مرتزقة السودان والأعراض المستباحة
ذمار نيوز | مقالات 26 شعبان 1440هـ الموافق 1 مايو 2019م
بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
يمضي مرتزقة العدوان المحليين والأجانب في مسارهم الإجرامي الوحشي الذي لم يرع ذمة ولا حرمة ، يغرقون في غيهم وإجرامهم بكل صلف ووحشية ، ينتهكون الأعراض ، ويستبيحون الحرمات ، ويرتكبون المجازر والمذابح والمنكرات ، ولا يتورعون عن الاعتداء على الممتلكات ، واستهداف المنازل والمنشآت ، وقصف الأحياء والحارات.
ما بين الفينة والأخرى، تطالعنا الأخبار عن جرائم منكرة يرتكبها مرتزقة الجيش السوداني الذين يقاتلون تحت راية السعودية والإمارات في جبهات الساحل الغربي من المخا والخوخة إلى التحيتا ، حيث يقوم بعض هؤلاء المرتزقة باغتصاب بعض النساء اليمنيات في تلك المناطق بكل جرأة ووقاحة ، على مسمع مرتزقة العدوان المحليين الذين يبتلعون ألسنتهم ويلزمون الصمت تجاه هذه الجرائم ويحجمون عن مجرد توجيه الإدانة لمرتزقة السودان وذلك خشية أن يغضب عليهم أسيادهم من السعوديين والإماراتيين ويمنعوا عنهم الدعم الذي يمنحوه لهم كثمن للإرتزاق والعمالة.
بالأمس القريب، أقدم مرتزقة السودان على اغتصاب امرأة في التحيتا وقاموا بطعنها أثناء قيامها بالدفاع عن وعرضها وشرفها لتساق وهي مضرجة بدمائها إلى مواقع المرتزقة الخاضعة لسيطرتهم ، هذه الجريمة التي ليست الأولى من نوعها ، تأتي نتيجة متاجرة المرتزقة المحليين بأعراضهم وحرماتهم مقابل المال المدنس ، فسلبت منهم الغيرة وباتوا يفتقرون للنخوة والشرف والرجولة بعد أن قبلوا على أنفسهم بأن يكونوا أحذية ومماسح بأقدام وأيدي قوى الغزو والاحتلال.
لا يعقل أن هنالك أي حر غيور على أرضه وعرضه يقبل على نفسه بأن يشاهد المرتزق السوداني وهو يغتصب امرأة يمنية من أبناء جلدته ووطنه ومحافظته وقريته ، ولا يتحرك لمنعها والانتصار للعرض اليمني أو حتى يصدر منه أي موقف يعبر من خلاله عن استنكاره لهذه الجريمة ، ولكننا في زمن العمالة والارتزاق ، في زمن العبودية للريال السعودي والدرهم الإماراتي شاهدنا نماذج كثيرة من هذه النوعية القذرة ، لا تكترث بما يرتكبه مرتزقة السودان من انتهاك للأعراض وكأن المسألة لا تعنيهم ولا صلة لهم بها ؟!!!
شاهدنا من يبررون للغزاة والمرتزقة ذلك ، وسمعنا عن أشخاص أبدوا استعدادهم لأن يقدموا نسائهم للغزاة والمرتزقة مادام ذلك سيمكنهم من القضاء على الحوثيين حسب زعمهم ، هل رأيتم وقاحة أقذر وأبشع وأشنع من ذلك ؟!! والغريب أن نجد في أوساطنا من ينتقدون قيامنا بالتنديد بهذه الجرائم وفضح من قاموا بها بهدف إطلاع العالم على هذه الجرائم وتحذير المجتمع من مغبة التماهي مع قوى العدوان والتهاون والتساهل والتقاعس عن مواجهة العدوان والتصدي للمرتزقة ، وتنبيههم بأن عواقب ذلك ستكون وخيمة جدا ، ولن يستثنى منها أحدا.
بالمختصر المفيد، جريمة التحيتا يجب أن تحظى بتسليط الضوء عليها في هذا التوقيت الحساس ، والعمل على مخاطبة القوى الثورية السودانية للضغط على مجلس العسكر بالتخلي عن التبعية الأمريكية السعودية الإماراتية واتخاذ قرار سحب القوات السودانية من بلادنا بعد أن وصل الحال إلى اغتصاب النساء وانتهاك الأعراض ، نريد أن يكون الحضور السوداني في اليمن ثقافيا تعليميا طبيا ، نريد أن تظل الصورة الزاهية المرسومة في أذهاننا عن السودان هي تلك التي رسمها أساتذتنا الأجلاء الذين درسنا على أيديهم وكانوا خير ممثل للسودان الشقيق ، ولا نريد أن يشوهها هؤلاء السفلة المرتزقة الذين يمثلون الحقارة والوضاعة في أقذع صورها ، ولمرتزقة العدوان نقول : من رضي على جاره سيصل عليه الدور إلى عقر داره ، ومن هانت عليه أرضه ، سيهون عليه عرضه ، ولعنة الله على مال يجعلك تتاجر بعرضك وأرضك من أجله.