشرقي طويلا عند محاججة نبي الله إبراهيم عليه السلام لقومه وطاغية عصره، ليكشف لنا التعاطي الأمثل بالإسلوب القرآني في المحاججة والجدال والحوار، بدء بتقييم الأطروحات التي على ضوئها يأتي قرار الرد المباشر من عدمه، وانتهاء بوضعية الجدال أو النقاش سواء كان نقاشا فرديا أو جماعيا، وكيف يكسب الحق الرهان في لحظاته الأولى دون جهد ليبهت الإدعاءات واصحابها، مشددا على ضرورة إتباع المنهجية القرآنية في الحوار والنقاش والإرتقاء بالوعي، والتسلح بأساليب الأنبياء في التعاطي مع الحوارات التي من شأنها الإيضاح والكشف والتبيين، وذلك لن يتأتى إلا بتولي الله ومعرفة القرآن والتسلح بالثقافة القرآنية.
وعرج الشرقي إلى قصة عبدالله الصالح “عزير” الذي أماته الله مائة عام كما حكى القرآن الكريم ليجعل من ذلك الحدث آية للناس، موضحا أن الشك في طريق البحث عن الحقيقة يستدعي البحث عن الدليل العملي للوصول إلى أعلى درجات اليقين، مستعرضا أمثلة حية للخواطر الظلامية التي تغزو القلوب وتخرج بقناعات من شأنها استبعاد نتائج قضايا وأمور بناء على ثقافة الإنسان وتراكم خبراته وممارساته والبيئة التي يعيش فيها ومدى تلقيه للغزو الفكري والثقافي، وبالتالي تأثيرها على موقفه وتحديد مسارات توجهه.
واردف بالقول: ” إن المحايدين اليوم وفلسفتهم تجاه معركة الحق والباطل لا تعدو أكثر من الدعاء لنصرة الحق مع جهلهم بقصد أو بدونه لماهية الحق وطرفه والباطل وفريقه، لكنهم يجدون في فئة الحق آية اختارها الله لتبين للناس كيف تولت الله وتولاها وكيف اختارها للحق لينصر بها الحق رغم فارق الإمكانيات ومعادلات القوى، وهي آية عملية تستوجب عليهم الخروج من خط الحياد المبطن بالشك إلى معرفة الحق ونصرة الحق والانضمام إلى فريق الحق.
وركز الشرقي على أسلوب القرآن المنهجي والإستدلالي، والفرق بين القضايا الظلامية والخواطر الظلامية، والطريقة الناجعة للمحاججة والحوار والنقاش المستندة على الهدوء وصدق الحجة ومهارة الإقناع، والمتسلحة بثقافة القرآن وأساليب الأنبياء التي أوردها الله في القرآن الكريم لتكون مسودة قواعد وخارطة طريق للمؤمنين الذين يتولون الله فيتولاهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور، وفي قصة نبي الله إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم النموذج الكافي لبرهنة حقيقة التولي وثمارها ونتائجها.