المقذوفات اليمنية: ما يخفيه الإسم يكشفه الفعل
ذمار نيوز .| تقرير | فؤاد الجنيد | خاص 16 شوال 1440هـ الموافق 20 يونيو، 2019م
في الوقت الذي انشغل فيه جمهور الفن والسفور بالبحث عن ذرائع تبرر إفتتاح الديسكو الحلال في أرض الحرمين، كان تحالف العدوان يبحث عن ذرائع لأسباب ضرب مطاراته وخروجها عن الخدمة وإسقاط طائراته الحربية والاستطلاعية بعد خمسة أعوام من حرب الأرض المحروقة. إذ ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي ينسب فيها تحالف العدوان إخفاقاته المتتالية للإنقسام الداخلي، وإسقاط طائراته لخلل فني، وانكسار زحوفاته للانسحاب التكتيكي. فهو نفسه من ينسب مصرع جنوده لضربة شمس أو انقلاب من آلية عسكرية، وينسب مصرع كبار ضباطه وقاداته لسكتة قلبية مفاجئة.
هذا التضليل الإعلامي الرسمي والتزييف الصريح في نشر الأخبار والتعليق على الوقائع، يعكس تخبط العدوان في خيباته، وعجزه الشديد عن استيعاب الصدمات التي لم تكن في حسبان أكبر المتشائمين. وفي المقابل، تكشف الغباء العجيب الذي تزرعه حكومات العدوان وتغذيه في عقول مواطنيها، إلى درجة يسهل معها استحمارهم وتضليلهم بروايات لا يقبلها عقل راشد.
فتقلبات المناخ تتسبب بانقطاع الكهرباء، ومحطات التحلية والمطارات العسكرية فريسة مخلوقات فضائية ومذنبات وأجرام سماوية، أما اقتحام مدنهم وإسقاط مواقعهم فيعود إلى تمائم السحر وشخابيط الشعوذة الملفوفة في سواعد المقاتلين اليمنيين، وكل تلك الروايات صادرة عن الناطق الرسمي باسم التحالف في الأيام الأولى من عمر العدوان. وحسب الروايات السعودية، فإن الصواريخ الباليستية اليمنية ليست أكثر من مقذوفات من الأراضي اليمنية، وكل المصابين جراءها مقيمون يمنيون في مدن الجنوب السعودي. إلا أن المقذوفات اليمنية قابلة للخفض والإضافة حسب طبيعة التضليل وأهدافه. فمقذوف يمني استطاع أن يعبر كل المدن متجاوزاً كل المناطق العسكرية وأجهزة الرصد والرقابة، ولولا عناية الله واعتراضه في سماء جدة لكان بيت الله الحرام في خبر كان. ومقذوفات أخرى تمطر دموع ممثلها في الأمم المتحدة وهو يستنجد العالم لإنقاذ بلاده من ميليشيات تدك مدن جنوب المملكة بالصواريخ الباليستية. ومقذوفات يتم اعتراضها قبل انطلاقها، وأخرى قبل أن تبلغ هدفها، كل ذلك بما يتناسب مع هواها المرحلي في حصد نقاط سياسية وقومية تقتضيها كل مرحلة جديدة من مراحل القتال.
إن عنصر المفاجأة الذي يتسلح به الجيش اليمني ولجانه الشعبية يرافقه عنصر التوثيق الحربي، والذي بدوره يفند حجج العدوان ويدحض الإفتراءات والأكاذيب، ويجبر العدوان على الإعتراف أخيراً بعد مشاهدته لمقاطع الفيديو التي توثق الحدث بأدق تفاصيله. هذا التوثيق أزعج العدوان منذ بداية الحرب على حدوده، ومع ذلك، لا يزال المواطن الخليجي في غيبوبة تامة مما يحدث كون الحرب لم تمسه نفسياً أو اقتصادياً وأمنياً، وجل اهتماماته بعيدة عن موضوع أي صراع، وكأنه في كوكب بعيد عن الأرض.
اليوم تدك مطارات الجنوب السعودي بصواريخ الكروز واسراب الطيران المسير ولا زالت تسمى مقذوفات رغم هدفها الإستراتيجي الذي غير المعادلات ومجرى الأحداث، ومعها وقفت قوى العدوان مصدومة ومشدوهة خصوصا والمواطن السعودي بات حاليا يدرك حجم التضليل الذي تمارسه السلطات، وبات يوثق بنفسه أصوات الانفجارات وحجم الدمار، ويعلن تخوفه من القادم المجهول الذي تتحكم فيه القوة الجوية اليمنية والقوة الصاروخية، وما من تصريح أو تهديد يمني إلا وتتبعه الأفعال في وقت قياسي جدا طالما استمر العدوان والحصار.