باحث أمريكي يحذر من حرب إيران لهذه الأسباب المرعبة
ذمار نيوز || كالة الصحافة اليمنية 26 شوال 1440هـ الموافق 30 يونيو 2019م
دعا باحث أمريكي إلى ضرورة عدم استعجال الولايات المتحدة للحرب على إيران، مؤكداً أن هذه الحرب لن تكون بسيطة ولا سهلة.
وقال تيد جالين كاربنتر، زميل أقدم في الدراسات الأمنية بمعهد كاتو، في مقال له بصحيفة “ناشيونال إنتيرست”، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رغم أنه أجل قرار استهداف إيران عقب إسقاطها لطائرة أمريكية مسيرة في مياه الخليج العربي، فإنه حذر في وقت لاحق القادة الإيرانيين من أن الخيار العسكري لا يزال على الطاولة.
وأضاف أنه إذا استخدمت الولايات المتحدة القوة ضد إيران، فلن تضع قواتها على الأرض ولكنها ستشن حرباً بواسطة القوة الجوية والبحرية الأمريكية الضخمة، ولم يكن هناك شك في ذهن ترامب حول نتيجة مثل هذا العمل العسكري، حيث أكد أن مثل هذه الحرب لن تدوم طويلاً وأن ذلك يعني محو إيران.
ولكن التاريخ، كما يقول الباحث الأمريكي، مليء بأمثلة للحروب التي اعتقد القادة السياسيون وعامة الناس خطأً أنها ستكون سريعة وسهلة.
واستطرد يقول: “فعندما اختار أبراهام لنكولن (رئيس أمريكا ما بين 1861 و1865) مواجهة انفصال الولايات الجنوبية بالقوة، كان طلبه الأولي للقوات لمجرد حرب تمتد 90 يوماً، وكان الناس في واشنطن العاصمة واثقون تماماً من أن الجيش الاتحادي سيسحق المتمردين المبتدئين في معركة ماناساس الوشيكة، التي خرج منها المئات في العربات لمشاهدة ساحة المعركة المحتملة”.
وتابع: “لكن تلك الحرب استمرت أربع سنوات، ومات فيها أكثر من 500 ألف جندي أمريكي”.
ومثال أخر يسوقه الباحث، حيث يقول: “في العام 1914 عبر سكان العواصم الأوروبية الكبرى عن تفاؤلهم في نهاية سريعة للحرب وتحقيق انتصار مريح فيها، ومرة أخرى يتحول الموقف وتتبدل الساحات، ليتحول ذلك الصرع إلى حرب عالمية”.
وأضاف أن هذه الحرب “خطفت أرواح الملايين من الشباب وسقطت أنظمة راسخة كما في ألمانيا والنمسا وهنغاريا وروسيا، وكانت تلك الحرب بداية لانتشار أفكار موبؤة مثل الفاشية والشيوعية”.
وفي التاريخ القريب يشير الباحث إلى حرب احتلال العراق عام 2003، فمع أن الجيش العراقي كان ضعيفاً ولم يكن له من قدرة على مواجهة آلة الحرب الأمريكية؛ حيث سقط النظام العراقي برئاسة صدام حسين سريعاً، وكانت الحرب كما وصفتها واشنطن نزهة، توجه بعدها جورج دبليو بوش إلى حاملة الطائرات الأمريكية؛ ليعلن الانتصار ومن خلفه لافتة ضخمة تقول “تم إنجاز المهمة”.
وقال كاربنتر: “هذا لم يكن سوى الصفحة الأولى من الحرب؛ ففي غضون أشهر قليلة اندلع أكبر تمرد ومقاومة للقوات الأمريكية المحتلة؛ ما قاد بعد ذلك لاضطراب في عموم العراق كاد أن يؤدي به إلى حرب أهلية طاحنة، وكل ذلك قاد لاحقاً إلى ظهور تنظيم متطرف مثل داعش”.
وأضاف: “في أخر إحصائية نشرت عن حرب العراق تشير الأرقام إلى مقتل 4400 جندي أمريكي، وإنفاق أكثر من تريليون دولار، لنكتشف لاحقاً أن حرب العراق لم تكن نزهة”.
وذكر أن “كل هذه الشواهد التاريخية يجب أن تجعل الرئيس دونالد ترامب قلقاً إزاء أي حرب جديدة ضد إيران؛ فقد اتخذ المسؤولون الأمريكيون ذات المسار الخاطئ في العراق، وقبلها في فيتنام؛ فقياس قدرة الخصوم لا يتم فقط عبر قياس القدرات العسكرية”، مشيراً إلى أن “الحرب من هذا النوع يمكن أن تصبح حرب استنزاف تلحق أضراراً جسيمة بالولايات المتحدة المتفوقة عسكرياً”.
قدرات إيرانية أخرى
كاربنتر نقل ما قاله الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، من أن إيران لا تتكافأ قوتها العسكرية مع الولايات المتحدة، ولكن لديها قدرات أخرى يمكن أن تشكل خطراً كبيراً، منها الهجمات السيبرانية وتكتيكات القوارب الصغيرة وغواصات الديزل والقوات الخاصة وصواريخ كروز أرض أرض، فضلاً عن قدرتها على توظيف قدراتها في بيئة صعبة مثل بيئة الشرق الأوسط.
ولفت كاربنتر النظر إلى أن “إيران يمكن أن تطلب من شبكة حلفائها الإقليميين العسكريين والسياسيين من الشيعة خلق فوضى للولايات المتحدة؛ فمعلوم أن إيران تحتفظ بعلاقات وثيقة مع حزب الله اللبناني والعديد من المليشيات الشيعية في العراق”.
وحذر قائلاً: “لا ينبغي التقليل من الهجمات المحتملة التي قد يشنها الشيعة في البحرين، الذين يتعرضون للاضطهاد وهم في مواجهة مع النظام الحاكم هناك”.
وختم مبيناً: “لهذه الأسباب فإن الحرب على إيران لن تكون سهلة، ويمكن أن تتحول إلى كابوس طويل ومكلف من الدماء والمال”.