فضائح الديوان الملكي البحريني : الملك على علاقة بالقاعدة وهذه تفاصيل تصفية 3 من آل سعود
كشف برنامج “ما خفي أعظم”، مساء أمس الأحد، عن علاقات سرية سعت المخابرات البحرينية إلى تكوينها مع تنظيم “القاعدة”، لاستهداف رموز المعارضة في البلاد.
وتناول التحقيق الذي عرضته قناة “الجزيرة” شهادات حية وتسجيلات تعود لعام 2011، تفضح علاقة سرية بين المخابرات البحرينية وقيادات في “القاعدة”، لاستهداف رموز المعارضة وشيطنتها، وتنفيذ أجندة سياسية داخلياً وخارجياً.
وقال القيادي في التنظيم محمد صالح، في شهادته للبرنامج الاستقصائي: “نسجل شهادتنا لتكون حمايةً لنا من جهاز الأمن الوطني البحريني، الذي قد يضحي بنا أو يلفِّق لنا أي تهمة”.
وأضاف: “اتصلت بي قوات أمن الدولة وأعلموني بأن الملك يريد مني أن أواجه الرافضة والشيعة، وتنفيذ اغتيالات تستهدف قيادات المعارضة، وأبرزهم عبد الوهاب حسين، ورموز الشيعة”.
وبيّن “صالح” أنه أُعطي الضوء الأخضر لتنفيذ الاغتيالات من خلال التواصل مع قيادات “القاعدة” في المملكة العربية السعودية، لجلب الأسلحة، مشيراً إلى أنه اعتُقل على الجسر الرابط بين الرياض والمنامة، وتم التحقيق معه في سبب جلب الأسلحة.
ولفت إلى أنه “عاد إلى البحرين بعد إطلاق السعودية سراحه، وكان في استقباله ملك البحرين شخصياً، ووعده بالتعويض عن الظلم الذي وقع عليه خلال اعتقاله بالسعودية”.
ووثَّق مُعِدُّ التحقيق أن “ملك البحرين (حمد بن عيسى آل خليفة) تدخَّل شخصياً من أجل أن تفرج الرياض عن محمد صالح، قائد الخلية المكلفة تنفيذ الاغتيالات”.
وكشف أيضاً أنه أخبر السفارة البحرينية من مقر سجنه في السعودية، بأن “على حكومة البحرين التدخل للإفراج عني، وإلا فإنني سوف أكشف المستور فيما يخص الحصول على الأسلحة من السعودية”.
وعرض البرنامج لأول مرة، شهادة الضابط ياسر الجلاهمة، الذي أوكلت إليه الحكومة البحرينية مهمة قيادة القوة التي فضَّت اعتصام دوار اللؤلؤة بالعاصمة المنامة في مارس عام 2011.
وأكد الجلاهمة أنه لم يُعثر على أسلحة في “دوار اللؤلؤة” بالمنامة في أثناء فض الاعتصام، مستدركاً: “لكن لاحقاً عُرضت صور أسلحة بعد تعمُّد جهات أمنية بحرينية وضعَها”.
تصفية 3 من آل سعود
وفي شهادة لضابط المخابرات الأمريكي السابق جون كارياكو، أكد أن “الحكومة البحرينية استسهلت مطالب الجماهير، وراهنت على ضرب الشارع السُّني بالشارع الشيعي، لكنها فشلت في ذلك”.
وقال لـ”الجزيرة”: “وجدنا في مذكرات المدعو أبو زبيدة (أحد عناصر القاعدة) أسماء ثلاث شخصيات من الأسرة الحاكمة في السعودية، وعندما اتصلت بالمسؤولين في الرياض اختفى هؤلاء ووُجدوا مقتولين”.
وأوضح الضابط الأمريكي السابق: “عندما اعتقلنا (أبو زبيدة) في 22 مارس 2002 -وهو وفق تقرير سابق لـ(الجزيرة) كان الرجل الثالث في تنظيم القاعدة وقت اعتقاله على خلفية هجمات 11 سبتمبر- وجدت معه دفتر مذكرات، وبعد فحصها عثرت بها على أرقام هواتف، من ضمنها أرقام لشخصيات من الأسرة الحاكمة في السعودية، فأرسلت التفاصيل في رسالة سرية إلى مقر الاستخبارات المركزية”.
وأضاف: “خلال أسابيع قليلة قُتل أحد الثلاثة في حادث سيارة وسط الصحراء، والثاني ذهب للتخييم بالصحراء ومات عطشاً، والثالث اختفى ولم يره أحد بعدها”.
وتابع: “بالنسبة إليَّ فقد فهمت أن هؤلاء كانوا يعرفون الكثير عن تورط حكومتهم (السعودية) في تعاملات مع (القاعدة)، أو على الأقل تورطها في تأسيس التنظيم أو علاقتها بهجمات سبتمبر 2001، وكان يجب التخلص منهم، وهذا حال بعض الحكومات في المنطقة، حيث تخلق هذا النوع من التطرف ثم تتظاهر بعدم معرفتها به أو تتخلص منه”.
تقرير البندر.. حقائق من الديوان الملكي
وتوصل التحقيق إلى أن “البحرين سعت إلى إلصاق تهمة الإرهاب بمعارضيها، لكن تقارير كشفت ما أرادت سلطات المنامة إخفاءه، ومن ضمن ذلك ما نشره صلاح البندر، المستشار السابق في الديوان البحريني”.
وقال البندر في شهادته: “الديوان موَّل قيام جماعات وأجهزة رديفة داخل الدولة بهدف العبث بالمشهد السياسي والتحشيد الطائفي السُّنّي في وجه المعارضين الشيعة”.
وأضاف: “تم إنشاء جهاز سري، مهمته إعداد أجهزة رديفة لمؤسسات المجتمع المدني، ومؤسسات تعمل على الانتخابات، وإعداد مخطط هيكلي لعزل الشيعة عن السُّنة بالكامل”.
وأوضح أنه استطاع تسريب التقرير، لأنه يملك الجنسية البريطانية، مشيراً إلى أن “أهم الملفات كانت المخطط الهيكلي لعزل الشيعة عن السُّنة، والتمويل كان من الديوان الملكي (البحريني) نفسه”.
هشام البلوشي.. جاسوس البحرين
ووثق التحقيق تجنيد السلطات البحرينية هشام البلوشي الملقب بـ”أبو حفص” في 2006، بعد تهديده بالاعتقال، وابتزازه بالإفراج عن شقيقه، وأرسلته إلى إيران للتجسس على “جماعة جند الله”، وتصوير مواقع عسكرية مهمة في طهران.
وأوضح البلوشي في شهادته (مسجلة قبل 2015)، أن الأجهزة الأمنية الإيرانية اكتشفت أمره، فاضطر للهروب إلى باكستان، ثم ذهب إلى السفارة البحرينية في إسلام آباد، وطلب منهم مساعدته للعودة إلى المنامة.
واستدرك: “لكنهم لم يقدموا أي شيء”، مشيراً إلى أنه عاد إلى البحرين بطريقته الخاصة، وبمجرد وصوله إلى المطار اصطُحب إلى جهاز أمن الدولة، وتم التحقيق معه حول ما حدث معه في إيران.
وكشف التحقيق أن المنامة جندت البلوشي، الذي قاد جماعة يطلق عليها “أنصار الفرقان”، من أجل التجسس وتنفيذ عمليات داخل إيران. لكن بعد أن طُورد مدة عامين في البحرين بعد عودته من باكستان، استطاعت طهران اغتياله في عملية خاصة عام 2015، جنوب شرقي إيران، وفق التحقيق.
وجماعة “أنصار الفرقان” التي صنفتها إيران ضمن الجماعات الإرهابية، تأسست عام 2013، نتيجة اندماج بين حركة “أنصار إيران” و”حزب الفرقان”، الذي ينحدر معظم أعضائه من أقلية البلّوش السُّنية في إيران.
وتبنَّت الجماعة الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة في مدينة تشابهار الإيرانية الساحلية جنوب شرقي إيران في 6 ديسمبر 2018، وراح ضحيته عشرات القتلى والجرحى.