الخبر وما وراء الخبر

شرعنة الجرائم.

46

بقلم | سام الهمداني

إن العين لتدمع والقلب ليحزن، وكل ما هو على الواقع لا يرضي ربنا، عدوان سعودي أمريكي استهدف كل القيم والمبادئ وخالف كل الشرائع والأحكام في حرب تحالفت فيه كل قوى الشر والطغيان على شعب الحكمة والإيمان، أكثر من أربعة أعوام ولا زالت طائرات العدوان تستهدف الأبرياء وتقتل البراءة وتذبح الإنسانية، وتظن أنها طيور أبابيل أو حمامات تنشد السلام، ضحاياها أشلاء متناثرة ومتفحمة، وأملها إعادة الحياة لمن فارقوا الحياة.

إن ما حدث في حي الرقاص بصنعاء جريمة نكراء ليست الأولى ولا الأخيرة، غارات خلفت العشرات من الضحايا البريئة من النساء والأطفال وفي هذا الشهر الكريم، حرمات أحلها أولاد الكعبة وخدام أمريكا وإسرائيل، بحجة سرعان ما سارعوا إلى التحقيق فيها مثلها مثل سابقاتها لتكون النتيجة كما يزعمون أن الضرورات تبيح المحضورات.

وما يحزن القلب ويشعل الرأس شيباً هو موقف العالم المنافق، مجرد إستهداف الجيش واللجان الشعبية لمصلحة سعودية حتى تقوم الدنيا ولا تقعد إدانات وشجب واستنكار وفتاوى وتحريض، وعندما يستهدف العدوان السعودي الأمريكي الأبرياء من أبناء هذا الشعب ظلماً وعدواناً تلقى الجميع كأنما أغشيت أبصارهم وصمت أسماعهم، فكأن على رؤوسهم الطير، وهذا هو النفاق بحد ذاته قلوب عميت وقست فصارت كالحجارة أو أشد قسوة.

وما يجرح القلب أكثر هم أذيال العمالة والارتزاق من أبناء الشعب اليمني الذين تنكروا لحليب أمهم وسارعوا إلى التمرد والعصيان، منهم من يسعى نابحاً لإخفاء جرائم العدوان ومباركة الاستهداف.

ومنهم من يقول(يا بردها من كبد) وهاذين إن لم يكونا من صلب زنا فقد رضعا من ثدي كلبة وارتويا من حليبها، ومنهم من يتجاهل الجريمة ويضعها في سلة المهملات وكأنها في بلاد فرنسا أو روسيا أو أو…، في حين يتابع كل يوم ما لا يجوز متابعته وسماعه فتلقاه يبحث عما يسليه من أقوال المهرجين والمطبلين الذين باعوا أرضهم وعرضهم، ومنهم من يستنكر الجريمة لكونها جريمة.

كل هؤلاء يشرعنون للجريمة كل بطريقته لا دين لهم ولا ضمير تخلوا عن كل المبادئ والقيم الإنسانية وتنكروا لهويتهم الدينية والوطنية، فلعنة الله على كل من أيد وصمت لمثل هذه الجرائم.

الرحمة للشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية للأسرى، ولا نامت أعين الجبناء.