الخبر وما وراء الخبر

بين بدرين..

132

بقلم /هاشم أحمد شرف الدين


 

لم يعتر الشك أحدا من قريش في احتمال تعرض القبيلة للهزيمة أمام الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بدر، ولذلك سارعت إلى ما ظنته حربا سهلة محسومة النتيجة سلفا، وهي القضاء التام على الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجيشه ودين الإسلام عموما، معتمدة على معيار القوة المادية، مراهنة على الفارق الهائل بين الطرفين عددا وعتادا..

لكنها هزمت شر هزيمة وباءت بالخسران، فيما انتصر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجيشه، ومثلت غزوة بدر منعطفا مهما جدا في التاريخ في تلك الحقبة وما تبعها حتى اليوم وإلى آخر الزمان في هذه الدنيا..

ولكون “بدر” الغزوة الأولى للرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد تضمنت العديد من الدروس الهامة التي أود فقط إسقاط أحدها على واقعنا اليوم، وهو إمكانية هزيمة الأقوياء أمام من يرونهم أضعف منهم عدة وعتادا..

فها هو النظام السعودي قد تحرك للعدوان على اليمن موقنا من انتصاره، ظانا أن اليمنيين لقمة سائغة، مستقويا بطاقات عشر دول، ومتحالفا مع أمريكا المصنفة كأقوى الدول في المجال العسكري، وكذلك مع اسرائيل..

فماذا حصد النظام السعودي حتى اليوم غير الهزيمة والفشل، على الرغم من مرور ثمانية أشهر ونصف على عدوانه؟..

دعونا نعقد مقارنات بسيطة لمفارقات القوة بين الطرفين..

في هجمات الجيش اليمني واللجان الشعبية على المواقع العسكرية السعودية   تفوقت الرصاصة الضعيفة بيد المقاتل اليمني على طلقات المعدلات والرشاشات الثقيلة..

بندقية الكلاشنكوف تكفلت باستسلام  دبابات “الابرامز” الأمريكية..

المقاتل السعودي المرفه بالعصائر والمثلجات وأجود الطعام، والمرتدي درع الوقاية من الرصاص، والمتحصن بالآليات المدرعة فر أمام المقاتل اليمني “حافي القدمين”..

طائرات الأباتشي تحولت إلى طيور مهاجرة يتفنن اليمنيون في تصيدها..

ذخائر الجيش السعودي المخزنة في المواقع العسكرية السعودية صارت غنائم للمقاتل اليمني، وكأنها تقول “هيت لك” فلا يليق بي إلا أنت..

تحصينات تلك المواقع وقلاعها وغرف عملياتها وأبراج مراقبتها أصبحت هشيما تذروه الرياح، بفعل ديناميت بسيط يحمله المقاتل اليمني على ظهره، لثقته بأنه مفجرها لا محالة..

الصاروخ البالستي “سكود” تكفل وحده بتحطيم أقوى القواعد الحربية السعودية بما فيها من عدة وعتاد ثقيل من الطائرات إلى الصواريخ..

أما الجيش الإمارتي فلن ينسى قادته وأفراده مطلقا الصاروخ البالستي الآخر “توتشكا” الذي حصد العشرات منهم في محافظة مأرب..

وهل ينسى العرب تصنيع المقاتل اليمني للصواريخ وتطويرها بدءا ب”النجم الثاقب والصرخة والزلزال” وصولا إلى الصاروخ البالستي “قاهر1”..؟