ماذا يخطط الحوثيون لنجران وجيزان؟ وكيف تغيرت الإستراتيجية من الازعاج الى التوغل
ذمار نيوز .| تقرير | كامل المعمري 6 شوال 1440هـ الموافق 10 يونيو، 2019م
ماذا يخطط الحوثيون لنجران وجيزان؟ وكيف تغيرت الإستراتيجية من الازعاج الى التوغل، ماهي دلالة زيارة وزير دفاع حكومة صنعاء الى مشارف مدينة نجران السعودية؟
و ماهي الرسالة التي اراد الحوثيون ايصالها؟ وماذا، يعني سيطرة الحوثيين على السلاسل الجبلية المحيطة بمدينة نجران التي تبعد بضعه كيلوا مترات؟
وماهي خيارات السعودية في الدفاع عن حدودها؟
لم تعد الحرب في الحد الجنوبي تتمثل بسقوط مقذوفات حوثية في مناطق الحد الجنوبي كما كان يزعم الاعلام السعودي..
فقد طفى على السطح ماكانت تخشاه المملكة العربية السعودية وباتت المواجهات في نجران وجازان وعسير تتصدر الحرب اليمنية السعودية بعد، ان كانت الجبهات الداخليه التي تتدعمها المملكة العربية السعودية تتصدر الاحداث فبعد يوم واحد من اعلان الحوثيين سيطرتهم على اكثر من عشرين موقع سعودي في نجران،
ظهر وزير الدفاع في حكومة صنعاء اللواء “محمد العاطفي”من مشارف مدينة نجران خلال زيارة عيدية للمقاتلين قائلا تلك مدينة نجران لاتبعد سوى بضعه كيلوا مترات
زيارة اراد من خلالها الحوثيين بعث رسالة قوية للنظام السعودي مفادها أن اقتحام المدينة قاب قوسين أو أدنى وان ذلك اصبح ضمن الخيارات المتاحه اذن هذه الزيارة لها مابعدها خصوصا بعد اربعه اعوام من حرب الاستنزاف في الحد الجنوبي.
ويمكن القول بأن هناك استراتيجية قتالية جديدة بالنسبة للحوثيين وهي التحول من الاستنزاف الى الاقتحامات الموسعه والسيطرة والتمركز سيما ان وزير الدفاع في حكومة صنعاء قد صرح قبل ايام بأن هناك مفاجأت لن تتوقعها دول التحالف مضيفا بأنهم في المراحل الاخيرة من اعادة جاهزية وتطوير وتصنيع الدفاعات الجوية المختلفة.
المعلومات الميدانية الواردة من العمق السعودي تؤكد سيطرة الحوثيين على السلسلة الجبلية المحيطة بمدينة نجران السعودية
بدء من سلسلة جبال الشرفه والشبكة وانتهاء بسلسلة جبل السديس ومربع الصوح مايعني ان اقتحام مدينة نجران باتت مسأله قرار سياسي يصدر من صنعاء اما السعودية فلم يعد لها حولا ولاقوة.
ليست نجران وحدها من تتعرض لهجمات وسيطرة قوات الحوثيين ففي عسير وجيزان باتت عشرات القرى والمواقع تحت سيطرة الحوثيين
في حرب غير، متكافئة مع الجانب السعودي الذي يستعين بقوات سودانية ويمنية وخبراء امريكيين..
عجز معها سلاح الطيران في صد تقدم الحوثيين الذين يستنزفون الجيش السعودي طوال 4 اعوام
فقد ذكرت وكاله التعاون الامريكية في اغسطس 2016 انالسعودية طلبت 133 دبابة جديدة من طراز أبرامز M1A1/A2 لتضيفها إلى أسطولها البرّي وهو مايشير الى الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها السعودية في الاليات العسكرية ناهيك عن الخسائر الاخرى في الارواح.
لم تفلح الدورات التدريبية المكثفة في الحرب البرية التي اقيمت في السعودية ضمن سلسلة مناورات بمشاركة قوات وخبراء امريكيين في تطوير القدرات القتالية للجيش السعودي ولم يحقق استقدام قوات عربية واجنبية في الدفاع عن حدود المملكة اي نتيجة..
مايعني ان المملكة العربية السعودية التي تحترق في اطرافها بفعل نيران الحوثيين باتت في مأزق صعب ولم يعد، لها اي خيارات للخروج من هذا المستنقع الذي يستنزفها الا بالجلوس على طاولة الحوار مع حكومة صنعاء وايقاف عمليات التحالف في اليمن..
لكن هل تستطيع المملكة ان تسلك هذا الخيار خصوصا انها دخلت في حرب تتعدد فيه مصالح الدول الكبرى خصوصا الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وغيرها من الدول المصنعه للسلاح والتي جنت الكثير من الاموال بفعل هذه الحرب التي مثلت فرصه كبيرة لها في بيع السلاح للمملكة السعودية وليس، هذا فحسب بل انها ضمنت استمرار بيع السلاح لسنوات من خلال تحكمها في مسار الحرب ودعم اطراف ضد اخرى وخلق حاله من الفوضى في محيط السعودية، هذا ناهيك عن المستفيد الاكبر من هذه الحرب التي تدفع بالسعودية نحو الهاوية..
وهي الامارات العربية المتحدة التي برزت مؤخرا للواجهة واستطاعت ان تزيح السعودية عن صدارة الوطن العربي بدليل الوقائع التي تمارسها الامارات باليمن والتي اثبتت ان السعودية اصبحت مجرد حديقه خلفيه للامارات.
وبالعودة لموضوع الحد الجنوبي فان الحوثيين هددوا وحذروا المملكة اكثر من مرة من ان اي تصعيد في الساحل الغربي بالحديدة سيقابل برد غير مسبوق وغير متوقع في الحد الجنوبي في المقابل فان من يدير معركة الساحل الغربي هي الامارات التي تسعى لتحقيق مصالحها في السيطرة على ماتبقى من الجزروالموانئ اليمنية غير مكترثة بحليفتها السعودية التي ستتعرض لعمليات هجومية واسعه يقول الحوثيون بأن هذه الهجمات ستغيير من شكل المنطقه في حال استمر التصعيد في الحديدة.
اجمالا يمكن القول ان السعودية الكثير من المفاجأت القاسية خلال الايام القادمة او الشهور القادمة الحوثيون بدوأ برسم الاهداف الأكثر، إيلاما لدول التحالف وبدأت معركتهم
الفعلية خصوصا مع تعاظم القدرات الصاروخية التي يمتلكونها وسلاح الطيران المسير وعلى العكس تماما استنفدت السعودية بنك الاهداف باليمن ولم يعد هناك شيئا يمكن ان تهدد او تضغط من خلاله ولعل الاستمرار في قتل المدنيين من خلال غارات الطيران وقصف المقصوف اكثر من مرة يكشف حاله التخبط الذي يعيشه التحالف السعودية الاماراتي.