الخبر وما وراء الخبر

الطفل عدي مثال للطفولة المذبوحة في اليمن

57

بقلم / يحيى قاسم أبوعواضة

مجزرة حي الرباط بصنعاء مجزرة وحشية ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق أبرياء لم يلمسوه بشر أو سوء بل إن بعضهم لم يلتفت إلى السعودية والإمارات بطرف غضب، تلك الغارة الغادرة من طيران العدوان تجاوزت آثارها السنين والإنسان والمكان، رغم الشهداء والجرحى والدمار وفضاعة المجزرة التي ارتكبت في شهر الصيام والناس نيام، إلا أن هناك ما هو أسوأ، عدد من المواطنين أصيبوا بأمراض متعددة ستكشفها الأيام جراء الخوف والفزع، حال عشرات الجرحى في المستشفيات اليمنية الفقيرة لأبسط العلاجات والأجهزة المنقذة للحياة، يرثى له، عند طوافنا على بعض المستشفيات وجدنا طفلا ضريرا يرقد على سرير المرض، يلف القطن كامل رأسه، إنه الطفل عدي شوقي الفقيه المخلافي خمس سنوات من أبناء محافظة تعز يسكن في صنعاء في حي الرباط، يرقد في المستشفى وإلى جواره ترقد أمه وأبوه الجريحان، على حافة السرير يقف أخوه الأصغر عمر ثلاث سنوات الذي نجى من الموت بأعجوبة، بعد احتضان أمه له بعد سماعها للغارات المتكررة على صنعاء قبيل استهدافهم بلحظات،

الطفل عمر حاول مرارا وتكرارا مناداة أخيه عدي للمرة العشرين يدعوه عله يجيب عليه كما كان يفعل في منزله، عندما كان يوقظه ليلعبا ويمرحا معا، كثرت مناداة عمر لأخيه عدي حتى أوجعنا، حاول دغدغته وضربه على يده بلطف والتلويح بيده على وجه أخيه، لكن دون جواب إلا من حركة بسيطة تومي بالحياة حاول عدي بهذه الحركة تطمين أخيه، وكأنه يقول له أنا هنا أخي فلا تحزن مما فعل بنا الظالمون، قلت له ما الذي جرى لأخيك عدي فأجاب: هو مريض، ضربه الصاروخ حق السعودية!! ثم انسحب قليلا ونظر إلينا وهو يقول: ما رضاش يجاوب!، يرقد الطفل عدي المصاب إصابات بالغة في رأسه وإلى جواره ترقد أمه وأبوه المثخنان بالجراح يشرح الأب كيف نجو من قتل صاروخ عدوان جبان غادر، يقول سمعت صوت الانفجار الكبير في البيت فخرجت من غرفتي إلى غرفة أولادي ضناً مني أنه انفجار البطارية!! ما إن انقشع الغبار فدخلت لأولادي حتى رأيت البيوت المجاورة وغرف الجيران وهي مفتوحة، لم أتمالك نفسي من الخوف والفزع مما جرى بحثت عن أولادي وأمهم من تحت الركام، وجدت زوجتي تحتضن عمر تحتها وقد ملأت الدماء جسمها ووجدت عدي مخضبا بالدماء أخذتهم دون علمي بالجراح في جسمي، فلم أستطع اسعافهم، فناديت للناس حتى جاءوا لإسعافنا مسرعين، كان منظرا مفزعا وكأن القيامة قامت، منظر مفزع مفزع للغاية..

تلك المأساة واحدة من عشرات المآسي والأحزان التي يسببها تحالف العدوان بحق اليمنيين يوميا دون ذنب اقترفوه بحق تلك الدول المتكالبة على اليمن..

وفي مستشفى آخر يرقد الطفل محمد الشميري ثلاثة أعوام، يلاحق أنفاسه بعد نجاته من القتل المحقق، يغط في المنام بعد أن أعيته الأوجاع والآلام في جسمه الضعيف النحيل، يستغل الفرصة للنوم بعد أن أيقضه صاروخ خائن الحرمين الشريفين في الشهر الحرام في يمن الإيمان في منزلهم المستأجر بحي الرباط، تلك بصمات عدو غادر لا يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة خلد في سجله الأسود مئات المجازر والمذابح اليومية بحق الطفولة البريئة في اليمن التي يرتكبها بغطاء أمريكي صهيوني تحت سمع العالم المنافق الذي يرى النفط أغلى من دماء الإنسان..