قبل وقف النار…المسافة بين البندقية والطاولة..قراءة تحليلية وعرض للاحداث ميدانيا
ذمار نيوز /صدى المسيرة:إبراهيم السراجي
تثبت التطورات الميدانية خاصة في جبهات الحدود أن الجيش واللجان الشعبية منذ البداية مضوا في استراتيجية منظمة في مواجهة العدوان واضعين في حساباتهم أنهم على أبواب حرب طويلة النصر فيها لمن لديه القدرة على خوض حرب طويلة النفس لم يحسب النظام السعودي حسابها لأن ترسانة الأسلحة التي يمتلكها باعتباره رابع أكبر جيش من حيث التسليح في العالم جعلته مضللا من تلك التخمة العسكرية فلم ينتبه لهشاشته وعدم قدرته على خوض حرب من هذا النوع.
الاستراتيجية التي مضى فيها الجيش بدا عليها الحنكة العسكرية رغم ان العدوان الذي جاء مفاجئا جعل البعض يعتقد أن ذلك سيربك الحسابات غير منتبهين أن قيادة الثورة حين مضت في تحقيقها كانت تعرف وتعي وتقدر حجم المؤامرة وأثر التغيير والصدمة التي احدثتها الثورة للنظام السعودي والمشروع الأمريكي في المنطقة ولذلك فالثورة كانت هي المفاجأة التي أربكت حسابات الرياض بينما المؤامرة التي تجلت بالعدوان لم تكن مفاجئة بشكل كامل.
ومع تحديد موعد المفاوضات التي ستجري في سويسرا وتحديد الرابع عشر من الشهر الجاري موعدا لوقف اطلاق النار قبل يوم من انطلاق تلك المفاوضات، حاول الإعلام التابع لدول العدوان أن يلقي بالضغط على الجيش واللجان الشعبية وكأن عليها أن تبدي حسن النية وتوقف اطلاق النار قبل موعدها وهذا ينطبق على الأطراف الضعيفة وهو ما لم يقبل به الجيش واللجان الشعبية الذين أبدوا ندية كبيرة رغم حجم العدوان وأحلافه ليوصل إليهم رسالة أنه وطالما الاتفاق لم يحن موعده فإنه ليس هناك اتفاق يلزم بإيقاف العمليات أو يحد من حجمها وكان ذلك واضحا من خلال العمليات الأخيرة التي تكللت بالسيطرة على مواقع وقرى سعودية في جيزان أو بالكشف عن صواريخ الصرخة 3 محلية الصنع وبعد ذلك ما حدث بالأمس بالمفاجأة التي كشف عنها الجيش واللجان الشعبية بإطلاق صاروخ من طراز قاهر1 المعدل والمطور محليا ليصبح صاروخا باليستيا أرض-أرض لأول مرة يجري الكشف عنه واستخدامه باستهداف قاعدة خالد بن عبدالعزيز الجوية بخميس مشيط التي تشهد نشاطا عسكريا إسرائيليا مؤازرا للعدوان وهي المرة الثالثة التي يتم استهدافها منذ بدء الرد على العدوان.
واعتبر مراقبون ان الخطوات التصعيدية من قبل الجيش واللجان الشعبية وخاصة اطلاق صاروخ قاهر1 بالتزامن مع مغادرة وفد انصار الله والقوى الوطنية لمفاوضات جنيف2 يوصل رسالة مفادها وجود إرادة سياسية للتخلص من الحرب باعتبار الحرب ليست الغاية وإنما الوسيلة لردع العدوان بالمقابل فإن الجيش واللجان الشعبية أرسلوا رسالتهم التي تؤكد أن الذهاب للمفاوضات السياسية ليس ناتج عن شعور بالضعف أو الانهاك جراء الحرب وأنه لم يجري الكشف عما بجعبة الجيش واللجان الشعبية من مفاجآت للعدو ورسالة أخرى تكشف عن حجم الاستعداد للمعركة إذا أبدت دول العدوان خطوات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى افشال الحوار المزمع عقده غدا الثلاثاء.
كما ان ما يكشف عنه الجيش واللجان الشعبية من إنجازات تصنيعية في إطار تصنيع المنظومات الصاروخية محلية الصنع او الصواريخ الباليستية المطورة والمعدلة محليا كما حدث في قاهر1 والذي يبدو انه عنوان لوجود سلسلة أخرى قد تكون قاهر2 وقاهر3.الخ كلها لا تأتي في إطار مواجهة العدوان فقط بل باعتبارها نواة لقوة ضاربة يقع على عاتقها حماية الوطن من أي اخطار قد تحدث في المستقبل.
وترجمة لما سبق على الميدان يمكن رصد عمليات الجيش واللجان الشعبية في جانب المعارك او العمليات التي نفذتها القوة الصاروخية والتي يمكن تلخيصها كالتالي:
- ضربة مزدوجة للعدو بالكشف عن الصاروخ الباليستي قاهر1 واستهداف قاعدة خميس مشيط :
أعلن الجيش واللجان الشعبية فجر اليوم عن إطلاق صاروخ باليستي من طراز قاهر1 على قاعدة خالد بن عبدالعزيز الجوية بخميس مشيط حيث أكدت المعلومات العسكرية أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة فيما أمطر المغردون السعوديون موقع التواصل الاجتماعي تويتر بالتغريدات التي تؤكد دقة تلك المعلومات.
مصدر عسكري كان قد أكد أن القوة الصاروخية للجيش اليمني قصفت قاعدة خالد بن عبد العزيز بمنطقة خميس مشيط السعودية بصاروخ من نوع قاهر 1 الذي يستخدم ﻷول مرة وهو صاروخ أرض-أرض روسي الصنع مطور محليا، وأكد المصدر أن الصاروخ أصاب الهدف بدقة عالية.
ويرجع أصل الصاروخ إلى صواريخ سام2 وقد جرى تعديله وتطويره من قبل قسم الصناعات العسكرية بالجيش واللجان الشعبية ليصبح صاروخ ارض-ارض وبموجب التطوير أصبح الصاروخ باليستيا يعمل على مرحلتين بالوقود السائل والصلب حيث يبلغ طوله 11 مترا ويزن 2 طن فيما يصل مداه بعد التعديل الى 300 كيلومترا كما يزن رأس الصاروخ 200 كيلوجرام ويحمل نحو 8000 شظية.
وحازت خطوة الجيش واللجان الشعبية بإطلاق صاروخ قاهر1 والقدرات على التطوير العسكري على اهتمام اعلامي كبير لم يتمكن النظام السعودي من السيطرة عليها كما جرت العادة ومنذ ساعة الإعلان عن استهداف قاعدة خالد بن عبد العزيز الجوية بخميس مشيط امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالمنشورات التي كتبها مواطنون سعوديون في خميس مشيط حيث اشتعل هاشتاق (انفجار خميس مشيط) بالمنشورات التي أكدت صحة ما أعلن عنه الجيش واللجان الشعبية عن إصابة الهدف بدقة.
وضمن التغطية الإعلامية قال الموقع العربي (الوقت نت) في تقرير نشره عن التطورات الأخيرة باليمن انها تكشف قبل ساعات على دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، أن اليد العليا للجيش واللجان الشعبية، إضافة إلى جهوزية هذه القوات لمرحلة ما بعد المفاوضات في حال أردات السعودية المماطلة والاستمرار بعدوانها، بخلاف ما تروّج له وسائل الإعلام التابعة لها عن القضاء على المنطومة الصاروخية للجيش اليمني.
وتعد المرة الثالثة التي يجري فيها استهداف قاعدة خالد بن عبدالعزيز الجوية بخميس مشيط بواسطة صواريخ باليستية حيث اكدت تقارير غربية ان القاعدة السعودية تشهد نشاطا عسكرية للكيان الصهيوني وخبراء جرى ارسالهم للمشاركة في وضع وتنفيذ مخططات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
- الكشف عن منظومة صواريخ الصرخة3 وادخالها في خط المواجهة
في اطار مواجهة العدوان كشف الجيش واللجان الشعبية أمس الأول عن منظومة صاروخية جديدة من انتاج قسم الصناعات العسكرية حيث جرى ادخال الجيل الثالث من منظومة الصواريخ محلية الصنع (الصرخة3) في خط المواجهة مع العدو وجرى استخدامها في قصف مواقع عسكرية في جيزان ونجران.
وبحسب مراقبون يعد إدخال منظومة الصرخة 3 إلى الخدمة العسكرية إضافةً نوعيةً لقدرات الجيش واللجان الشعبية محلية الصنع تم إنتاجها محلياً في قسم الصناعات العسكرية.
ويتميز الصرخة ثلاثة بمميزات جديدة حيث يصل مداه الى 17 كم ويحمل رأس زنته 15 كجم وطول 2.4 متر ويحمل صاعقاً خلفياً وآخر أمامياً ويمكن تفجيره عن بُعد.
- قتلى وجرحى في صفوف العدو باستهداف ناقلتهم بنجران ومناطق الخوبة تغرق في الظلام بعد قصف محطتها الكهربائية
بالتزامن مع الكشف عن ادخال منظومة الصواريخ من طراز الصرخة3 استمرت عمليات الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات الحدود حيث سقط قتلى وجرحى من جنود العدو جراء استهدافهم من قبل الجيش واللجان الشعبية فيما يتواصل القصف المدفعي وصاروخي على مواقع العدو العسكرية بعد يوم من السيطرة على ثلاث قرى وثلاثة مواقع عسكرية في منطقة نجران.
وأوضح مصدر عسكري أن القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية استهدفت بصواريخ الكاتيوشا ناقلة جنود وشاحنة محروقات عسكرية تابعة للعدو مشيرا إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف العدو في العملية بعد إصابة الناقلة التي تقلهم لإصابة مباشرة حيث جرى استهدافها في امارة السليلة بنجران.
وفي نجران ايضا اوضح المصدر ان جرافة تابعة لقوات العدو احترقت إثر تعرضها لقصف مدفعي في موقع المسيال العسكري بالتزامن مع قصف صاروخي ومدفعي استهدف قيادة معسكر رجلا ومرافق موقعي صلة وخباش العسكريين.
كما اصيب اثنين من جنود العدو واعطبت الية عسكرية جراء قصف مدفعي استهدف تجمعا لقوات واليات العدو في موقع السديس العسكري بنجران.
وفي السياق تغرق مناطق واسعة من منطقة الخوبة في ظلام دامس بعد توقف محطة البيضاء الكهربائية لقصف صاروخي ومدفعي من قبل الجيش واللجان الشعبية.
- عملية نوعية تنتهي بالسيطرة على ثماني قرى ومواقع بجيزان وتدمير 7آليات عسكرية
ضمن المرحلة الأولى من التصعيدية من الخيارات الاستراتيجية التي أعلن عنها رسميا قبل أيام تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من السيطرة على أربع قرى سعودية هي قرى المحجم والسر والواسطة والخادمة واربعة مواقع عسكرية أخرى باتجاه المهدف في جيزان.
وأشار مصدر عسكري إلى أنه تم تدمير دبابتين إبرامز سعوديتين وخمس عربات برادلي في منطقة المهدف أثناء عملية الاقتحام، لافتاً إلى أن هذه العمليات تأتي ضمن الخطوة الأولى للخيارات الاستراتيجية لردع العدوان السعودي فيما لقي جندي سعودي مصرعه برصاص القناصة من الجيش واللجان خلف موقع المعنق في جيزان.
من جانبه وزع الإعلام الحربي مشاهد مصورة توثق العملية التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية بالسيطرة على المواقع والقرى السعودية بجيزان وأظهرت تلك المشاهد تقدم وحدات من الجيش واللجان الشعبية بعد تقسيمها على مجموعات قامت بعمليات اقتحامات متزامنة لمواقع العدو السعودي والتي أدت بالتالي إلى السيطرة على القرى التي تقع فيها تلك المواقع.
كما أظهرت المشاهد آليات ومدرعات العدو من دبابات وعربات وقد جرى احراقها وتدميرها جراء الاقتحام والقصف الصاروخي والمدفعي الذي سبق العملية فيما فر جنود العدو من مواقعهم بعد وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم حيث يلاحظ أن مقدرتهم على المواجهة تقل يوما بعد آخر كلما تصاعدت وتيرة العمليات التي ينفذها ابطال الجيش واللجان الشعبية.
وكانت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية قد واصلت عملياتها بالقصف الصاروخي والمدفعي حيث استهدفت تجمعات للآليات ومخازن أسلحة سعودية في مواقع الموسم بـ 36 صاروخاً حيث تم رصد انفجارات مدوية وحرائق هائلة مع تصاعد لأعمدة الدخان من مخازن الأسلحة المستهدفة في مواقع الموسم فيما لقي جنود سعوديين مصرعهم جراء استهداف بوابة الجمارك بجيزان بأكثر من 13 صاروخا في عملية كان الاعلام الحربي حاضرا فيها ورصد مشاهد لهروب القوات والآليات السعودية من البوابة لحظة تساقط الصواريخ عليهم.
كما دمر أبطال الجيش واللجان الشعبية آلية برادلي تابعة للعدو السعودي حيث رجح مصدر عسكري أن جنودا سعوديين لقوا مصرعهم على متنها حيث جرى استهدافها فيما كانت تحاول التقدم باتجاه قرية الزبادي.
عملية تدمير الآلية السعودية في الزبادي وضعت النظام السعودي مرة أخرى في مأزق التكتم على خسائره ففيما تعجز آلته الإعلامية الضخمة عن تقديم تغطية ميدانية لما تدعيه قوات العدو في الحدود فيما يواصل الإعلام الحربي تغطيته المتواصلة للعمليات حيث رصد العملية التي جرى فيها استهداف الآلية السعودية لحظة محاولتها التقدم باتجاه قرية الزبادي التي يقع فيها مواقع عسكرية واقعة تحت سيطرة نارية لأبطال الجيش واللجان الشعبية.