صماد 3 في أبو ظبي: سقوط الزيف وانتحار الإدعاءات.
ذمار نيوز| تقارير – فؤاد الجنيد 23 رمضان 1440هـ الموافق 28مايو 2019م
بثت قناة المسيرة الفضائية مشاهد حصرية لعملية إستهداف مطار أبو ظبي الدولي بطيران يمني مسير طراز “صماد3” بعد أقل من عام على هذا الإستهداف الذي انكرته الإمارات يومها، وادعت أن احتراق إحدى عربات النقل هو من أوقف حركة الملاحة الجوية. لقد اوجعت مشاهد وصور الإستهداف أبو ظبي أكثر من الاستهداف نفسه، إذ كيف استطاعت القدرات اليمنية أن تحصل على هذه المشاهد من داخل المطار، ولماذا تم بثها تحديدا في هذا التوقيت بعد فاجعة ميناء الفجيرة الأخيرة التي لم تصحو الإمارات من هولها بعد.
رسالة تصحيح
إن الرسالة الحقيقية التي بعثتها مشاهد هذه العملية هي اسكات المرجفين المكذبين بالقدرات اليمنية، وكشف الإستخفاف الإماراتي الرسمي بالشعب الإماراتي ومرتاديه من كل الجنسيات والشركات والمستثمرين، الذين اوهموا بالرواية الإماراتية الكاذبة، واليوم يصحون على هدير الحقيقة التي ستقلب المعادلات وتجعل مدينة الإستثمار العالمي على صفيح ساخن من الإحتمالات.
رسالة سلام
الرسالة الثانية هي رسالة سلام بالخط اليمني المسند الذي لا تتهجاه النكرات، ولا تفهم معانيه أشباه الدول التي خرجت من ظلمات عارية من جينات الماضي، وأصل عقيم مقطوع التاريخ. هي رسالة سلام لمن أراد الّا يفوت الفرصة للخروج من مستنقع سيعلق فيه، ورسالة ناعمة لمن يتدارك موقفه ليحفظ ماء وجهه إن وجد، فبعد “صماد” بتسلسلها ليس كما قبلها، وبعد أن تمتد يد السلام مقدمة التنازلات تلو الأخرى؛ ستمتد أيضاً ولكن هذه المرة بالصفعات، فالسلام في قاموسها لا يعني الاستسلام وإن تموسق النطق وتشابهت الأحرف.
اللعب على المدى
إن المتتبع لمسارات الصواريخ الباليستية اليمنية ومراحل دخولها خط المعركة سيجد أنها عزفت على وتر المدى بصرف النظر عن الهدف ورمزيته، فبدأت بنجران وعسير ثم ابها فجدة ثم الرياض، ومع كل إطلالة باليستية يسدل الستار عن منظومة جديدة لمدى أبعد، ولسان حال كل منظومة يؤكد حقيقة أن البوصلة نحو العدو الحقيقي لا الوكلاء، وأن المعركة هي معركة المسافات التي تفصل منصة الإطلاق عن قلب العدو، لكن العدوان السعودي بتغطرسه لم يستوعب فحوى تلك الرسائل ولم يستفق إلا على إيقاعات الانفجارات وسط عاصمته، ولم يسعفه تخبطه وهرولته صوب موسكو وواشنطن للتحصن بدروع الأولى والقبة الحديدية للثانية؛ فالتصنيع الحربي اليمني كان نبيهاً في هذه النقطة، وذكياً بما يكفي ليضع حداً لذلك التخندق الواهن بعد أن حيد تلك الدفاعات بتقنيات تحديث جديدة تحصّن الزائر اليمني وتضمن له رحلة آمنة تنتهي بعناق هدفه الدقيق في طقوس الضيافة اللذيذة.
لقد انتهج الطيران اليمني المسيّر نفس ذلك النهج، ودخل معركة المسافات باقتدار، وكان له أثره الصادم على الخصم حتى وصل أبو ظبي ودبي والرياض، والقادم أعظم بفضل الله تعالى وتأييده.
مسك الختام
يجمع الجميع أن قصف مناطق حيوية في قلب عاصمة الإقتصاد العالمي قفزة نوعية كبرى للعمليات العسكرية اليمنية مدلولها ألّا خطوط حمراء إن استمر العدوان في الإجرام، وهي رسالة للعالم المتواطئ مع تحالف العدوان مفادها أن الضرر سيصيب كل متواطئ وإن كان بعيداً جغرافياً، وأن هذا القصف ما هو إلا مجرد إنذار وتحذير يجب فهمه واستيعابه قبل فوات الآوان، وأن إختيار الإمارات تحديدا ليس هدفا عشوائياً، إذ أن ضرر استهدافها ليس محصوراً على أبو ظبي وحدها، بل ستصل شظاياه إلى كل دول التحالف ومن يقف ورائها، وهذا يعني انهيار سوق المال العالمي ومساس دول كبرى عدة في هذه الخسارة التي سيصرح المتضررون منها بقلقهم وخوفهم مهما كابر اولاد زايد وحجبوا وهج الحقيقة بخيوط العنكبوت.