المراكز الصيفية.. استثمار أوقات فراغ النشء وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة
التحق الآلاف من الطلاب والطالبات بالمراكز والمخيمات الصيفية للعام الجاري والبالغ عددها 2600 مركزاً صيفياً بأمانة العاصمة ومختلف المحافظات.
تستهدف المراكز والمخيمات الصيفية التي أصبحت تقليداً سنوياً لاستثمار فترة الإجازة الصيفية بأنشطة وبرامج علمية وتربوية وثقافية، لاكتشاف المواهب وتنمية وتطوير قدرات الملتحقين بها في مختلف الجوانب العلمية والثقافية والرياضية.
وما يميز المراكز الصيفية هذا العام، شمولية برامجها لحلقات القرآن الكريم وعلومه والفهم السليم لمضامين كتاب الله عز وجل وتدبر معانيه وما تتضمنه من قيم سامية لتحصين النشء والشباب من التطرف والغلو.
وتكتسب المراكز الصيفية، أهمية كبيرة في استغلال فترة العطلة الصيفية بما يعود على الطلاب والطالبات بالفائدة في حياتهم العلمية والعملية وعلى المجتمع بصورة عامة فضلا عن دورها في تقويم السلوك وتعزيز المفاهيم والاستزادة من العلوم الدينية والثقافة القرآنية .
وتشهد حلقات القرآن الكريم بالمراكز الصيفية هذا العام والتي يشرف عليها نخبة من العلماء والمشائخ الأجلاء إقبالا من قبل الملتحقين، للانتظام فيها لتعلُّم القرآن الكريم وحفظه والتزود من علومه وأحكامه.
وفي هذا الصدد أشار وزير الأوقاف والإرشاد نجيب ناصر العجي إلى جهود الوزارة ممثلة بقطاع تحفيظ القرآن الكريم في خدمة كتاب الله عز وجل وتكريس القيم والمبادئ الفاضلة النابعة من القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وأوضح أن المراكز الصيفية لتعليم الواجبات الدينية، بأمانة العاصمة والمحافظات تستهدف تعليم الملتحقين ورفع وعيهم وتهذيب أخلاقهم وتنمية مداركهم بما يسهم في بناء جيل متسلح بالعلم والإيمان بعيداً عن الغلو والتطرف، بالإضافة إلى تأهيلهم في مختلف الجوانب التي تنفعهم مستقبلا.
ولفت الوزير العجي إلى أن المراكز الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم تستهدف إعطاء دروس للطلاب في مجالات القرآن والتفسير والتجويد والفقه، إضافة إلى محاضرات توعوية حول ما يتضمنه القرآن الكريم من حث على ترسيخ قيم التكافل بين أفراد المجتمع.
فيما أوضح عضو اللجنة التنفيذية العليا للمراكز الصيفية وكيل وزارة الأوقاف لقطاع تحفيظ القرآن الشيخ صالح الخولاني، أن اللجنة تشكلت هذا العام من وزارات الأوقاف والإرشاد والإدارة المحلية والشباب والرياضة والتربية والتعليم والتعليم الفني والتدريب المهني والإعلام والثقافة.
وأشار إلى أن برامج المراكز الصيفية للواجبات الدينية تتضمن حلقات القرآن الكريم والعلوم الشرعية والثقافة القرآنية التي تحافظ على الهوية الإيمانية وتعزز من السلوك والأخلاق.
وذكر الشيخ الخولاني أن المراكز الصيفية هذا العام بلغت ألفين و600 مركزا على مستوى أمانة العاصمة والمحافظات، منها مراكز صيفية للفتيات، تتنوع فيها الأنشطة الدينية والبرامج الثقافية والمهنية والرياضية واللغة ودروس تقوية في المواد العلمية والحاسوب وغيرها.
ولفت إلى أن طابع المراكز الصيفية وطني بحت بعيد عن التعصبات المذهبية والحزبية والعنصرية والمناطقية أو الطائفية، هدفها الحفاظ على الهوية الإيمانية وتعزيز قيم الولاء الوطني في نفوس الطلاب والطالبات.
فيما أشار عضو اللجنة العلمية المركزية بالمراكز الصيفية مدير عام المساجد بوزارة الأوقاف محمد الفقيه إلى أن المراكز الصيفية هذا العام تضمنت مراكز نموذجية على مستوى أمانة العاصمة ومراكز المحافظات.
وأكد أن أهمية المراكز الصيفية تمكن في تحصين الطلاب والطالبات علمياً وثقافياً واستيعابهم خلال فترة الإجازة الصيفية في برامج وأنشطة تنمي قدراتهم ومهاراتهم المختلفة.
واعتبر المراكز والمخيمات الصيفية، فرصة لتعزيز الوعي بمواجهة الأفكار الضالة والهدامة ومواجهة التطرف والغلو وتنمية وترسيخ قيم ومبادئ الوحدة الوطنية في وجدان الشباب والطلاب وخلق روح التنافس البناء.
من جهته أوضح نائب المدير التنفيذي لجامع الشعب محمد الغليسي، أن المركز الصيفي النموذجي بجامع الشعب يستوعب 320 طالبا في 20 حلقة قرآنية.
وأشار إلى أن البرامج والأنشطة الثقافية والعلمية بالمركز الصيفي بالجامع تسهم في تنمية قدرات الملتحقين وتعزيز معارفهم العلمية والدينية.
بدوره أشار مدير المركز الصيفي الديني بالجامع الكبير بصنعاء ناصر المقبل إلى أن المركز الصيفي بالجامع الكبير يستوعب 760 طالباً من خلال 38 حلقة، توزعت على قسمين الأول، القسم الصيفي والثاني قسم الطلاب المستمرين خلال العام .
وأوضح أن القسم الصيفي يحتوي على قسمين داخلي للطلاب الوافدين من المناطق الريفية والمحافظات وخارجي من أمانة العاصمة ومحيطها .
وأفاد أن طلاب المركز الصيفي بالجامع الكبير يتلقون دروساً في القرآن الكريم وعلومه من التجويد والترتيل والحفظ وكذا دروس تمهيدية في القراءة والإملاء للصفوف الأولى وتعليم الملتحقين بالمستوى الأعلى أصول الدين من الحديث والفقه والسيرة النبوية والتوحيد.
ولفت المقبل إلى مستوى الإقبال الذي شهده المركز الصيفي بالجامع الكبير سواء من أمانة العاصمة أو المحافظات .. مبينا أن هناك فروع للمركز الصيفي في أرحب والحيمة بصنعاء وعمران وذمار .
من جهته أشار الطالب الحسن حمود الأهنومي إلى حرصه على الالتحاق بالمركز الصيفي بالجامع الكبير بصنعاء، للاستفادة من أنشطته خاصة ما يتعلق بحلقات القرآن الكريم وعلومه.
وثمن حرص القائمين على المركز الصيفي بالجامع الكبير في توعية الطلاب بالعلوم الدينية والمعارف العلمية .. وقال ” حلقات القرآن الكريم تسهم في تنويرنا دينيا وعلميا وسلوكا وأخلاقا وتساعدنا على حفظ القرآن الكريم وتجويده وترتيله والتزود من العلوم الشرعية في الفقه والسيرة النبوية والتوحيد وغيرها”.
الطالب عبدالله محمد المعافا اعتبر حلقات القرآن الكريم بالجامع الكبير ضمن برامج المركز الصيفي، فرصة لحفظ كتاب الله والتزود من علومه وفهم أحكامه وتدبر آياته.
ودعا الطلاب والطالبات إلى الاستفادة من العطلة الصيفية في الالتحاق بالمراكز والمخيمات لتنمية قدراتهم العلمية والمهنية وتزويد معارفهم بالعلوم النافعة في الدنيا والآخرة.
وتعتبر أنشطة المراكز والمخيمات الصيفية واحدة من أبرز الفعاليات التي تحافظ على الشباب والطلاب من الفراغ الذي يصاحب الإجازة الصيفية فضلا عن منع استغلالهم وجرهم نحو الأفكار الهدامة والمنحرفة سيما في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد