الخبر وما وراء الخبر

جنيف2.. وأيدينا على الزناد

128

علي أحمد جاحز


قبلت القوى الوطنية الذهاب إلى جنيف 2 رغم أن ثمة صلفا واضحا في طريقة تجاهل ملاحظاتها على المسودة التي أعلنها المبعوث الدولي خلال افتتاح جنيف أمس ، لكن اليد الطولى ميدانيا هي يد الجيش واللجان الشعبية ويد الشعب الصامد المرابط والمتكاتف بوجه العدوان .

ذهاب القوى الوطنية ليس استسلاما أو تسليما بما يريده العدوان، بل يعكس الوعي الوطني والشعور بالمسؤولية التاريخية تجاه الوطن والشعب في ضرورة قطع الذرائع والابتعاد عن موقع الاتهامات والتشكيك في حرصها على أن يتوقف العدوان والحصار واستغلال الطرف الأخر الموالي للعدوان تلك الاتهامات لكي يعلق تبريراته لقتل وحصار اليمنيين عليها ، سننتظر تجربة الدبلوماسية لكن وأيدينا على الزناد .

وفي كل الأحوال سينعقد جنيف 2 كما يبدو، وأيدينا على الزناد ، سنعلن الالتزام بالهدنة ويدنا على الزناد ، سنقول للعالم نحن شعب وجيش وقوى وطنية نبحث عن السلام والتعايش والحوار والتوافق لكننا لن نسمح أن نهزم أو نسلب حقنا في الدفاع عن أنفسنا ووطننا وكرامتنا واستقلالنا .

قد تنجح الهدنة وقد تستمر ، فإن نجح جنيف في وقف العدوان والحصار وإنهاء التدخلات الخارجية في شأننا الداخلي سنصل إلى حلول نحن اليمنيين ونبني وطننا ونرمم ما أفسده العدوان بالحوار والعمل السياسي بعيداً عن وصاية أو إملاءات ، وأيدينا على الزناد ، وإن لم ينجح جنيف السياسة فسينجح ” نجيف ” الميدان، فأيدينا ستبقى على الزناد وهذا هو خيار الشعب الطبيعي والفطري أمام عدوان لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية .

اليمن بحاجة إلى أن يكمل مشوار ثورته وينتصر على قوى الشر في المنطقة والعالم التي أتت لتقتل أبناءه وتنتهك سيادته وتدنس أرضه وتشعل الحروب وتمولها وتخطط لها وتنظمها ، سننظر بماذا سيخرج التشاور مع خونة الرياض الذين لا يمثلون سوى العدوان ، سننتظر وأيدينا على الزناد لن يضع جيشنا ولجاننا أسلحتهم للغزاة ولا للمرتزقة ولا للخونة ولا للقاعدة وداعش ومن لف لفهم .

من يتحدث بلطف أو بغلظة عن ضرورة التنازل عن ثوابتنا وأبجديات حقوقنا المكفولة في كل الشرائع والقوانين الكونية وعلى رأسها حقنا في أن نكون دولة مستقلة وأن نقرر مصيرنا ومستقبلنا ونصون أرضنا وعرضنا وجيشنا ولجاننا وأمننا ، فهو إنما يمثل أحد أدوات العدوان ويريد أن يحقق للعدوان ما عجز طوال تسعة أشهر عن تحقيقه ، ونتمنى من كل الشرفاء في هذا الوطن أن يكونوا على مستوى عال من الوعي بهذه الحيل وبهذه الحملات والتحركات الناعمة والسامة .

يجب أن تظل أيدينا على الزناد، فقد جربنا هدنهم ومحاولاتهم في أن يجرونا إلى مربع الاسترخاء والتخاذل والتهاون والركون لينقضوا من جديد ، فإن كانوا ماهرين في الكذب والمماطلة والمخاتلة وقتل المدنيين وتدمير حياة الناس ، فإننا ماهرون في هزيمتهم وقتلهم وسحق حشودهم وتدمير آمالهم وإحراق خططهم ومؤامراتهم في ميادين الشرف ، وماهرون أيضا في محاورتهم لكن وأيدينا على الزناد .