اليمن تقلب المعادلات
بقلم | صدام حسين عمير
الأستخفاف والتجاهل لقدرات الخصم ،وعدم التعامل معها بواقعية ووعي تؤدي الى نتائج وخيمة وانتكاسات مدوية. ولنا فيما جرى للمسلمون بغزوة حنين عبرة ،حين اغتروا بكثرتهم واستهانوا بقدرات وامكانيات قبيلتي هوازن وثقيف. فكانت الأنتكاسة لهم وبلغت القلوب حينها الحناجر وضاقت عليهم الأرض بما رحبت لولا ان جاءهم المدد الألهي بتثبيتة لنبيه المصطفى محمد صلى الله عليه واله وسلم وانزل سكينتة عليه وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم يروها للقتال معهم .
وفي عصرنا الحالي ومنذ اكثر من اربعة اعوام، وبتخطيط وتدبير من قبل الشيطان الأمريكي، اقدم قرن الشيطان النجدي و حلفه على شن عدوان غاشم غير مبرر على اليمن، بعد فشل ازلامة وادواتة في التصدي للثوار الثائرين ضد الهيمنة والتبعية للخارج، وللعلم انه سبق العدوان عدة خطوات تحضيرية للعدوان اهمها هيكلة الجيش اليمني وبأشراف خبراء امريكان واردنيون هدفها الخفي تدمير الجيش وتفكيكة والتخلص من عناصر قوته وخصوصا الصاروخية التي كانوا يعتقدوا انها تشكل خطرا عليهم .
اعتقد النظام السعودي ان شن عدوان عسكري على اليمن، هي الخطوة الأخيرة لتركيع اليمن والسيطرة عليه والقضاء على تطلعات الثوار، بالخلاص من التبعية والهيمنة الخارجية .
لقد توهم العدوان حينها انه بمجرد ان يستهدف المعسكرات والمخازن التابعة لها والمنشأت الأمنية ، والمسلمة احداثياتها مسبقا من قبل ذيولة الهاربين والقابعين في فنادقة، سوف تنهار الدولة اليمنية ممثلة في الجيش اليمني ورجال الأمن وبالتالي انهيار شعبي تام خلال شهر كحد اقصى.
لقد اعتقد العدوان حينها ان اليمنيون هم على شاكلة من هم مسجلين في كشوفات اللجنة الخاصة السعودية، من يتقاضون اموال العمالة وان لا كرامة لهم و سوف يسلمون له بلدهم يتحكم فيه وفي مصيرة.
يبدو من ذلك ان علة الزهايمر انست سلمان ودبه الداشر عن من هم اهل اليمن، وعن حضارتهم، وتاريخهم الساطع قبل الأسلام وبعده، وعن مقارعتهم للامبراطوريات الطامعة في اليمن وجعل تراب اليمن مقبرة لهم ولطموحاتهم لقد نسي او تناسى النظام السعودي انه لا تاريخ و لاحضارة لهم عدا سروال مؤسسهم والذي ربما يكون سروال احد الحجاج اليمنيون الذي قتلهم النظام السعودي في مذبحة تنومة الشهيرة.
بينما في الجانب الأخر اليمنيون منذ اليوم الأول للعدوان تمسكوا بحبل الله المتين، والتفوا حول قيادتهم الثورية لمقارعة العدوان وازلامة ،غير أبهين بفارق القوة والأمكانيات العسكرية والمادية .
ونتيجة لمعرفة قيادة الثورة بوحشية واجرام العدو وغرورة، فكان لابد من خلق توازن في ميزان القوى، فركزت جهودها في هذا المجال بعد التوكل الله والأستفادة من الأمكانيات المتاحة، بما في ذلك العقول المتخصصة والمؤهلة والتي عمد النظام السابق على تهميشها اوالتخلص منها ان لزم الأمر.
واليوم وبقدرة الله وتمكينة تمكنت هيئة التصنيع العسكرية للجمهورية اليمنية من ابتكار وصناعة اسلحة متطورة ورادعة وفي جميع التشكيلات العسكرية البرية والبحرية والجوية من القناصة المتطورة مرورا بالصواريخ البحرية والباليستية القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى الى الطائرات المسيرة بجميع اصنافها الأستطلاعية والمقاتلة حيث اصبحت عواصم ومنشأت دول العدوان الحيوية في مرمى نيران اسلحتنا.
وللعلم انه وفي اطار الجهود الجبارة المبذولة من قبل القيادة وهيئة التصنيع العسكري للجمهوربة اليمنية، في سبيل انتاج وصناعة اسلحة متطورة ورادعة، لم تغفل عنهم قضية الأمة المركزية القضية الفلسطينة وقدسها السجين، فكانت باكورة الانتاج الحربي صاروخ قدس الباليستي، ليعلم العدو وجميع المنبطحين والمهرولين من العرب والمسلمون نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني ان اليمنيون وفي اطار دفاعهم عن بلدهم لم يغفلوا عن القدس الجريح طرفة عين ، في اطار اعداد العدة للمعركة المصيرية للامة الأسلامية للتخلص من الغدة السرطانية(الكيان الصهيوني) المتواجدة في جسد الأمة ولسان حالهم يقول القدس موعدنا ولو غاب من غاب .