الخبر وما وراء الخبر

يوميات الجنوب المحتل: صفيح ساخن من التصفيات.

39

تقرير: فؤاد الجنيد

في ظل توتر الأوضاع عسكرياً بين قوات موالية للإمارات وأخرى موالية لحكومة الفار هادي في عدن منذ أسبوعين، أندلعت إشتباكات عنيفة بين مسلحين من حي المحاريق واخرين من الشيخ عثمان قبل أيام على خلفية جبايات غير قانونية تفرض على بائعي القات وسط سوق القات بالشيخ عثمان قبل أن يتطور لاحقا إلى إشتباكات مسلحة. تلك الإشتباكات اتسع نطاقها وبدت كما لو أنها حرب تصفية بين القوات الموالية للإمارات والقوات الموالية للفار في عدن، فالاشتباكات التي بدأت على خلفية جبابات غير رسمية وبين عصابتين تمتلكان أسلحة شخصية، إلا أنها تطورت من حيث نوعية السلاح المستخدم والذي تطور إلى أسلحة متوسطة وثقيلة، يضاف إلى إتساع نطاق الإشتباكات من نطاق محدود إلى مناطق واحياء وشوارع في عدن لتتحول إلى حرب شوارع بإمتياز.

قتلى وجرحى

تلك الاشتباكات التي لاتزال مستمرة منذ أربعة أيام قتل فيها حتى الآن أكثر من 20 مسلحاً وجرح وأكثر من 27 جريحا، وخلفت اضرارا كبيرة في منازل المواطنين، واصبح الإعلام في عدن يصفها باشتباكات بين جماعات موالية للإمارات وقوات الفار هادي، ووفقا لمصادر محلية فأن القوات الموالية للإمارات أقدمت، الأربعاء، على اعدام أحد الجنود التابعين لجيش الفار هادي، بعد ان اعتقلته في مواجهات الشيخ عثمان. وتم أسر مسلحين من الطرفين، والاشتباكات تنبأ بصفيح ساخن من تصفية الحسابات بين أدوات واذناب العدوان.

معركة التصفيات تمتد إلى شبوة

لم تمضي ساعات على اغتيال العقيد محسن الصبيحي قائد أركان الاتصالات في اللواء 21 ميكا في شبوة، حتى عثر اليوم على جثة قيادي في المجلس الانتقالي التابع للإمارات في مديرة بيحان غرب عتق. وعثر مواطنون اليوم على القيادي في الانتقالي، حسين خميس الخمار، جثة هامدة في إحدى مناطق مديرية بيحان غرب مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة. مراقبون اعتبروا اغتيال القيادي الخمار المدعوم من الإمارات لها علاقة باغتيال العقيد الصبيحي أحد القيادات العسكرية التابعة لحكومة الفار هادي، مشيرين إلى أن معركة التصفيات المتبادلة بدأت. وكانت اشتباكات مسلحة اندلعت بين قوات النخبة الشبوانية التابعة للإمارات وقوات هادي في مدينة عتق في محاولة الأولى السيطرة على مؤسسات الدولة وطرد قوات هادي. وتمضي الإمارات في مشروعها الإستعماري للسيطرة الكاملة على محافظة شبوة، والاستئثار بإنتاج النفط والغاز، بعد أن أعطت قواتها المتمثلة بالنخبة الشبوانية الضوء الأخضر لمنع الشركات استئناف تصدير النفط والغار والقضاء على طرف حكومة الفار.

إستحداث عسكري في المهرة

تعمل السعودية على استحداث العديد من المعسكرات لتحويل المهرة إلى ثكنة عسكرية وسط رفض ابناء المحافظة المناهضين للتواجد السعودي في المهرة، ووفقا لمصادر محلية فان السعودية شرعت في انشاء معسكراً جديد لها في سيحوت. وأفادت بان سكان سيحوت تفاجئو صباح أمس بوجود كونتيرات ومنازل متنقلة بالقرب من البرج العسكري الذي انشأته قوات سعودية على شاطئ سيحوت ليتم تحويل المنطقة الخاصة بصائدي الأسماك إلى منطقة عسكرية. واستغرب الأهالي والصيادين لمثل هذه الخطوة التي ستؤدي إلى منعهم من الصيد، بالأضافة إلى صمت جمعية صيادي سيحوت السمكية والتي تقع على بعد أقل من 50 متر. معبرين عن سخطهم جراء هذه الأستحداثات التي تقوم بها القوات السعودية. وطالب الأهالي والصيادين برفع الحواجز العسكرية التي تعيق عملهم ورزقهم وتحتل أرضهم.

تواصل الاضراب في عدن

تواصل نقابة شركة النفط اليمنية بعدن، إضرابها الشامل لليوم الثاني على التوالي، حيث نظمت اليوم وقفة احتجاجية أمام المنشأة المركزية للتموين بالبريقة، للاحتجاج على تجاوزات شركة مصافي عدن لصلاحياتها ومخالفتها للقانون المُنظم لعمل الشركتين. وبدأت الشركة تطبيق إضرابها بوقف تموين السوق المحلية بما فيها المطار والكهرباء. إلى ذلك قال ما يسمى أمين عام مجلس تنسيق اللجان النقابية بشركة النفط اليمنية في عدن، ياسر الحبيل، أن كل المحطات الحكومية أغلقت وكذا المحطات الخاصة التي تُمون من شركة النفط، لليوم الثاني على التوالي. إلى ذلك شهدت مدينة عدن، والمحافظات الجنوبية أزمة خانقة في المشتقات النفطية، بعد يوم من الإضراب الشامل الذي أعلنه عمال وموظفو شركة النفط بعدن، وانتشرت السوق السوداء بشكل كبير في عدن والمحافظات الجنوبية.