الخبر وما وراء الخبر

الامم المتحدة ..منظمة للإنسانية أم منظمة لا إنسانية 

47

بقلم | منير الشامي

“الأمم المتحدة” كان أول استعمال لهذا التعبير في اول يناير ١٩٤٢ أثناء الحرب العالمية الثانية حيث استعملته دول الحلفاء للإشارة إلى تحالفهم فقط وخلال الفترة من أغسطس إلى اكتوبر إجتمع ممثلوا امريكا ،وفرنسا والصين وبريطانيا ،والاتحاد السوفيتي لوضع الخطط المترتبة عن مؤتمر دومباتون أوكس وظهرت لهم خلال المباحثات فكرة لتحويل هذا المسمى إلى منظمة دولية بديلة عن عصبة الامم ووضعوا مقترحات تلخص اغراض المنظمة واعضائها بالإضافة إلى الترتيبات اللازمة للمحافظة على السلم العالمي والأمن والتعاون الاقتصادي والاجتماعي الدولي .

كان هذا الكلام في الظاهر أمام المجتمع الدولي لهدف واحد هو التغرير من قبل الدول الخمس المذكورة على دول العالم للقبول بهذه المنظمة والتخلي عن منظمة عصبة الامم كونها فشلت في مهمتها الاساسية بتحقيق الامن والسلام الدوليين ومستغلين الكوارث التي تمخضت عن الحرب العالمية الثانية والخسائر البشرية والمادية التي نتجت عنها خاصة وقد قتل فيها ما يزيد عن اربعين مليون إنسان .

لكن في الحقيقة فقد كانت فكرة إنشاء منظمة الامم المتحدة  في الواقع عبارة عن تأسيس شركة استثمارية بين دول الحلفاء الخمس هدفها الاساسي شرعنة الحروب على دول العالم وتمزيق الشعوب وتقسيم الدول  وبما يتوافق مع مصالح هذه الدول ويحقق أطماعها وكذلك خلق اسواق لبيع اسلحتها  ،والمضاربة في تجارة دماء الشعوب المستضعفة ،والاتجار بقضاياها الانسانية ، إضافة إلى تمكين هذه الدول من السيطرة على إقتصاد الدول الضعيفة وعلى مواردها من خلال وكالات الامم المتحدة المتخصصة وعددها ١٨ وكالة منها على سبيل المثال منظمة الاغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسيف والبنك الدولي وغيرها ، ومهمة هذه الوكالات هو إستثمار قضايا الشعوب والمتاجرة في قضاياها واستغلال معاناتها لمصلحة الدول الخمس الدائمة

ولعل أول دليل على ذلك هو أن الدول الخمس منحت نفسها العضوية الدائمة في مجلس الأمن وحق الفيتو (النقض) وذلك لتضمن كل دولة من هذه الدول نقض وإلغاء اي قرار  لمجلس الأمن يتعارض مع مصالحها وأهدافها .

ومما يؤكد أن الامم المتحدة ليست سوى شركة تضامن استثمارية للدول الخمس أن هذه المنظمة خلال اربعة وسبعون عاما لم تنجح في تحقيق هدف واحد من أهداف ميثاقها ولم تتمكن من تنفيذ مهمة واحدة من مهامها في تحقيق الامن او السلام لشعب واحد من شعوب العالم ،كما أنها خلال هذه الفترة الطويلة لم تدافع عن حقوق شعب من الشعوب المستضعفة ولا تظهر في موقف دفاع عن حقوق الانسان او حقوق الطفل او حقوق الام إلا لشعوب الدول الخمس الدائمة فقط ،أما بقية شعوب العالم فإنها إن لم تشرعن إنتهاك حقوق تلك الشعوب فإنها تصمت عن كل الانتهاكات  لحقوقهم الانسانية ولم تقف ابدا مع أي شعب منذو تأسيسها وحتى اليوم كون اي انتهاكات لحقوق الانسان في شعب من الشعوب تكون إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية أوبعضها او كلها مشاركة فيه .

تلك هي الحقيقة التي تعرفها كل دول العالم وتتهرب من الاعتراف بها لأنها تعلم جميعها أن منظمة الامم المتحدة خلال ٧٤ عاما

*- لم تحقق الأمن والسلام إلا للدول الخمس واسرائيل ومن يدور في فلكها

*-لم تقف يوما مع شعب مستضعف ولم تحمي حقوقه الانسانية

*-لم ترفع معاناة عن شعب من الشعوب المستضعفة

*-لم تمنع يوما انتهاك سيادة اي دولة مستقلة

*-لم تقرر أي عقوبات على اي دولة ارتكبت جرائم حرب في حق شعب مستضعف

*-لم تعمل يوما على الحد من انتشار الاسلحة المحرمة دوليا

*-ولم… ولم …ولم …….

بل على العكس فقراراتها التي نفذت كانت وما تزال محصورة في

*-شرعنة الحروب على الشعوب

*-إباحة سفك دماء الشعوب

*-شرعنة إنتهاك حقوق الانسان في مختلف دول العالم الثالث

*-كسر مقاومة إي شعب واقرار وقف العمليات لكسب الوقت لصالح المعتدين على الشعوب

*-لم تنجح في تنفيذ اي اتفاق إلا وفق مصلحة دول الاستكبار

*-المشاركة في نشر الامراض وتفشي الأوبئة

وغير ذلك كثيرا وكثيرا .

هذه الحقيقة هي ما يجب أن يعيها الشعب اليمني من أقصاها إلى أقصاها ، وأن عليه أن يدرك أن السبيل الوحيد أمامه هو التوكل على الله والانطلاق في سبيلة لمواجهة تحالف اليهود والنصارى ومنافقي الاعراب ومقاومة عدوانهم وأن المعتدين لن يردعهم إلا إلحاق الخسائر بتحالفهم فليس لهم قضية ولا يحملون أي مشروع انساني بل ما يحملوه هو مشروع مصالحهم واطماعهم

فالنار ما تحرق إلا رجل واطيها