الخبر وما وراء الخبر

متى ستسلم الإمارات السجون السرية في الجنوب ؟

34

تزايد الترويج لإنسحاب الإمارات من اليمن وصولاً إلى أن مستشار ولي عهد أبوظبي الدكتور عبدالخالق عبدالله بدأ بالترويج لذلك الانسحاب الذي لايزال غامضا كون لا وجود إماراتي عسكري كبير في اليمن بشماله وجنوبه سوى عدد محدود من العناصر الإماراتية تقلدت مهام قيادية وإشرافية.

فأبوظبي التي عملت على إعادة الانتشار للقوات الموالية لها في الساحل الغربي وجزيرة ميون اليمنية، واوحت لحكومة الفار هادي بانها ارخت قبضتها عن موانئ عدن من خلال السماح لرئيس حكومة الفار هادي امس الأول بزيارة الموانئ، وكذلك السماح بإدخال شحنه مالية مقدرة من 20 حاوية من فئة الـ 100 ريال كانت محتجزة في الميناء منذ 8 اشهر .

يضاف إلى قيامها بتسليم قيادة قوات الحزام الأمني في أبين للسعودية وسمحت للرياض بفتح معسكرات تجنيد في أبين، وسلمت رمزياً ايضاً قيادة الساحل الغربي للجانب السعودي، ولكنها لاتزال تخضع مطار عدن وموانئ عدن لقبضتها وتشدد وجودها عبر قوات النخبة الشبوانية في شبوة وبالقرب من منابع النفط والغاز، وتحاول إيهام العالم بانها سوف تكتفي بمكافحة الإرهاب وستتخذ من مطار الريان وعدد من مناطق حضرموت وقاعدة العند في لحج قواعد لوجودها وللقوات المعنية بمكافحة الإرهاب.

ولكن إذا كان كما يدعي مستشار محمد بن زايد الذي روج لذلك الانسحاب في مقال نشره في السي إن إن بنسختها العربية وقال ان قرار إنسحاب الإمارات من اليمن إستراتيجي وقد يخلق أرضية خصبة ومناسبة لإحياء جهود السلام وانهاء الحرب في اليمن، لماذا تتمسك الإمارات بأكثر من 27 سجن سري في عدن ولحج والمكلا وسقطرى والمخا ومناطق أخرى، ولماذا لم تسلم حتى الآن تلك السجون التي أرتكبت فيها أبشع جرائم التعذيب وأنتهكت أبناء الجنوب ولاتزال تعتقل وتخفي الآلاف منهم، فهل تعمدت الإمارات الترويج لمزعوم الإنسحاب للقيام بجرائم أو إنها ذريعة لتفجير الأوضاع في الجنوب والدفع با أبناء الجنوب إلى معارك جديدة في ظل إرتفاع الاحتقان بين القوات الموالية لها والتشكيلات العسكرية الأخرى كالموالية للفار هادي.

والسؤال متى ستعلن الإمارات عن تخليها عن السجون السرية والإفراج عن المعتقلين الجنوبيين الذين يقضون فيها سنوات دون جريمة أرتكبوها سوى أنهم ناهضوا الإمارات وسياستها الإستعمارية في الجنوب.