مابين التولي وقابلية التضليل
بقلم | سحر الزهيري
قابلية التضليل هي اضطراب في علاقة الأنسان الغير سوي فيما بينه وبين وليه الذي أمر بتوليه من جهة، وفيما بينه وبين عدوه الذي أمر بعدواته من جهة أخرى، فيجعل من وليه (عدوه )، ويجعل من عدوه (وليه)، نتيجة لقابليته للتضليل الكامنة فيه، ومايتلقاه من قبل الإعلام والمدخلات المضللة والثقافات المغلوطة.
وقابلية التضليل داء يصيب الفرد والأمة في مقتل سواء فيما يصلح به أمر الدنيا، أو مايترتب عليه من الجزاء في الأخرة، وهي التي تقلب الموازين الفطرية التى فطر الله الناس عليها، فالإنسان المضلل يرى أن من يحمل السلاح ليهينه ويستبد بحريته ويهيمن على ثرواته ومقدراته ويستعبده ويذله ويمتهن كرامته يستحق منه الولاء والطاعة والمحبة، ومن يحمل السلاح في سبيل الله باذلا دمه من اجله ودرء الفتنة التى فرضها الطاغوت والمستبد وإقامة دين الله ونصرة المستضعفين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منطلقا من قوله تعالى (قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا ) يراه (عدوا) يستحق منه المواجهة والصد.
فعندما تضلل من قبل عدوك ليست الأشكالية في الحجم الهائل من التضليل الواقع بسبب مكنته الأعلامية الضخمة، بل في قابلية التضليل والرضا بالدونية، فيستبد بك من لم يكتف بأن يحكمك وهو غير أهل لهذا المنصب، وأنما غلب بقوة السلاح، وبل ومنعك حتى من التعبير عن رايك، وان تدين بدين الله وشرعته لا بدينه وهواه ناهيك عن ان تدفع عن سبيل الله، وتقدم في ذلك مالك ونفسك.
فالإشكالية في ان تضلل وتستسيغ التضليل وتتقبله وانت كريم قد كرمك من هو الأحق والأولى بولايتك وهو الله ورسوله والمؤمنون، وتوهم نفسك انك على بصيرة، ولست بمستبصر بل انت ضحية للمفاهيم المغلوطة وقبولها في آن واحد.
وكذلك أيضا تكمن الإشكالية في عدم تفريقك بين الذي يتمسك بهدي الله ويتولاه ويؤمن بوعده ونصره، فأمده الله بهذا المدد الغيبي الذي تجلى في انصع صور الغيب في نصر هذه الفئة القليلة المظلومة، وبين الذي دينه دنياه وهواه وركن الى الماديات والسلاح الفتاك، فأوكله الى ماديته التى أعمت بصيرته فجعل ماكان يظن فيها قوته ضعفه ووهنه…