الخبر وما وراء الخبر

*مثل هؤلاء قتلوا الحسين عليه السلام في كربلاء !!*

45

*بقلم : إكرام المحاقري*

لا يخفى عن المجتمع الإسلامي وجميع المجتمعات اليهودية والبوذية وغيرها، كما أنه لايختلف إثنين على أن الإمام الحسين بن علي عليهما السلام قتل بسيوف محسوبة على دين الإسلام، وسل في وجهه سيف لطالما صام وصلى ودعى الله قائماً وقاعداً .

لكن هناك طغى الضلال كما طغت المصلحة؛ فتجسدت إنحرافاً شاملاً عن خط الله سبحانه وتعالى وتوجه الأنبياء عليهم السلام في كل زمان ومكان ليكون ضحية ذلك “سبط الرسول محمد صلوات الله عليه وآله”.

ولو قارنا قليلا بين ذاك الزمان وهذا ؛ لألزمنا العقل بأن نرجع قليلا مرة أخرى إلى يوم عصى إبليس ربه وتكبر ، لان الأحداث مرتبطة ببعضها فالصراع بين الحق والباطل مازال قائما منذ تلك اللحظة .

ولو تأملنا في واقع “اليمن” كدولة وواقع الشعب اليمني كإنسان تهتك حرمته ويسفك دمه وتنهب أرضة ويتسلط عليه الظالمون من كل حدب وصوب، لجعلنا أهل الأرض جميعهم فريقين فقط ، منهم المنصف ومنهما المجرم ولي الشيطان الرجيم.

وها هي الأحداث المتسلسة والمتعاقبة في اليمن منذ أول وهلة للعدوان الكوني على اليمن تثبت للعالم أجمع بان اليمن هي كربلاء أخرى . فالأحداث كفيلة بأن تعري الأشخاص وتبينهم على حقيقتهم التي لطالما أخفوها خلف قناع الدين والإنسانية .

وفي أخر مجزرة للعدوان الغاشم والكوني على اليمن سبقها حدث عظيم ونصر مبين للشعب اليمني الصامد حيث قصف الطيران المسير أهدافاً حيوية واقتصادية في العمق السعودي ، وهناك من أدان واستنكر وطلب من المجمتع الدولي بأن يتخذ خطوات قاسية بحق الحوثيين الذين هم الشعب اليمني الذي أسموه “بالإرهابيين”.

كانت الإدانات من قبل دول لطالما كانت دول معتدية على اليمن .وهي طرف بارز في العدوان ، كالأردن ، البحرين ، الإمارات ، الكويت وبريطانيا وجامعة الدول العربية التي لطالما تلذذت بمشاهدة الدم اليمني وهو يسفك ظلماً وعدواناً.

وبغض النظر عن من أدان وهو في صف الإجرام وغيره، لكي نربط الاحداث بحادثة كربلا يجب أن نتحدث على من بإسم الدين ساند المجرمين” كالأزهر الشريف” الذي يقدم نفسه قرآناً يمشي على الأرض ، ويقدم نفسه سبيلاً يعبره الناس للدخول إلى دين الإسلام الذي دستوره “لا ينال عهدي الظالمون”

نعم الأزهر الشريف بمواقفه الشاذة والمنحرفة عن الدين والبصيرة هو إمتداد ليزيد ونهج يزيد وعبث يزيد ومكر يزيد ، فإدانته للرد الشرعي للقوة الحربية اليمنية بقصف المواقع الحيوية للسعودية كانت بصمة عار، وتوقيع لإطلاق صاروخ أمريكي مجرم وجهته لحي الرقاص بالعاصمة صنعاء.

أختلف الزمان لكن المواقف هي هي . الدم اليمني ولأربعة اعوام لم يتوقف عن النزيف لحظة واحدة في كل بقاع اليمن . بينما الأزهر الشريف لم يدين ويستنكر حتى جريمة واحدة ، من باب الحياد كما يقولون.

لكنه وبأدإسم الدين يقف في صف الظالمين والمجرمين ، وبإسم الدين يصدر الفتوى بقتل الشعب اليمني ، وبإسم الدين يخدم الشيطان ويمهد له سبيل إضلال البشرية.

فمواقف اليوم بحق الشعب اليمني لا تختلف عن مواقف الأمس بحق “الإمام الحسين عليه السلام” ولمن جهل كربلاء فلينظر إلى كربلاء اليمن ، وما اليمن إلا حسينا قد تكالب عليه عباد المصالح وبياعوا الدين والذمم وسينتصر دمه لا محال.

فالسيف المحسوب على الإسلام يصدى وينكسر بصرخة حق واثقة بربها ومنتصرة لقضيتها ، وها هو الازهر الشريف تصدى سيفه المنافق بموقفه الأخير ، حتى ولو كان ضحية ذاك السيف هو الشعب اليمني لكن لاياتي النصر إلا بدماء ، ولا يستقيم الدين إلا بالتضحيات ، فلتكن هذه الدماء والتضحيات غسيلاً يغسل به الدين من الشوائب المنافقة وغير الشريفة “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون “.