*سياسيون ومثقفون لـــ” ذمار نيوز “: ورشة البحرين محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، وفرض الهيمنة الإسرائيلية الكاملة على الشرق الأوسط.*
أثار مؤتمر البحرين الذي دعت إليه المنامة وواشنطن والذي عرف باسم “ورشة عمل السلام من أجل الازدهار بهدفِ التشجيع على الاستثمار في الأراضي الفلسطينية”, جدلا في الأوساط العربية، ورفضت بعض الدول المشاركة فيه خوفا من تطبيق ما يسمى بـ”صفقة القرن” على أرض الواقع، بينما أعلنت دول مثل السعودية ومصر والأردن والمغرب مشاركتها في ورشة عمل البحرين “الهادفة إلى عرض المنافع الاقتصادية التي يمكن أن يجلبها اتفاق سلام.
ذمار نيوز ألتقى عددا من السياسيين والكتاب والمثقفين, وطرح عليهم تساؤلات مفادها: ما الهدف وراء انعقاد مؤتمر المنامة الاقتصادي؟ ولماذا وقع الاختيار على البحرين للاستضافة؟, وكانت الحصيلة الآتي:
*استطلاع/ أمين النهمي*
في البداية أوضح الكاتب والمحلل السياسي/ إبراهيم الحمادي, بالقول: إن المُشاركة في مُؤتمر البحرين لتصفية القضيّة الفِلسطينيّة تواطُؤ واضح وبيع مباشر لها، من حيث أن الشعوب العربية والإسلامية تخوض منذ سنين معارك قاسية وضارية لدحر هذا المشروع الاستعماري المشؤوم واسترجاع المقدسات الإسلامية، ومن الملاحظ أن الأمريكيّة الصهيونية استطاعت تمرير صفقاتها المَسمومة منذ دخول الصهاينة للأراضي المقدسة وذلك عن طريق العرب المتصهينين الذين أنشأتهم الصهيونية العالمية بهدف تصفية القضيّة الفِلسطينيّة، وها هي اليوم تحاول عبر ما يسمى ورشة العار في البحرين التي أعدوا لها وجه بلفور الآخر كوشنر، واستطاع الدب الداشر الأمريكي صهر العرب المتصهينين وحشدهم الى مؤتمر الخيانة في البحرين في حالة غياب أهل القضية والأولى بها وهم الفلسطينيين، ليكون الصهيانية العربان الذين أنشئتهم الإمبريالية الصهيونية الأمريكية من أجل هكذا موقف، وكلاء في بيع فلسطين عن أهلها اهل الأرض، ويقبضون مقابلها مبالغ تافهة، بمسميات استثمارية واقتصادية تكون فيه دولة للصهاينة ودولة للفلسطينيين محدودة في القطاع والضفة الغربية وسيناء المصرية ليتربع الصهاينة على الأرض العربية المقدسة ولا يستطيع أحد إخراجهم منها، والغريب من ذلك أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة متخاذلة ومتهاونة معهم وهي تعلم بأنهم تجاوزوا القوانين والأعراف الدولية.
وأضاف الحمادي بالقول: وقد أصبحت الأنظمة العميلة تتعامل مع قضية الأمة فلسطين كصفقة استثمار واقتصاد وسلام ، يريدون بيعها تحت مسمى عودة السلام الى الشرق الأوسط، ورصدوا 50 مليار لبيع فلسطين، التي أهانوا بها العرب والمسلمين الأحرار في هذا العالم الذين لم يساوموا بقضية فلسطين ولن يخذلوها طالما بقيت في عروقهم الدماء، وما يجب أن يدركه كوشنر وسماسرته من صهاينة العرب، أن فلسطين لا تباع ولا تشترى، وكما قال السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه عندما يعطون السمك طعماً في سنارة الصيد ليس رأفة بها وانما للإيقاع بها، وهكذا هي صفقات اليهود، وهدف هذا المؤتمر سياسي بالدّرجة الأُولى يتمثل في توفير منصة للاعتراف الرسمي بين دول الخليج من بينها السعودية والإمارات على وجه التحديد مع الاحتلال الصهيوني والتي تكشفت بتطبيعها مع الكيان الغاصب، وقد طعنوا الأمة العربية بخنجر مسموم في الظهر، ومن صوروها عدوة للإسلام ووصفوهم بالروافض والمجوس والمليشيات والطغاة في الجمهورية الإسلامية في إيران وجمهورية العراق والجمهورية العربية السورية والجمهورية اليمنية بقيادة المجلس السياسي الأعلى بصنعاء وحزب الله الشريف هم من أثبتوا لهذه الأمة الذين أثبتوا من يدافعون بكل قوتهم وجهودكم ويدعمون القضية الفلسطينية ولم يفرطوا بها ولو قنطاراً ، ومن صوروا أنفسهم حماة الدين ومنبع الإسلام تجلت عنهم الأقنعة وفضحوا أنهم من ساوموا واعلنوا التطبيع مع دول الكيان الصهيوني بكل تبجح وتفاخر، وكما هو نصيب البحرين بثورته المقدسة في وجه الطغاة والعملاء وأمراء التطبيع كان الهدف هم في عقد هذه الورشة ليصمتوا الصوت البحريني الرافض لنظام العمالة من جهة ، واختيرت البحرين للورشة كونها عربية ويتقبل العرب فكرة التطبيع والمشاركة في مسخ القضية الفلسطينية وبيعها للصهاينة، ومن شارك من الحكومات المحسوبة عربية التي أرسلت ممثليها لحضور ورشة البحرين شريكة في هذه المؤامرة والتواطؤ المؤسف والمُخجِل، حتى لو زعمت أنّها قالت “لا” في أروقته، ويتضح من وراء هذه الخطوات السياسية التي تعقد بشكل متكرر الهدف الذي تسعى إليه السياسة الأمريكية منذ انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط وهو الذي يتحقق فيه تصفية القضية الفلسطينية على مراحل واغلاق ملف الصراع العربي الصهيوني بما يحقق الأمن والسلام للكيان الصهيوني حتى يستمر في أداء دوره الوظيفي في حماية المصالح الحيوية للمركز الامبريالي العالمي .
وختم الحمادي قائلا: إن الضرورة الوطنية والقومية اضحت بحاجة ماسة لصياغة ما يشكل موقفا عربيا رسميا موحدا يعبر بصورة واضحة عن الرفض الحازم لشطب هاتين القضيتين من المشروع الأمريكي الذي يعرف بصفقة القرن التي عقد اول حلقاتها في مؤتمر البحرين الاقتصادي وبمشاركة عربية وإسرائيلية، وهذه الوحدة في الموقف تكون بقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران تنطوي تحتها الدول العربية والإسلامية وشعوبها الأحرار الذين لايساومون ولا يفرطون في ارض فلسطين، مهما تخاذل بعض أنظمة العرب في الدفاع عن هاتين القضيتين، وبعض الأحرار والشرفاء اتضحوا بعد هذا المؤتمر، وعرف المبطلون والفاسقون، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
وأوضحت الكاتبة / خولة العفيري, (مسؤولة العلاقات العامة اتحاد كاتبات اليمن), بالقول: كــان الهدف من ورشة العار تدجين الشعوب العربية المسلمـة وتطويعها خدمة لأمريكا والكيان الغاصب؛ وللتخليّ عن مبادئهم خطوة خطوة لبيع القضية الفلسطينية والتطبيع مع العدو من باب الاستثمار في مشاريع لا تفيد إلا العدو في غياب أي حل سياسي.
وأضافت: وليست جديدة اوغريبة في صفحاتهم القاتمة المكفهرة المسودة بسواد أعمالهم وقبح افعالهم المشؤومة التي لا تمت للعروبة والدين الإسلامي بشيء ولا يخفى علينا بأنهم باعوا دينهم وقيمهم السامية واستبدلوها بالمهانة والذل والعبودية للأمريكان والصهاينة.
وقالت العفيري: قبل أن تُعقدّ ورشة العار التي لُطخت بها عروبتهم وفقدوا بعدها ماء وجوههم ان تبقى منه قطرات .. حريصون كل الحرص على أن تقام مثل هذه الورشات والمؤتمرات في بلدان عربية ليقيسوا من خلالها نبض النخوة والعروبة في الحكام العربان. فأن لم يجدوا الغيرة والحمية والدين يعملوا حينها ما يشاؤون وتبقى هذه الدول البقرة المُطيعة الحلوب للمشاريع الصهيوأمريكية.
وفي استطراد تفصيلي تحدث الأستاذ/ إبراهيم محمد علي الحمزي, (قيادي في اتحاد القوى الشعبية), قائلا: دلالات المؤتمر عديدة من أهمها أن مؤتمر المنامة إعلاناً رسمياً عن انطلاق صفقة القرن، أو بالتحديد بدء الشق الاقتصادي من الصفقة، بعد أن بدأ الشق السياسي منها على شكل قرارات أمريكية تُغير مرجعية حل الصراع من المرجعيات الدولية ممثلة في القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، إلى مرجعيات جديدة مصدرها الادارة الأمريكية المنسجمة مع الرؤية الإسرائيلية لإنهاء الصراع، وفي هذا الإطار تم إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتم إعلان نهاية حل الدولتين الذي تقوم عليه كل مشاريع التسوية الأمريكية السابقة لإدارة ترامب، وتم إعلان شرعية المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وتم اسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ووقف المساعدات لوكالة الأونروا، والإعلان عن خطة التوطين للاجئين، وغيرها من القرارات الأمريكية التي تُغيّر طبيعة ومرجعية الصراع.
وأشار الحمزي بالقول: ورشة البحرين بطبيعتها الاقتصادية جزء مما يُعرف بالسلام الاقتصادي في صفقة القرن، والسلام الاقتصادي يعني ببساطة تحويل القضية الفلسطينية من قضية وطنية، قضية شعب تحت الاحتلال، يسعى لتحرير وطنه والعودة إليه والاستقلال الوطني، إلى قضية إنسانية، شعب يسعى إلى تحسين أوضاعه الاقتصادية وظروفه المعيشية تحت الاحتلال، وتحويل الحل السياسي للقضية الفلسطينية إلى الحل الاقتصادي، وكأن مشكلة الشعب الفلسطيني في المأكل والملبس والمسكن والخدمات وغيرها، في تجاهل واضح لسبب نكبة ومأساة الشعب الفلسطيني وهو كيان الاحتلال منذ عام 1948., هذه الورشة في حقيقة الأمر حلقة من حلقات الخيانة ومكياج زائف لتسهيل تمرير صفقة القرن، وعهر سياسي قبيح يتناقض مع قولهم بأن هذا المؤتمر هو دعم للاقتصاد الفلسطيني بينما يمارسون أسوأ واشد حصار على غزة منذ اكثر من عشر سنوات؟ هذا الحصار الذي يمثل ابادة جماعية!!, وحتى الدعم الاقتصادي الكريم المزعوم سيمر عبر البوابة الأمريكية والإسرائيلية في إطار تصفية القضية الوطنية الفلسطينية بدلاً من أن يمر عبر البوابة العربية في إطار دعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني للاحتلال وإبقاء قضيته الوطنية حية حتى التحرير والعودة.
وأضاف: كما أن هذه الورشة ستكون بداية انطلاق عملية التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، وهو الهدف الثاني في صفقة القرن بعد تصفية القضية الفلسطينية، وشرعنة هذا الوجود، بإنجاز الاعتراف العربي بالكيان، بعد الاعتراف الدولي به، وشرعنة الكيان (دفن خطة السلام العربية التي أعلن عنها في القمة العربية في بيروت ) سيكون مصحوباً بدمجه في المنطقة العربية والإسلامية كدولة طبيعية، بل ورائدة لحلف أمريكي عربي ضد دول أصيلة في المنطقة وجزء من الأمة الإسلامية كإيران، وهذه الورشة تساهم بقوة في تحقيق هذا الهدف والحُلم الصهيوني بتحويل دولة (إسرائيل) إلى دولة اقليمية كُبرى في المنطقة بالمفهوم السياسي والاقتصادي.
وفيما يتعلق باختيار على البحرين للاستضافة, أكد الحمزي بالقول: مملكة البحرين أكثر الدول الخليجية مؤهلة لاستضافة المؤتمر الأمريكي بعد أن باتت الحاضنة للمخططات الإسرائيلية والأمريكية ولكل المشاريع التطبيعية، وهي الدولة السبّاقة في عمليات التطبيع مع العدو منذ التسعينيات من القرن الماضي، ومنذ التقاء سلمان بن حمد آل خليفة بشمعون بيريز عام 2000 في منتدى دافوس الاقتصادي، ومنذ أن رفعت البحرين الحظر على البضائع الإسرائيلية عام 2005، ومنذ إغلاق مكتب المقاطعة الإسرائيلية عام 2006، وزيارة وفد بحريني رسمي كبير للكيان عام 2017. ومنذ أن قال وزير خارجية البحرين أن التهديد الإيراني أخطر وأهم من القضية الفلسطينية مطلع هذا العام. كما أمرت وزارة الشئون الإسلامية البحرينية بوقف الخطب المناهضة لـ(إسرائيل) في المساجد… وبذلك فازت مملكة البحرين (العُظمى) بسباق المارثون الخليجي للتطبيع مع (إسرائيل)، وتربعت على عرش القابلية للتماهي مع المخططات الصهيوأمريكية في المنطقة.
الكاتب والناشط الثقافي / عبدالله الدومري العامري, تحدث بالقول: انعقاد مؤتمر المنامة هي رسالة لبقية الشعوب العربية والإسلامية التي ترفض التطبيع مع الكيان الصهيوني وتهيئة وتثبيط بقية الشعوب المقاومة للاحتلال الإسرائيلي بأن لا حاجة لمعاداة إسرائيل وإن الوقت حان للسلام مع إسرائيل ولشرعنة الوجود الإسرائيلي والاعتراف العربي به وقد أثبت الفشل الذريع للأنظمة العربية التي كانت تطبع مع الكيان الصهيوني وتحيك المؤامرات على القضية الفلسطينية لسنوات عديده وقد كشفت خيانة الدول العربية المشاركة في المؤتمر للقضية الفلسطينية ، وفي نفس الوقت فقد كشف وفضح مؤتمر المنامة حقيقة البعض ممن من يتشدقون بالقضية الفلسطينية ويعتبرونها القضية الأساسية.
ويرى العامري: بأن السعودية والإمارات اختارت البحرين بعناية لتتصدر الدول المطبعة مع إسرائيل علنا وفعلا كانت البحرين من الدول السباقة في التطبيع مع الكيان الصهيوني منذ التسعينات, ومنذ التقاء سلمان بن حمد آل خليفة بشمعون بيريس عام 2000 في منتدى دافوس الاقتصادي ومنذ أن رفعت البحرين الحظر على البضائع الإسرائيلية عام 2005، ومنذ إغلاق مكتب المقاطعة الإسرائيلية في البحرين عام 2006، وزيارة وفد بحريني رسمي كبير للكيان عام 2017. ومنذ أن قال وزير الخارجية البحريني هذا العام أن التهديد الإيراني أخطر وأهم من القضية الفلسطينية ، حتى إن وزارة الشئون الإسلامية البحرينية قامت بوقف كل الخطابات المناهضة لإسرائيل في المساجد, ولكن بفضل الله فهناك وعي شعبي كبير لدى غالبية الشعوب العربية والإسلامية بالمؤامرات الصهيونية والعربية على القضية الفلسطينية ، وسيبقى الأقصى والقضية الفلسطينية القضية الرئيسية للشعوب العربية والإسلامية وعلى رأسها الشعب اليمني.
من جهتها الكاتبة والناشطة المجتمعية/ دينا الرميمة, علقت بالقول: عندما تتطلع على بنود مضمون صفقة القرن يتأكد لك جلياً انها بيع للقضية الفلسطينية التي عمرها اكثر من سبعين عام وظلوا خلال هذه السنوات يقدمون الشهداء و يبذلون الدماء لأجل القدس التي جاءت هذه الصفقة لتقدمها على طبق من ذهب للكيان الصهيوني فلا فلسطين من غير القدس ولن تكون القدس الا لفلسطين, وكما تتضمن هذه الصفقة الهيمنة من الكيان الصهيوني سياسيا و عسكريا على الفلسطينيين من خلال نزع اسلحتهم منه ليبقى الشعب الفلسطيني تحت الهيمنة الاسرائيلية وتحت رحمة اليهود، وهذه الصفقة كما قال عنها كوشنر صهر ترامب فرصة القرن لكن لأمريكا وليس لفلسطين.
وتعتقد الرميمة أن اختيار المنامة: لأنها الدولة الخليجية الاكثر رفضاً لحكامها وافعالهم التطبيعية لهذا ارادوا ان يوصلوا لهم و لغيرهم ممن يرفضوا التطبيع رسالة مفادها باننا سنفعل ما اردنا وعلى اراضيكم.
ويؤكد الاستاذ/ عبدالرحمن الشبعاني, (كاتب وناشط ثقافي), بالقول:الهدف واضح.. هو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، ومصادرة القدس و بقية الأراضي الفلسطينية، وفرض الهيمنة الإسرائيلية الكاملة على فلسطين سياسيا وعسكريا وحتى جغرافيا.. وهذا ظاهر من خلال بنود الخطة المطروحة في ورشة المنامة البحرينية التي تضمنت إحدى عشر نقطة..هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى: إيران كونها الدولة المناهضة الأقوى للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، وهذا يتجلّى من خلال اختيار البحرين مكانا للورشة الاقتصادية المزعومة.
وأشار الشبعاني: إلى أن اختيار البحرين لم يكن صدفة، ولا عفويًّا, حيث كان الاختيار لعدة أشياء منها: لأنهم تلقّوا صفعة مدوية في رمضان عندما كان مؤتمر مكة، واستهجنهم غالبية العرب والمسلمين، فكان من اللازم تغيير المكان., وكذلك تعزيزا لهيمنة النظام البحريني المرفوض تواجده من قبل الشعب هناك, كما إن ورشة المنامة في حد ذاتها لا تخرج عن كونها عمل استخباراتي للاطلاع على الخريطة البحرينية عن قرب، وإعادة رسمها من جديد ضمن خارطة الشرق الأوسط الجديد الذي تخطط له الصهيونية العالمية, إضافة إلى كون البحرين منطقة حدودية مع المياه الإقليمية لإيران، فورشة المنامة فرصة ذهبية بإمكانية تواجد عناصر سياسية استخباراتية أمريكية وإسرائيلية لرسم واختيار المواقع المناسبة لتواجد قواعد أمريكية في المياه والأراضي البحرينية إلى جانب القواعد المتواجدة في المياه الخليجية للسعودية والإمارات وكذا العراق.
وأختتم بالقول: هناك مخطط كبير لاستهداف إيران, وكما قلتُ سلفًا: بما أن إيران مناهضة ورافضة بقوة لبيع القضية الفلسطينية وللمشروع الصهيوني ككل، فاختيار البحرين فيه رسالة للنظام الإيراني مفادها: (نحن متواجدون وبالقرب منكم وسنفعل ما نريد، ولسنا مستعجلين في الرد على إسقاط الطائرة بلا طيار التي أسقطتها دفاعاتكم الجوية), وهذا معناه: أن حربًا عسكرية أمريكية ستكون ضد إيران لا محالة, فتمرير المشروع الصهيوني في المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية لا يتم ولن يتم دون قطع اليد الإيرانية بشكل تام.
أما الأستاذة / كوثر العزي, (كاتبة وناشطة ثقافية), تحدثت بالقول: الهدف من ورشة العار الاقتصادية (السياسية بامتياز) المنعقدة في المنارة هو الامتثال والاستجابة لشيطان العصر ترامب لتمرين صفقة القرن ولتنفيذ مشروع التطبيع والطاعة العمياء للبيت الأبيض وبيع فلسطين العربية وتقديمها عربون ولاء وقربان محبة لأسيادهم في البيت الأبيض وتل أبيب وبيعها بيع نفاذ لا رجعة فيه.
وأضافت العزي: تعتبر البحرين اكثر من يستقبل الإسرائيليين بعنوان مزعوم هو التسامح بين الأديان!, وطالما حملت البحرين راية التطبيع بالوكالة عن السعودية متصدرة واجهة الأنظمة العربية المقاولة في ثوابت أمتها.
والهدف السعودي من إيكال المهمة إلى حديقتها الخلفية هو جس نبض الشارع العربي، والبحرين على أتم الاستعداد للمهمة. فالمنامة هي الأكثر استفادة من فكرة شيطنة الجار الإيراني لضرب حراك داخلي يعري شرعية سلطتها، إذ لطالما رمت بأسباب الرفض الشعبي للعائلة الحاكمة إما بإيران ومؤخراً بقطر!.. هكذا هي البحرين جاهزة دائماً لشيطنة الآخر، وعلى استعداد دائم لمصافحة الشيطان، طالما سيضمن لها قبضتها على الحكم، وهذا ما “ضمنه” دونالد ترامب لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة منذ لقاء الرجلين على هامش قمة الرياض في مايو 2017.
من جانبه الأستاذ/ مطهر يحيى شرف الدين, ( كاتب ومحلل سياسي), تحدث بالقول: أعتقد أن الهدف الحقيقي الذي ترمي إلى تحقيقه أمريكا وإسرائيل هو وضع اليد الصهيوأمريكية على الاقتصاد الفلسطيني خصوصاً والاقتصاد في الدول العربية المجاورة ودول الخليج عموماً ، ولذلك ليس بجديد ما تقوم به أمريكا وإسرائيل في الوطن العربي ككل من محاولات منذ عدة عقود من الزمن في بسط النفوذ و الهيمنة الاقتصادية والسياسية في المنطقة والتحكم في مقدرات وثروات الشعوب العربية وذلك بأن يظل العرب عالة على غيرهم
بالنسبة للوضع المعيشي وأن تصبح إسرائيل بدرجة أساسية هي صاحبة القرار الذي يسعى في نهاية المطاف إلى التحكم بالمقدسات الإسلامية والعمل على تحقيق آمالهم في ما يسمى بأرض الميعاد ، ولذلك ليس لهم إلا أن يلجأوا إلى المكر والخداع واتخاذ أساليب ظاهرها تنموي وإنساني وباطنها احتلال وفرض هيمنتهم على فلسطين لتحقيق أهدافهم الخفية كما ذكرنا سلفا.
وتابع شرف الدين القول: إن اختيار دولة عربية كالبحرين لتكون ساحة لانعقاد المؤتمر هو لشرعنة مخرجات ونتائج المؤتمر ، فعندما تشارك زعامات عربية في المؤتمر وتبارك انعقاده في أرض عربية فإن معنى ذلك أن العرب هم من سعوا ودعوا إلى انعقاد المؤتمر وبالتالي يكون لمخرجات المؤتمر حجة على أصحاب الرؤى الضيقة من المعنيين السطحيين بتنفيذ توصيات المؤتمر بمعنى أن المؤتمر المنعقد جاء بطلب ورغبة من العرب أنفسهم لكن وبالرغم من ذلك كله فإن الشعوب العربية في فلسطين ولبنان والمغرب واليمن أكثر وعياً وإدراكاَ للمخططات والمؤتمرات التي كان مؤتمر البحرين جزءً منها ، وقد شاهدنا جميعا المظاهرات والاحتجاجات والشعارات المناهضة للمؤتمر ، ولذلك فإن استمرار تحرك الشارع العربي بلا شك سيقف حائلاً دون نجاح تلك المشاريع التآمرية الصهيوأمريكية
بدورها الأستاذة / كاتبة يحيي السني (عضو اتحاد كاتبات اليمن يمنية مُقيمة في كندا), أوضحت قائلة: علينا العودة للخلف الى عام 1978 ، خلال قمة كامب ديفيد للسلام قدم الرئيس الأمريكي جيمي كارتر للمفاوضين الإسرائيليين والمصريين مشروع اتفاق للسلام كان بمثابة أساس للمناقشات خلال القمة هذا المشروع كان النواة لصفقة القرن, وفي في عام 2000 حاول الرئيس بيل كلينتون اتباع نهج مماثل بعد 22 عامًا من ذلك الاجتماع اللذي غرس نواة فكرة صفقة كبيرة ، قام الوسطاء بصياغة وتقديم خطط سلام تتضمن تقديم مساعدات وهبات للدول المعنية بلمف السلام ومن يقف خلفهم .
وأضافت السني: صفقة ترامب لم تخرج عن هذا الاطار ابدا فجوهرها الاساسي هو ضخ عشرات المليارات من المساعدات الاقتصادية للفلسطينيين في الضفة ، وكذلك على مصر والأردن وربما حتى لبنان. من اجل الحصول على اعتراف كامل بالدولة الاسرائيلية الجديدة ونسيان موضوع حل الدوليتين والقبول بان يكون للفلسطينيين كيان داخل الدولة الاسرائيلية المزعومة. وتوطين اللاجئين في الدول المجاورة مقابل مبالغ مادية كبيرة تدفع كهبات لهذه الدول.
وقالت السني: يتعجب الكثير من المتابعين للشأن الدولي من سبب اختيار البحرين بالذات لتمرير صفقة القرن خصوصا مع عدم وجود أي ثقل سياسي لها بالمنطقة، السر يكمن في عدم رغبة السعودية والإمارات (أكبر حليفين للولايات المتحدة بالخليج) في إثارة الشعوب العربية ضدهما في حال استضافة أي منهما مؤتمر الإعلان عن الصفقة فهم في موقف سيء حاليا بعد سنوات من الحرب الدموية ضد الشعب اليمني لذلك اختيار المنامة جاء لحفظ ماء وجه السعودية والإمارات وابعادهما عن دائرة الضوء حاليا, السبب الثاني المهم هو ان البحرين من اكثر الدول العربية تطبيعا مع اسرائيل واكثر الدول التي لها علاقات متينه مع اسرائيل.