الخبر وما وراء الخبر

 الصرخة.. من حصريتها في جبال دولة إلى انتشارها في ميادين دول

41

اعداد | أحمد عبدالملك : لقد مثل شعار الصرخة نقلة غير متوقعة لدى العدو الأمريكي ومرتزقته منذ شن النظام السابق عدوانه عليها ومطلقها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي في العام 2004م ومنعه وأنصاره منها .
لقد قالها الشهيد القائد في ملزمة “الصرخة في وجه المستكبرين” أصرخوا وتكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد – بإذن الله – ستكون صرخة ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أخرى، وستجدون من يصرخ معكم – إن شاء الله – في مناطق أخرى” .
وهو ما كان يقلق نظام صالح وطلب من الشهيد القائد ترك الصرخة وقالها بكل وضوح بأن “الأمريكان أزعجهم هذا الشعار” والذي ووجه برفض تام من قبل الشهيد القائد وقال أين مايتشدقون وأنتم به من حرية للتعبير وتبعها ستة حروب مدمرة أكلت الأخضر واليابس في محافظ صعدة.

لقد أطلق نظام صالح عدوانه بتمويل أمريكي سعودي بهدف إسكات ذلك الصوت وباستهدافهم الشهيد القائد واستشهاده في الحرب الأولى من العام 2004م اعتقدوا حينها أن ذلك الشعار تم وأده.

*انتشار الصرخة محليا*
مع استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي في الحرب الأولى من العام 2004م حدث ما لم يتوقعه نظام صالح لقد اعتقدوا حينها بقتله خلق الخوف والرعب لدى مناصريه والتي تزامن معها اعتقالات في مختلف محافظات الجمهورية لكل من عارض شن الحرب أو انتقد بل وصلت الاعتقالات لكثير من الناشطين سواء من أبناء الزيدية أو الهاشميين .
وأمام كل تلك العنجهية والعنصرية خلقت لدى الكثير من الأحرار من أبناء الشعب اليمني روحا جهادية وتم حينها الإلتحاق بالقيادة الجديدة والإستعداد لمواجهات محتملة من قبل النظام وهو ما حدث بالفعل .
وخلال تلك الفترة من العام 2005م وحتى العام 2009م استمرت خمسة حروب توسع أنصار الله في أغلب محافظة صعدة وعدد من المديريات المجاورة للمحافظة في حجة وعمران والجوف وانتهت الحرب السادسة بسيطرة شبه تامة لأنصار الله على محافظة صعدة وأصبحت الصرخة تردد في أغلب مساجد المحافظة مع الحفاظ على خصوصية الكثير من المساجد التي يديرها حزب الإصلاح أو السلفيين.
ومع دخول العام 2011م وما يسمى ثورة الربيع العربي كان لأنصار الله أحقية المطالبة في إسقاط النظام الظالم ورغم ما حصل من التفاف لمطالب الشباب ودخول القوى التقليدية في الخط وتدخل السعودية بين تلك القوى إلى الوصول بمبادرة ما يسمى “المبادرة الخليجية” والتي تتضمن عودة القوى التقليدية وتقاسم الكعكة .
لكن أنصار الله وكثير من القوى الوطنية بقيت في الميدان رافضة تلك المبادرة التي لم تقض على النظام بل هدفت إلى إبعاد أشخاص المتمثلة في علي عبدالله صالح وأسرته.

وأمام تلك المواقف الثورية تزايدت شعبية أنصار الله في الوسط المجتمعي وبدأت الصرخة تصدح في أبرز المدن اليمنية تزامنا مع إطلاق مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق يوم 18 مارس 2013م وهو ما دعى تلك القوى إلى محاولة إبعاد أنصار الله من المشاركة في مؤتمر الحوار التي كانت موافقتهم بالمشاركة مفاجئة ما اضطرت تلك القوى إلى محاولة تعكير الأجواء وإفشال مشاركة أنصار الله في مؤتمر الحوار بدءا باستهداف عضو مؤتمر الحوار الوطني عن أنصار الله عبدالواحد أبو رأس ومحاولة اغتياله في خامس يوم من انطلاق مؤتمر الحوار ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من مقاتليه وانتهاء باغتيال الدكتور أحمد عبدالرحمن شرف الدين في 21 يناير 2014م أي قبل اختتام مؤتمر الحوار بأربعة أيام .
وما بين الكثير من المحاولات البائسة التي كانت بتمويل من السعودية كما أفصح قيادات عن حزب الإصلاح كانت هناك المعركة الأبرز خلال تلك الفترة وهي معركة دماج واستقدام مقاتلين أجانب تحت مسمى طلبة العلم وانتهت بوساطات الدولة وخروج الأجانب من المحافظة.
وتزامن مع تلك المعركة تحرك ميليشيا حزب الإصلاح في منطقة خمر بمحافظة عمران ومجاميع سلفية في عدد من مناطق محافظة حجة بتمويل من السعودية بدعوات طائفية للزحف إلى محافظة صعدة، لكنها انتهت بسقوط قصورهم وفرارهم إلى العاصمة .
وأمام تلك “العنجهية” من قبل القوى التقليدية خلقت وعيا غير مسبوق لدى أبناء المجتمع اليمني وقبيلته الممتدة في مختلف المحافظات والتي وقفت جنبا إلى جنب مع قيادة أنصار الله رفضا لؤلئك المتمسكين بالعمالة لقوى الخارج والرافضة للمكونات الوطنية أو مشاركتها.

*الصرخة في الخارج رغم العدوان*
لقد تدخلت السعودية بنفسها بعد كل تلك المواقف الفاشلة لعملاءهم من إقصاء أنصار الله بشنها العدوان على اليمن بذرائع لا تختلف عن ماسبق من حروب ست لكنها الآن أضافت دعوى “إعادة الشرعية” مع استمرار علماء السوء التابعين لها في إصدار تلك الفتاوى السابقة في الحروب الست والعمل على تشويه أنصار لله لكن الصرخة أصبحت بالفعل “سلاح وموقف” .
لقد واجه المقاتل اليمني ذلك العدو وجيشه بكل عزة وشموخ ومع كل إطلاق صاروخ يرافقه تلك البراءة المزعزعة لعروش الظلم والاستقرار، وقد رأى الجميع فرار الجيش السعودي خلال إطلاق تلك الصرخة المدوية في أرجاء الجبال والوديان وفي أرض العدو.
ومع ذلك العدوان خرج الكثير من أبناء الشعوب هاتفين بالصرخة في مسيرات ومؤتمرات بل جيوش عربية أطلقتها ذات يوم وأبرزها كتيبة من الجيش السوري .
وبذلك لقد وصل الجميع إلى حقيقة ما أكد عليه الشهيد القائد “أصرخوا وستجدون من يصرخ معكم” .