بين “ذكرى الصرخة” وورشة المنامة”..إستقامة وعمالة.
ذمار نيوز || مقالات 27 شوال 1440هـ الموافق 1 يوليو 2019م
بقلم / إكرام المحاقري
تتعاقب الأحداث وتأتي الصدف فتجمع ما بين مواقف أهل الحق وأهل الباطل. ويتجسد المبطلون شياطين مارقة بكل ما تتلوه ألسنتهم وتفقه قلوبهم من مواقف عميلة يشترون بها الضلالة والباطل.
وما بين ذاك وذاك يوجد صوت حقٍ لطالما زلزل عروش المستكبرين وكسر هيبتهم وأفشل كل مخططاتهم التي يستهدفون بها أمن وإستقرار وسلامة الشعوب المسلمة في أرجاء العالم.
وما بين ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين وورشة المنامة التي خرجت بالتطبيع المعلن مع كيان العدو الصهيوني وتسليمه المقدسات الإسلامية والأراضي الفلسطينية، يوجد إستقامة وعمالة تفرعت مابين أولياء الله وأولياء الشيطان الذين رهنوا أنفسهم لقوى الإستكبار العالمية المتمثلة بخماسي الشر “أمريكا _ إسرائيل _ بريطانيا _ السعودية والإمارات وكل من يدور في فلكهم المدنس بدماء الأبرياء.
وبإسم السلام والإستثمار ودعم الإقتصاد وتوفير الخدمات وخلاص أزمة الشعب الفلسطيني قدمت ورقة أسمها “صفقة القرن” التي هي في حقيقة الأمر صفعة القرن وصفعة مدوية بوجه العرب الذين أصبحوا يعيشون حالة التيه واللامبالاة تجاه المقدسات الإسلامية وكرامة الشعوب العربية.
فبينما يعيش اليمنيون في ذكرى أسبوع الصرخة في وجه المستكبرين؛ فهو يظهر حالة السخط من العدو الصهيوأمريكي من تدخله في شؤون الأمة الإسلامية وفي قرراتها وتوجهها، ويصرخ بالموت لأمريكا وإسرائيل ولسياستهم المقيتة. هناك من وقف خلف طاولة الرهان الخاسر في المنامة بإسم السلام والتعايش السلمي في المنطقة، متغافلين عن خطورة العدو الصهيوني الذي لا يملك عهدا وليس له موثقا، ومتغافلين عن الاحداث السابقة التي حدثت بحق من باع نفسه ووطنه للوبي الصهيوني وكانت نهايته نهاية الخزي المبين.
وكان للعالمين بجميع أصنافهم سيقفون في صفين فقط، حق وباطل، وإستقامة وعمالة، وما الواقع المزري اليوم بحق الأنظمة العربية والإسلامية كنظام ” السعودية، الإمارات، البحرين، مصر، الأردن، المغرب، إلا دليل واضح على ذلك. يساومون على كرامتهم ويجهزون شعوبهم للذبح والسلخ من حيث لايشعرون.
فمثل هذه الصدف لا تأتي من فراغ، بل هي تدابير إلهية محكمة من أجل أن تكون حجة الله على المؤمنين كي لا يكون لهم عذر في يوم لا يوجد فيه ظلاً الا ظل الله سبحانه وتعالى، وتكون لهم عبرة في الدنيا. يدرسون من خلالها الأحداث المتعاقبة التي أزدادت توترا وحساسية مؤخرا خاصة بحق القضية الفلسطينية التي باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط في قبضة العدو الصهيوني من دون رجعة.
ختاما: إذا كانت الأنظمة العربية قد دنست نفسها بدماء الأبرياء وبيع القضية الأم قضية الشعوب الأولى “القدس” مقابل الجاه والمال وسلامة نفسها لاشعوبها، فالتحرك اليوم واجب على الشعوب التي يجب عليها أن تتحرر من أغلال الخوف ولتصرخ بالموت لأمريكا وإسرائيل ولتنتصر للقضية ولتتحرر الأرض من قوى الإستكبار العالمية، وليكن القرآن هو دستور الأمة ودليلها.