الخبر وما وراء الخبر

كل عام والشعب اليمني صامد

28

زيد البعوة

يطل علينا عيد الفطر المبارك مجدداً ونحن لا نزال نخوض معركة العزة والكرامة في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي نعيشها في اليمن بسبب العدوان والحصار الاقتصادي، إلاّ اننا في انفسنا نعيش حالة صمود منقطع النظير ويكفينا أننا نخوض مواقف مشرفة ترضي الله ورسوله عنا وهذا الصبر والصمود الذي نعيشه أشرف لنا ألف مرة من أن نكون مستعمرين أذلاء خانعين لمن لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة.

اولاً كشعب يمني علينا ان نحمد الله ونشكره على أن وفقنا لصيام شهر رمضان المبارك مكتملاً غير منقوص وأننا عملنا بما يجب وكما ينبغي وفق ما أرشدنا الله ورسوله ص وآله والذي قال صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين، ونحن نستجيب لرسول الله الذي طاعته من طاعة الله عكس بعض الدول التي جعلت من الدين أمراً وقضية سياسية حسب الأهواء والرغبات يصومون ويفطرون وفق ما امرهم هذا أو ذاك حتى وإن كان من غير اهل الثقة والأمانة ولا يعرف من الدين الاّ الاسم فقط ولهذا نحن كشعب يمني وفقنا الله لصيام شهر رمضان 30 يوماً وعلينا أن نفتخر ونعتز بذلك لأن العمل بدين الله ليس مزاج وانما التزام وانضباط وتحر وحكمة.

للعام الخامس على التوالي والشعب اليمني يصوم ويفطر ويعيد في ظل عدوان همجي بربري غاشم يشنه علينا طواغيت الأرض من الأعراب واليهود والنصارى والمنافقين ومن يدور في فلكهم وعلى الرغم من ان الأعداء يراهنون على كسر عزيمتنا بطول أمد العدوان والمزيد من الضغوط الاقتصادية إلا اننا كشعب يمني اتخذنا القرار الحاسم والصادق والصائب والصحيح الذي لا رجعة فيه وهو الصمود والمواجهة للطواغيت والمعتدين مهما طال الأمد ومهما كانت التحديات والضغوط لأننا مع الله وفي سبيله وهو من له الأمر كله.

ومهما كانت الظروف صعبة والأوضاع المعيشية شاقة وكيفما كانت الجراح عميقة علينا أن لا نستسلم وان نكون أقوياء وأن نتحلى بالصبر والعنفوان ونواسي بعضنا البعض وأن لا ننسى أسر الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين بالتكافل الاجتماعي والإحسان والكلمة الطيبة لأن العيد الحقيقي يكمن في الالتزام والتسليم لله والطاعة له في ما امرنا به ولا شك أن من يثق بالله ويصبر ويعاني من أجل نصر دينه ومقارعة أعدائه أنه سوف يحصد النصر والخير والفلاح في الدنيا قبل الأخرة وإذا كانت ظروفنا الاقتصادية صعبة في العيد إلاّ ان الانتصارات التي يحرزها رجال الله من أبطال الجيش واللجان الشعبية في الجبهات هي أكبر عيد.

لهذا سوف نحتفل بعيد الفطر في ظل الصراع ونقول لبعضنا البعض عيد مبارك وكل عام والجميع بألف خير بل اننا نطمح إلى أن يعوضنا الله بعيد يوازي الأعياد الخمسة التي مرت في ظل العدوان وهو عيد النصر على المعتدين وما ذلك على الله بعزيز فنحن نثق بالله نتوكل عليه وهو حسبنا وولينا وقد وعد سبحانه وتعالى بنصر المؤمنين والمستضعفين من عباده وهو لا يخلف وعده ومن اصدق من الله حديثا وكل عام واليمن بخير ومنتصر بإذن الله.