تقرير نادر لفرانس برس حول تجنيد الإمارات للمرتزقة الكولومبيين وإرسالهم للقتال في اليمن
باريس – خبر للأنباء (أ ف ب)
تقرير نشرته وكالة فرانس برس، وهي تعتبر حالة نادرة من نوعها للوكالة الفرنسية العالمية إزاء الإمارات العربية المتحدة التي تخصص لها حيزا كبيرا لتغطية أخبارها المحلية، حول تجنيد الدولة الخليجية الثرية بالنفط لمرتزقة من كولومبيا لأجل القتال في اليمن.
وذكر ضابطان سابقان وخبير امني لوكالة فرانس برس ان الامارات ارسلت سرا نحو 300 من المرتزقة الكولومبيين للقتال نيابة عن جيشها في اليمن – (تحدقت الصحافة الغربية والكولومبية والأمريكية عن أعداد أكبر)- ودفعت مبالغ كبيرة لتجنيد جيش خاص من الجنود الجنوب اميركيين المدربين والمتمرسين على القتال.
– «سوق القتال في اليمن».. الجنسية الإماراتية للمرتزقة الكولومبيين وعائلاتهم
– دور الولايات المتحدة في «تجارة المرتزقة» مع الخليج لـ «حرب اليمن»
– الإمارات ترسل مرتزقة كولومبيين وجنوداً من بنما والسلفادور وتشيلي للقتال في اليمن (ترجمة)
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها ان خبرة الجنود الكولومبيين السابقين في قتال المليشيات اليسارية وتجار المخدرات في بلدهم شجع الامارات على الاستعانة بهم نظرا لان جيش الامارات قليل الخبرة نسبيا.
وتشارك الامارات في التحالف العربي الذي يقاتل المتمردين الحوثيين في اليمن.
وقال ضابط سابق في الجيش الكولومبي لوكالة فرانس برس في بوغوتا ان “الجنود الكولومبيين معروفون بمهاراتهم القتالية نظرا لأنهم تدربوا على قتال المليشيات”.
واضاف “الكولومبيون لديهم سنوات عديدة من الخبرة في خوض الحروب”.
وغالبا ما تلجأ شركات الامن الخاصة في العالم لتوظيف الجنود الكولومبيين في مناطق النزاع ومن بينها العراق وافغانستان والسودان.
وكان الضابط السابق وهو رجل عمره 48 عاما ترك الجيش في اواخر التسعينات، وعمل في السابق في شركة بلاكووتر التي اثارت الجدل والتي غيرت اسمها الى “اكاديمي”.
واضاف انه ابتداء من 2010 تقريبا بدأت الامارات في تجنيد الكولومبيين لتشكيل جيش خاص في قاعدة وسط الصحراء تدعى مدينة زايد العسكرية.
ويحصل الكولومبيون من قادة القوات الخاصة او قائدي المروحيات في شركة بلاكووتر على مبلغ 3300 دولار شهريا، اي اقل بخمس مرات من المبلغ الذي يتلقاه المتعاقدون الاميركيون، ولكنه يعتبر ثروة صغيرة بمعايير كولومبيا.
واضاف انه “لم يتم تجنيدهم لخوض مهمات قتالية بل للقيام بمهام الامن والحماية. ولذلك فانهم لا يعتبرون مرتزقة”.
وقال المصدر ان الامارات خططت في البداية لارسال 800 كولومبي، الا ان المجندين رفضوا ذلك، واشتكوا من ان القتال في اليمن يتجاوز شروط عقودهم الاصلية.
واضاف “كان من المفترض ان يشارك الكولومبيون في تلك المعارك دون ان يلاحظهم احد بوصفهم جنودا اماراتيين، وقد دفع ذلك عددا كبيرا منهم الى رفض الخدمة (..) وقالوا ان عقودهم تقضي بعملهم في الامارات وليس القتال في حروب نيابة عن اخرين”.
وقال ان الامارات حاولت اغراء هؤلاء المجندين من خلال اقتصار مناوباتهم على ثلاثة اشهر، وعرض دفع 120 دولارا اضافية عن كل يوم قتال.
وذكر مصدر كولومبي اخر هو خبير الشؤون الامنية جون مارولاندا ان الراتب السخي الذي تدفعه جهات خارجية يتسبب في فقدان الجيش الكولومبي للخبرات العسكرية المدربة بسبب ضعف الرواتب.
وقال “في العام 2011 بدأ الاشخاص المدربون بشكل جيد في المغادرة”.
واضاف “الامارات تشارك في التحالف من خلال ارسال مرتزقة بشكل سري الى اليمن. وصحيح ان من بين هؤلاء المرتزقة جنود سابقين في الجيش الكولومبي”.
وذكر ضابط كولومبي سابق طلب عدم الكشف عن هويته ان ذلك “خلق عددا كبيرا من المشاكل” لوزارة الدفاع الكولومبية.
وصرح لفرانس برس ان “افضل الضباط يتوجهون الى الامارات التي لا تجند مواطنيها وتفضل تجنيد الاشخاص الجاهزين والمتخصصين”.
وخاض الجيش الكولومبي على مدى خمسة عقود نزاعا ضد الجماعات اليسارية المتمردة.
وادى النزاع الى مقتل اكثر من 220 الف شخص، وكانت كتائب الاعدام ومهربي المخدرات اطرافا فيه.