عدن على مفترق طرق من الإنفجار الوشيك
ذمار نيوز | تقرير- خاص 12 شوال 1440هـ الموافق 16 يونيو 2019م
صيف ساخن في عدن كما يبدو أنه سيكون أشد سخونة من صيف وادي حضرموت، فالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي عمل على مدى عدة أشهر للتهيئة لحرباً ضروس في وداي حضرموت الخصيب بات يرتب صفوفه في عدن بعد أن تصاعدت حالة التوتر مع القوات الموالية للرئيس الفار المدعومة من حزب الإصلاح والمرضي عنها من الرياض، وعلى عكس التوقعات التي ارتأت ان حرب وادي حضرموت قد تبدا بتصادم قوات النخبة الحضرمية مع قوات موالية للجنرال علي محسن الأحمر في معسكر الخشعة في مفرق بن عيفان بالقرب من مدينة القطن في وادي حضرموت، تبين أن خطوط تماس معركة وادي حضرموت ستبدأ من جبل حديد بمدينه عدن.
مخطط الإخوان
هكذا خطط الإصلاح لمعركة وادي حضرموت بعمق، بينما استخدم عيدروس الزبيدي الدعاية والحرب النفسية والتهيئة المكشوفة لمعركة وادي حضرموت، فاستقبل شحنات السلاح وكدسها في عدن، بينما استقدم الإصلاح كميات كبيرة من السلاح عبر طرق التهريب وشحنها في عدن استعداداً لمعركة غير معلنه أعد لها اعداداً دقيقياً منذ اشهر، وتمكن من فتح جبهة استنزاف كبرى للانتقالي في الضالع ليزج بالآلاف من عناصر وقوات الانتقالي إلى تلك المعركة المميتة التي يفتقد فيها الانتقالي للخبرة كون تضاريس الجبهات تضاريس جبلية لم تعتاد قوات الانتقالي الموالية للإمارات.
تحذيرات عقيمة
ورغم التحذيرات التي اطلقتها قيادات جنوبية من مغبة تصادم قوت الانتقالي مع أنصار الله في الضالع واعتبروا المعركة بمثابة فخ كبير أعد للانتقالي وللقوات الجنوبية بهدف سحب الثقل العسكري من عدن والساحل الغربي واستنزافها في الضالع مشيرين إلى أن الإصلاح الذي فتح تلك الجبهات هو المستفيد الوحيد من تقاتل الانتقالي مع الحوثيين في الضالع، وفي المقابل أعاد الإصلاح ترتيب صفوفه المبعثرة في عدن وأعاد قواه مرة أخرى إلى المدينة لأول مرة من بعد معارك يناير 2017م التي أودت بحياة العشرات من أبناء الجنوب وتمكن فيها الانتقالي من السيطرة على مواقع ومعسكرات كانت تابعة للإصلاح، لكن الأخير استطاع بطرق غير مباشرة العودة إلى عدن بصورة اكبر من أي وقت مضى.
تعليلات التصعيد
ولعل التصعيد الأخير الذي تشهده عدن بين قوات موالية للانتقالي وأخرى موالية للرئيس الفار يؤكد أن الإصلاح استكمل الترتيبات لأي معركة عسكرية في المدينة، وذلك بعد أن تمكن من حسم معركة تعز وطرد ميليشيات الإمارات، وفي الوقت الذي ناقشت حكومة الفار هادي الأسبوع الماضي الاستعداد لإفشال مخطط انقلابي يعد في عدن، أكدت مصادر محلية أن قوات الحزام الأمني انتشرت على جميع مداخل ومخارج مديريات عدن والشوارع الرئيسية وبحالة استنفار، كما تموضعت قوات عسكرية خرجت من معسكر جبل حديد التابع لعيدروس الزبيدي في محيط جبل حديد وعلى طول امتداد الخط الساحلي، إلا أن الانتقالي الجنوبي نفي وجود أي توتر أمس الأول قبل ان يعترف عدد من قياداته بان الوضع يتجه إلى الانفجار.
مسك الختام
حالة التوتر أصبحت واضحة في عدن بين الطرفين، ولكن انتهت الاستعدادات لمعركة وادي حضرموت التي كانت من المتوقع ان تبدأ بعيد عيد الفطر المبارك حسب توقيت الإعداد لها، وهو ما يؤكد أن الإصلاح تمكن من جر المعركة من حضرموت الوادي التي تعد آخر معاقل الحزب والقوات الموالية لهادي بالإضافة إلى أن السعودية ترى أنها امتداد طبيعي لتحركها الاستيطاني في الجنوب بعد المهرة نظراً لارتباط حضرموت بحدود برية واسعة مع السعودية التي لن تسمح هي والإمارات السيطرة على وادي حضرموت من جانب بالإضافة إلى مصالح السعودية والإصلاح تلتقي في أبعاد الانتقالي والإمارات من السيطرة على حضرموت الوادي كون أي سقوط لوادي حضرموت بيد قوات الانتقالي ستودي إلى سقوط منفذ العبر الحدودي الخاضع لسيطرة الإصلاح من جانب وسوف يشكل خطر على وجود الإصلاح في محافظة مأرب.